محمد نجيب: غزة علمتنا
د. يوسف رزقة
أنهى محمد نجيب عبد الرازق رئيس وزراء ماليزيا زيارته التاريخية لقطاع غزة. محمد نجيب أول رئيس وزراء لدولة إسلامية غير عربية يقوم بزيارة رسمية إلى غزة ويلتقي رئيس الوزراء إسماعيل هنية وأعضاء حكومته.
الضيف الماليزي قال في كلمته المقتضبة بعد أن عاين عن كثب آثار العدوان الصهيوني في الحرب الأخيرة على غزة: "شعب غزة عظيم". "شعب غزة علمنا وعلم الآخرين كيف يكون عظيمًا وعزيزًا". "لن أزور القدس إلا بعد أن تتحرر من الاحتلال". "الشعب الفلسطيني ليس وحده، نحن في ماليزيا مع الشعب الفلسطيني". "سأعود إلى ماليزيا وأنا أكثر معرفة وأكثر حبًّا لكم". "أردت بزيارتي لغزة أن أعبّد الطريق أمام رؤساء ورؤساء وزراء لزيارة غزة".
محمد نجيب كان مفعمًا بالمشاعر الطيبة نحو الشعب الفلسطيني، وحين تلقى شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة الأقصى ثارت في كلماته مشاعر الفخر والإعجاب بغزة، وبتقدم جامعاتها، وأعلن أمام الحضور أن ماليزيا توفر عددًا من منح الماجستير والدكتوراة لطلبة العلم من فلسطين للدراسة في ماليزيا على نفقة الدولة الماليزية.
غادر محمد نجيب والوفد المرافق له قطاع غزة بعد أن وضع حجر الأساس لمدرسة ماليزية تقنية في مدينة الزهراء، وإقامة مركز طبي للأطفال، ووعد ببناء مجلس الوزراء الذي هدمته طائرات الاحتلال في الحرب الأخيرة (حجارة السجيل).
لا يختلف اثنان على نجاح الزيارة، ولا يختلف اثنان على أهمية الزيارة على المستوى المادي، وعلى المستوى السياسي والمعنوي، وإن رسائل الزيارة الرمزية والسياسية عديدة، وتعطي أملًا للشعب الفلسطيني وللعالم العربي بحياة أفضل، ومستقبل مشرق، إنه لعمل عظيم أن يقطع رئيس الوزراء آلاف بل مئات الآلاف من الكيلومترات لزيارة غزة والتضامن مع شعبها ومعاينة جرائم المحتل الصهيوني.
رئيس الوزراء الماليزي قدّم دعوة إلى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لزيارة ماليزيا في الوقت الذي يحدده ويراه مناسبًا، قائلًا إن الشعب الماليزي سيكون سعيدًا بهذه الزيارة.
الزيارة الكبيرة هذه هي ثمرة الصمود والتضحيات الفلسطينية, ما كان يمكن أن تتم هذه الزيارة بدون المقاومة التي شرّفت الأمة العربية والإسلامية، وأحسب أن قيام الضيف الكبير بتقديم واجب العزاء لوالدة أحمد الجعبري هو تعبير رمزي عن احترام الشعب الماليزي للمقاومة الفلسطينية.
بالأمس زار غزة رئيس وزراء مصر كأول رئيس وزراء لدولة عربية، واليوم يزورها رئيس وزراء ماليزيا كأول رئيس وزراء لدولة إسلامية غير عربية. بالأمس زار غزة أمير قطر المبجّل وكان سخيًا مع غزة، وفي الأيام القليلة القادمة يزورها الرئيس منصف المرزوقي كأول رئيس عربي، وستستمر قوافل الزائرين إلى غزة، وعين الزائرين على القدس والمسجد الأقصى الذي بات أمنية الجميع وهدفهم الذي لا يفارق مشاعرهم. غزة تفتح ذراعيها إلى الزائر التالي، وإلى كل من يحبون الشعب الفلسطيني ويقتسمون معه لقمة العيش، ولقمة المعاناة، وأمل النصر والتحرير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية