مبادرة "نساء الخليل ضد الانقسام" ولقاء المحافظ
لمى خاطر
قبل يومين (في الثالث عشر من آذار) تم إطلاق مبادرة نسائية من مدينة الخليل لإنهاء الانقسام، وبمشاركة عدة أطر ومنظمات نسائية من بينها حماس وفتح وحزب الشعب وناشطات مستقلات، وكان مكان التجمع الأول ساحة مقر محافظة الخليل، وليس خافياً أن ائتلاف تشكيلات عدة تحت تجمّع يحمل هذا الشعار أمر لا يبدو سهلاً حتى وإن كانت نسائية، لأن التباينات السياسية والفكرية عميقة من جهة، ولأن سياسة السلطة في الضفة لا يمكن أن تتيح لأي تجمع أن يرى النور إلا إن كان متوافقا مع سياساتها!
لكن اللقاء الميداني الذي جرى هناك مع محافظ الخليل كان يشي بأن صوت أصحاب الحق لا بدّ أن يفرض نفسه في أي مكان، ولا بد لمنطقه أن ينتصر، فهناك كانت نساء المعتقلين السياسيين تكشف الحقيقة التي اجتهد محافظ الخليل في إخفائها حين قال إن السلطة لا تعتقل على خلفية الانتماء السياسي أو النشاط الحزبي، لكن الشهادات الحية التي واجهته بها النساء أبرزت حجم التناقض ما بين أقوال سلطة فتح وأفعالها، لأن الشباب الذين يشبحون في الزنازين هم من خيرة أبناء الضفة خلقاً وعلماً، ووطنية وجهادا، ولأن النائب سميرة الحلايقة بيّنت بوضوح وهي تشرح للمحافظ معاناة عائلتها على يد الاحتلال والسلطة كيف أن زوجها وأبناءها يستهدفون بسبب نشاطها هي، وكيف أن من تحول حصانته السياسية بينه وبين الأجهزة الأمنية لا تتورع الأخيرة عن المساس بذويه!
يبرر محافظ الخليل انتهاكات السلطة واعتقالاتها بأنها عامل احترازي لتجنب تكرار ما حدث في غزة، رغم أنه يعلم قبل غيره أن وجود الاحتلال في الضفة لا يسمح لحماس بحسمها أو حكمها، ويحتجّ بالأموال التي ضبطوها لدى عناصر حماس في الضفة رغم أنه يعلم كذلك أنها أموال أيتام وشهداء وجمعيات خيرية، ويقول إن المبادرة يجب أن تبدأ من غزة بإعلان السيد إسماعيل هنية منح سلطة رام الله الأمان والتأكيد على أن حماس لا تمتلك نوايا لإنهائها، رغم أننا قلنا له إن حماس الضفة يشهد عليها سلوكها، وهي التي ارتضت أن تتلقى الضربات طوال السنوات الأربع الماضية دون أن تبادر لأي اعتداء على السلطة وأجهزتها، فقال ومعه ضباط المخابرات الذين كانوا حوله: إننا لو سمحنا لحماس بقليل من الحرية فستتمادى إلى درجة تهديد السلطة ووجودها، فقلت لهم: إذن هذه هي سياستكم مع حماس، فلا تدّعوا أنكم تعاملونها وفق القانون، ولا تبيعونا شعاراتكم!
كان اللقاء عاصفاً وحاداً وشاملاً لدرجة أنه استحضر معظم الأحداث المفصلية التي جرت منذ الحسم وحتى اليوم، لكنه رغم ذلك كان مثمراً، ليس فقط لأن من نتائجه المباشرة الإفراج عن زوج الأخت سميرة الحلايقة بعد اعتقال دام 65 يوما، بل لأنه بيّن لمسؤولي السلطة كذلك أن صوت المظلومين في الضفة من معتقلين سياسيين ومفصولين من وظائفهم لا يمكن أن يخمد بعد اليوم، تماماً كما بيّن لهم أن النساء ما عادت ترتضي أن تظل متضررة من آثار الانقسام وسياسات السلطة الجائرة دونما حراك.
لن ننكر هنا أن موقف المحافظ كان إيجابياً بشكل عام، وأنه أكّد لنا بأن أبوابه ستظل مفتوحة لكل المظلومين، رغم كم الشعارات التي قالها لنا والتي تنافي سلوك السلطة وسياستها على حد سواء، غير أن مطلب (إنهاء الانقسام) الذي رفعته مجموعة من نساء الخليل يقتضي النظر إلى الجزء الملآن من الكأس في هذه المرحلة، وإبداء أكبر قدر من حسن النوايا، لكن نوايا السلطة في المقابل ستكون على المحك، وسنرصد جميعاً كيف ستتعامل مع تحرك الشارع، ومع الاحتجاجات السلمية للمظلومين الذين قرروا أن يغادروا مربع الصمت، وأن يفرضوا قضاياهم العادلة على كل مبادرات إنهاء الانقسام
لكن اللقاء الميداني الذي جرى هناك مع محافظ الخليل كان يشي بأن صوت أصحاب الحق لا بدّ أن يفرض نفسه في أي مكان، ولا بد لمنطقه أن ينتصر، فهناك كانت نساء المعتقلين السياسيين تكشف الحقيقة التي اجتهد محافظ الخليل في إخفائها حين قال إن السلطة لا تعتقل على خلفية الانتماء السياسي أو النشاط الحزبي، لكن الشهادات الحية التي واجهته بها النساء أبرزت حجم التناقض ما بين أقوال سلطة فتح وأفعالها، لأن الشباب الذين يشبحون في الزنازين هم من خيرة أبناء الضفة خلقاً وعلماً، ووطنية وجهادا، ولأن النائب سميرة الحلايقة بيّنت بوضوح وهي تشرح للمحافظ معاناة عائلتها على يد الاحتلال والسلطة كيف أن زوجها وأبناءها يستهدفون بسبب نشاطها هي، وكيف أن من تحول حصانته السياسية بينه وبين الأجهزة الأمنية لا تتورع الأخيرة عن المساس بذويه!
يبرر محافظ الخليل انتهاكات السلطة واعتقالاتها بأنها عامل احترازي لتجنب تكرار ما حدث في غزة، رغم أنه يعلم قبل غيره أن وجود الاحتلال في الضفة لا يسمح لحماس بحسمها أو حكمها، ويحتجّ بالأموال التي ضبطوها لدى عناصر حماس في الضفة رغم أنه يعلم كذلك أنها أموال أيتام وشهداء وجمعيات خيرية، ويقول إن المبادرة يجب أن تبدأ من غزة بإعلان السيد إسماعيل هنية منح سلطة رام الله الأمان والتأكيد على أن حماس لا تمتلك نوايا لإنهائها، رغم أننا قلنا له إن حماس الضفة يشهد عليها سلوكها، وهي التي ارتضت أن تتلقى الضربات طوال السنوات الأربع الماضية دون أن تبادر لأي اعتداء على السلطة وأجهزتها، فقال ومعه ضباط المخابرات الذين كانوا حوله: إننا لو سمحنا لحماس بقليل من الحرية فستتمادى إلى درجة تهديد السلطة ووجودها، فقلت لهم: إذن هذه هي سياستكم مع حماس، فلا تدّعوا أنكم تعاملونها وفق القانون، ولا تبيعونا شعاراتكم!
كان اللقاء عاصفاً وحاداً وشاملاً لدرجة أنه استحضر معظم الأحداث المفصلية التي جرت منذ الحسم وحتى اليوم، لكنه رغم ذلك كان مثمراً، ليس فقط لأن من نتائجه المباشرة الإفراج عن زوج الأخت سميرة الحلايقة بعد اعتقال دام 65 يوما، بل لأنه بيّن لمسؤولي السلطة كذلك أن صوت المظلومين في الضفة من معتقلين سياسيين ومفصولين من وظائفهم لا يمكن أن يخمد بعد اليوم، تماماً كما بيّن لهم أن النساء ما عادت ترتضي أن تظل متضررة من آثار الانقسام وسياسات السلطة الجائرة دونما حراك.
لن ننكر هنا أن موقف المحافظ كان إيجابياً بشكل عام، وأنه أكّد لنا بأن أبوابه ستظل مفتوحة لكل المظلومين، رغم كم الشعارات التي قالها لنا والتي تنافي سلوك السلطة وسياستها على حد سواء، غير أن مطلب (إنهاء الانقسام) الذي رفعته مجموعة من نساء الخليل يقتضي النظر إلى الجزء الملآن من الكأس في هذه المرحلة، وإبداء أكبر قدر من حسن النوايا، لكن نوايا السلطة في المقابل ستكون على المحك، وسنرصد جميعاً كيف ستتعامل مع تحرك الشارع، ومع الاحتجاجات السلمية للمظلومين الذين قرروا أن يغادروا مربع الصمت، وأن يفرضوا قضاياهم العادلة على كل مبادرات إنهاء الانقسام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية