مرسي رئيساً.. مصر حاضرة!
لمى خاطر
من قال إن مرحلة الاستعباد والاستبداد ستظلّ مقيمة في أوصال الأمة العربية والإسلامية؟ ومن قال إن رحلها سيكون نصيبنا الدائم الذي تنشأ الأجيال لتطالع فصوله السوداء، وتقضي دونما انفراجة في أفقها الملبّد بالتخلّف والقهر؟!
لقد عايشت شعوبنا الخواء حتى استسلمت لفروضه وسلمته زمام مستقبلها، يوم أن تيقنت أنه قدرها لا غير، وأن كل تغيّر في واقعها هو محض مؤامرة أحيكت في الخفاء، وكأن ثمة ما هو أسوأ من واقعها وهي تصفّق مرغمة لطغاتها، وتلهث خلف لقمة خبزها، وتنكر حاجتها للحرية، وتدير ظهرها لمعارك الأمة مع أعدائها!
هل هناك ما هو أسوأ من التبعية والاستبداد والجوع وقهر الإرادات؟ فكيف إذا تراكمت كلّها في صعيد واحد، وغدت زاد العربي وميزته وعلامته الفارقة التي لا يكون عربياً بدونها؟!
علت بيارق التغيير في تونس ومصر، وظلّ هناك من يحرث الماء ويسبّح بحمد الوهم، ويجترّ خطاباً بالياً تتحدث مفرداته عن دور (آخرين) في صناعة ربيع العرب وصياغة تاريخهم الجديد؟ وكان آخرون يتساءلون ببلاهة عن تلك الإنجازات التي حققها ذاك الربيع، وكأن عقود العتمة الطويلة التي هيمنت على الأمة ستنجلي بين عشية وضحاها، أو كأن معاول الإفساد على مرّ تلك العقود ستصبح إفرازاتها أثراً بعد عين بمجرد أن ينادي حادي التغيير: حيّ على الثورة!
انتظرنا طويلاً أن ترتقي عزيمة شعوبنا لكي تجرؤ على المطالبة بإصلاحات تعدّل كفة حقوقها المهدورة، فجاءنا غيث يهزّ العروش ويسقطها، وظفرنا بكنوز بشرية تتحدى الرصاص وتهزأ بسياط جلاديها، أفلا يكون حقاً علينا التجند خلف ظاهرة التمرد تلك والهتاف لها حتى تصل إلى برّ استقرارها؟ وإلامَ يُستكثر علينا –نحن المسكونين بالوجع- أن نفرح بانتصار انتُزع من بين أنياب الطغاة؟!
لم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن يطلّ ربيع العرب ابتداء من القاهرة، ولا أن يصطفي الله نفراً ممن استضعفوا في الأرض ليمكّن لهم بأصوات الجماهير، فيصلوا إلى سدّة الحكم بمفردات جديدة ونفَس مختلف يقرّ بأن الحاكم خادم للشعب، ويسأل أهله أن يطيعوه ما أطاع الله، وأن يثوروا عليه إذا ما نكث عهده معه ومعهم!
تلك أولى تجليات نهج من يختاره الناس ليسوسهم بعد ثورة على الطغيان، وتلك معالم مصر الحديثة يوم تمتلك مفتاح حريتها ونهوضها، لكي تكون حاضرة في قلب الأمة، ولتعود بوصلة لمسيرها بعد غياب، وبعد أن كانت مصر مجرد لاعب هامشي لا تؤثر إلا بالقدر الذي يكرّس تبعيتها، وبحجم ما يتطلبه الالتزام بأمن إسرائيل ورعاية مصالحها!
مرسي رئيسا.. تعني أن سنة التبديل والتداول لا بدّ متحققة، وأن النضال الطويل في سبيل الغايات السامية سيتجلى انتصاراً ولو بعد حين، وأن العيش للمبدأ ليس تجارة خاسرة أو جالبة للبلاء والمحن وحسب، والأهمّ من هذا ما تعنيه من وجوب اعتبار لحظة الفوز بداية الطريق وليس انتهاء المعركة مع الطغيان، لأن الناس ما عادت توقّع لأحد (شيكاً) على بياض، ولا تناصره لأجل شعاراته، بل بالقدر الذي يستحقّه، وتبعاً لما سيحدثه في واقعها من تحرر ونهضة وارتقاء.
نهنئ مصر وشعبها من قلوب فلسطينية خالصة، ونسأل الله أن يعجل بفرج بقية العواصم النازفة، حتى تكتمل حلقات التغيير، علّنا نشهد بعدها معالم تاريخ جديد يهيل التراب على مرحلة الوهن والخنوع والاستسلام للقهر.
من قال إن مرحلة الاستعباد والاستبداد ستظلّ مقيمة في أوصال الأمة العربية والإسلامية؟ ومن قال إن رحلها سيكون نصيبنا الدائم الذي تنشأ الأجيال لتطالع فصوله السوداء، وتقضي دونما انفراجة في أفقها الملبّد بالتخلّف والقهر؟!
لقد عايشت شعوبنا الخواء حتى استسلمت لفروضه وسلمته زمام مستقبلها، يوم أن تيقنت أنه قدرها لا غير، وأن كل تغيّر في واقعها هو محض مؤامرة أحيكت في الخفاء، وكأن ثمة ما هو أسوأ من واقعها وهي تصفّق مرغمة لطغاتها، وتلهث خلف لقمة خبزها، وتنكر حاجتها للحرية، وتدير ظهرها لمعارك الأمة مع أعدائها!
هل هناك ما هو أسوأ من التبعية والاستبداد والجوع وقهر الإرادات؟ فكيف إذا تراكمت كلّها في صعيد واحد، وغدت زاد العربي وميزته وعلامته الفارقة التي لا يكون عربياً بدونها؟!
علت بيارق التغيير في تونس ومصر، وظلّ هناك من يحرث الماء ويسبّح بحمد الوهم، ويجترّ خطاباً بالياً تتحدث مفرداته عن دور (آخرين) في صناعة ربيع العرب وصياغة تاريخهم الجديد؟ وكان آخرون يتساءلون ببلاهة عن تلك الإنجازات التي حققها ذاك الربيع، وكأن عقود العتمة الطويلة التي هيمنت على الأمة ستنجلي بين عشية وضحاها، أو كأن معاول الإفساد على مرّ تلك العقود ستصبح إفرازاتها أثراً بعد عين بمجرد أن ينادي حادي التغيير: حيّ على الثورة!
انتظرنا طويلاً أن ترتقي عزيمة شعوبنا لكي تجرؤ على المطالبة بإصلاحات تعدّل كفة حقوقها المهدورة، فجاءنا غيث يهزّ العروش ويسقطها، وظفرنا بكنوز بشرية تتحدى الرصاص وتهزأ بسياط جلاديها، أفلا يكون حقاً علينا التجند خلف ظاهرة التمرد تلك والهتاف لها حتى تصل إلى برّ استقرارها؟ وإلامَ يُستكثر علينا –نحن المسكونين بالوجع- أن نفرح بانتصار انتُزع من بين أنياب الطغاة؟!
لم يكن غريباً ولا مفاجئاً أن يطلّ ربيع العرب ابتداء من القاهرة، ولا أن يصطفي الله نفراً ممن استضعفوا في الأرض ليمكّن لهم بأصوات الجماهير، فيصلوا إلى سدّة الحكم بمفردات جديدة ونفَس مختلف يقرّ بأن الحاكم خادم للشعب، ويسأل أهله أن يطيعوه ما أطاع الله، وأن يثوروا عليه إذا ما نكث عهده معه ومعهم!
تلك أولى تجليات نهج من يختاره الناس ليسوسهم بعد ثورة على الطغيان، وتلك معالم مصر الحديثة يوم تمتلك مفتاح حريتها ونهوضها، لكي تكون حاضرة في قلب الأمة، ولتعود بوصلة لمسيرها بعد غياب، وبعد أن كانت مصر مجرد لاعب هامشي لا تؤثر إلا بالقدر الذي يكرّس تبعيتها، وبحجم ما يتطلبه الالتزام بأمن إسرائيل ورعاية مصالحها!
مرسي رئيسا.. تعني أن سنة التبديل والتداول لا بدّ متحققة، وأن النضال الطويل في سبيل الغايات السامية سيتجلى انتصاراً ولو بعد حين، وأن العيش للمبدأ ليس تجارة خاسرة أو جالبة للبلاء والمحن وحسب، والأهمّ من هذا ما تعنيه من وجوب اعتبار لحظة الفوز بداية الطريق وليس انتهاء المعركة مع الطغيان، لأن الناس ما عادت توقّع لأحد (شيكاً) على بياض، ولا تناصره لأجل شعاراته، بل بالقدر الذي يستحقّه، وتبعاً لما سيحدثه في واقعها من تحرر ونهضة وارتقاء.
نهنئ مصر وشعبها من قلوب فلسطينية خالصة، ونسأل الله أن يعجل بفرج بقية العواصم النازفة، حتى تكتمل حلقات التغيير، علّنا نشهد بعدها معالم تاريخ جديد يهيل التراب على مرحلة الوهن والخنوع والاستسلام للقهر.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية