مرسي وهنية واللقاء المرتقب
هي المرة الأولى التي سيُستقبل بها إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني في القاهرة بشكل رسمي وبمراسم رئيس للوزراء من قبل الرئاسة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور محمد مرسي، وستكون الأولى التي يدخل فيها هنية قصر الرئاسة المصرية بعد حرمان من قبل النظام السابق وعدم اعتراف بحركة حماس المنتخبة بشكل ديمقراطي وبقي التعامل مع الحكومة المنتخبة برئيسها هنية ووزرائها على أنهم من حماس غير المرغوب فيها من قبل نظام مبارك.
اليوم سيحل هنية ضيفا على الرئاسة المصرية مهنئا لها بالفوز باحثا معها الهم الفلسطيني كقضية وشعب وحقوق، سبقه إلى ذلك لقاء عباس مرسي ثم لقاء مشعل مرسي، واليوم يكتمل الضلع الثالث للمثلث بلقاء هنية مرسي لوضع الأخير بآخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية بشكل عام ووضع قطاع غزة بشكل خاص، قطاع غزة الذي يرى في مصر الأب والأم والحضن الدافئ، قطاع غزة المحاصر والممنوع من الحياة لا لشيء إلا لأنه قال لا وصمد وصبر ودافع عن حق شعبه بالعيش بكرامة، قطاع غزة المحتل وليس المحرر ولكنه حر الإرادة لا سلطان عليه من قبل الاحتلال وقراره وطنيا منطلقا من مصلحة الشعب الفلسطيني العليا دفاعا عنها وتأكيدا على حق الفلسطينيين بالعيش بكرامه والدفاع عن حقوقه وثوابته بالمقاومة والتي هي قانون التعامل مع المحتل.
سيستمع مرسي إلى هنية بإنصات وشغف للوقوف على أوضاع القطاع المحاصر المكلوم المجروح والذي يحاول العدو كتم أنفاسه بالحصار تارة وبالعدوان تارة أخرى وبالتحريض عليه ثالثة وهكذا تستمر سياسة الاحتلال التي لم يستسلم لها الفلسطينيون في قطاع غزة وقاوموها رغم المساندة التي لقيها الاحتلال من بعض الأنظمة العربية التي شاركته هدفه في تركيع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته لدفعه نحو الاستسلام والقبول بما يريده الاحتلال، ولكنه شق عصا الطاعة وقاوم وصبر ودفع ثمن ذلك شهداء ودماء ودمار وحصار ، ولكنه شعب أحب الحياة بكرامة وخاض غمار التحدي واستمر صامدا ضاربا الأمثلة التي شكلت منطلقا للثورات العربية التي تعلمت كيف تملك الإرادة وكيف تدافع عن حقها في الحياة الكريمة فكان انتصارها وقهرها للظلمة من حكامها وتطهير البلاد من ظلمهم ودكتاتوريتهم.
قطاع غزة سيحمل هنية همه إلى مرسي الرئيس المنتخب قائد ثورة يناير ثورة التحرير والتغيير والذي لن يقبل أن تبقى هذه محاصرة وتدفع ثمن صمودها وتصديها للهيمنة ودفاعها عن حقوق الشعب الفلسطيني؛ لأن مرسي هو لسان حال الشعب المصري الذي هتف في التحرير ( الشعب يريد تحرير فلسطين ) سيحمل هنية ملفات كثيرة متعلقة بالوضع الداخلي والعلاقة المصرية الفلسطينية والمصالحة والحصار الناتج عنه أزمة الكهرباء والوقود والتجارة والتواصل مع العالم.
سيستمع مرسي وسيسرد هنية مطالب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة همه الأول على مسامع القيادة المصرية العالمة بالأحوال والمدركة لحجم البؤس والهم والكدر الذي يعيشه القطاع، ولن ترد القيادة المصرية يدي هنية خالية، لأننا ندرك أن مصر لن تتخلى عن فلسطين ولن تتخلى عن قطاع غزة صاحب العلاقة التاريخية الأزلية مع مصر قديما وحديثا من تحتمس والهكسوس وحتى يومنا هذا حيث شكلت فلسطين وقطاع غزة بوابة الأمن الجنوبية لمصر، أمنها من أمن مصر، ولن يكون ما سيحمله هنية غريبا على مسامع الرئيس المصري فالهم الفلسطيني ساكنا في أعماق الرجل وهم غزة ليس غريبا عنه وعبر عن ذلك أكثر من مرة قبل فوزه وبعد توليه سدة الحكم.
آمال الغزيون كبيرة ومطالبهم ليست مستحيلة وتوقعاتهم بحجم حبهم وتقديرهم لمصر ومكانتها ولثورتها التي انتظروها حتى تتحرر الإرادة المصرية وتنفض عن نفسها غبار التبعية والهوان الذي عاشه الشعب المصري زمن الطواغيت لتعود مصر البلد القائد الرائد.
يدرك الغزيون أن الرئيس مثقلا بالأوضاع الداخلية المصرية وترتيب الأوراق والملفات الشائكة لأن التركة ثقيلة وهي بحاجة إلى جهد كبير وكبير جدا حتى ترتب الأوليات الداخلية والتي يرى الغزيون أن القطاع هو أولوية داخلية مصرية واستقراره ضروري لاستقرار مصر.
لقاء اليوم نرجو أن ينتهي إلى ما يشكل الخطوة الأولى نحو كسر الحصار بشكل رسمي عن قطاع غزة، وإذا كسر هذا الحصار بإرادة مصرية هذا يعني أن الأمور تسير نحو الحل ولن يكلف ذلك مصر كثيرا، بل سيشكل ذلك صفحة ناصعة في تاريخ مصر الناصع على مدى التاريخ رغم ما اعتراه من انحراف؛ ولكنه سرعان ما عاد إلى سيرته الأولى ليأخذ دوره التاريخي في خدمة قضايا الأمة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية