مخيم اليرموك شاهد على الزيف! ... بقلم :د. حسن أبو حشيش

السبت 04 يناير 2014

مخيم اليرموك شاهد على الزيف!

د. حسن أبو حشيش

مخيم اليرموك في سوريا من أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني، يسكنه حوالي نصف مليون مهاجر، ومنذ الثورة السورية وتطوراتها قبل ثلاث سنوات تقريبًا، أصبح كغيره من مخيمات سوريا تحت مرمى النيران من كل الأطراف، ومع الوقت وقع تحت ظلم الحصار المحكم، فتحول إلى مقبرة، وإلى العيش المُقل، وإلى الوضع الصحي المتردي. وتاهت القضية بين كل الأطراف بمن فيهم للأسف بعض الأطراف الفلسطينية التي انحازت للنظام على حساب الثورة والثوار، والخاسر هو الشعب الفلسطيني. تدخل العقلاء والفصائل، وتحركوا مع الجميع لتحييد المخيم، وفك الحصار عنه، وإعادة المُهجرين فوق هجرتهم الأصلية، وتزويد الناس بالطعام والدواء والماء، وتحقيق الأمن والأمان لهم، لكن كل المحاولات فشلت والأسباب متعددة.

وبقي الحصار، وتناقص مع الزمن الدواء وكثر الداء، وندر الغذاء وكثر الجوع، وانتشر القتل والتصفية وغاب الأمن والهدوء، فأصبح المخيم قصة مأساة، وحكاية انعدام إنسانية، ورواية شعب ضحية يُذبح على الهوية، ويُحارب في أساسيات الإنسان الآدمية وضرورات الحياة، فتنوع الموت: حيث من لم يمت بالقصف والصواريخ، مات مهاجرًا في أعالي البحار بعد أن أُغلقت العواصم العربية في وجوههم، أو بقي حيًا في الحصار ليموت جوعًا. مشهد عدمي، نقرأ عنه في العصور السالفة، وفي حكايات ألف ليلة وليلة الخيالية والرمزية، مشهد يفضح القرن الحادي والعشرين، ويفضح مبادئ الحضارة والمدنية والحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويُثبت زيف الشعارات. مشهد يجعلنا في هوس السؤال أنحن تابعون للإنسانية؟! أنحن نتبع لأمة المليارين من المسلمين؟!

أنحن جزء من أمة العرب التي ينفق حكامها وأغنياؤها المليارات من الدولارات واليورو والين على تخريب الأوضاع داخل الشعوب العربية، وعلى الألعاب النارية، وكماليات العيش، والتجارة في الرياضة والفن والأفلام وحفلات الرقص الهابطة، وقيام ولائم البذخ والترف والبطر والرياء..؟! أيموت جزء منكم يا عرب جوعى وأنتم تملكون في الهواء وفي الفضاء وفي البحار وفي الصحراء وباطنها الشيء المهول ؟! لقد فضح مخيم اليرموك كل زيف الشعارات والأدبيات ونظريات القرف والملل والنفاق والخبل.. تعسًا فتعسًا فتسعًا... لكل من كان سببًا في أن يموت فلسطيني جوعًا في أرض الشام الحبيبة، بدلًا من أن يموت في ساحات الصراع ضد الاحتلال الصهيوني ليعود لأرضه وخيراتها ولا يريد جمائل ومعايرة أحد.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية