مرمرة(3) الأمل والنموذج ... بقلم : يوسف رزقة

الجمعة 31 مايو 2013

مرمرة(3) الأمل والنموذج

يوسف رزقة

مرمرة (3) تعني الذكرى الثالثة لاختلاط الدم التركي بالدم الفلسطيني في مياه المتوسط. رحلة أسطول مرمرة التضامنية مع غزة والشعب الفلسطيني ضد العدوان وضد الحصار الصهيوني تحكي باختصار قصة الشعب التركي وموقفه السياسي والأخلاقي من القضية الفلسطينية ومن الصراع مع المحتل الصهيوني.

تركيا (السلطان عبد الحميد الثاني) الذي رفض إنشاء وطن لليهود في فلسطين تجد نفسها وموقفها الرافض للعدوان الصهيوني المتجدد على غزة وعلى القدس والضفة.

لقد قدمت سفينة مرمرة نموذجاً قوياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وقدمت تحدياً غير مسبوق في مياه المتوسط للكومندوز الإسرائيلي المعتدي على حق الشعوب في الحرية وفي التضامن.

تحدى المتضامنون الأتراك الكومندوز بصدورهم العارية، وفضلوا الشهادة على الخنوع والاستسلام فكتبت الدماء التركية النازفة عبارة صغيرة في الفضاء وفي الوجدان فكانت عبارة خالدة من كلمتين هي (الحرية لغزة).

غزة التي تحررت بالمقاومة تحيي اليوم الجمعة الذكرى الثالثة للشهداء في ميناء غزة البحري، بحضور ممثلين عن الحكومة التركية وعن المنظمات التركية التي سيرت قافلة مرمرة، وما يميز هذه الذكرى هو انتصار الإرداة التركية وحصول تركيا على اعتذار إسرائيلي عن الجريمة، واستعداد لدفع التعويضات، ورفع الحصار عن غزة، وهي كل المطالب التركية التي أعلن عنها أردوغان، رئيس الوزراء التركي.

دماء الشهداء وقود النصر، ونور الحياة، وعنوان الكرامة، وهي لا تذهب هدراً، ما أعلت الشعوب والقيادات من قيمتها بعد أن أعلى قيمتها ورفع ثمنها رب العزة سبحانه، وجعل أرواحهم في حواصل طير خضر تطوف بالعرش، وجعلهم أحياء، رغم تلف البدن.

وأحسب أن غزة وقياداتها وسكانها يقدرون عالياً قيمة دم الشهيد، ويرون في الشهادة باباً من أبواب النصر والعزة.

غزة التي تحتفل اليوم بشهداء مرمرة في ذكراها الثالثة، هي غزة التي تنظر إلى الأمام، وتمارس الحياة، وتعشق الأمل، وهي التي استقبلت بالأمس الخميس المستشار الإعلامي السابق لرئيس الوزراء أردوغان رئيس وكالة الأناضول التركية للأنباء في حفل افتتاح فرع الوكالة في غزة، وهي من كبرى الوكالات العالمية، والتي تبث أخبارها بلغات خمس إضافة إلى اللغة التركية، وهي وكالة نشطة تطمح لأن تكون إحدى أكبر خمس وكالات أنباء في العالم بحلول عام2020م.

غزة وإن كانت محاصرة بقوى عدوانية ظالمة، فهي لا تستسلم للحصار والعدوان، واليوم تسكن غزة والقدس وفلسطين العواصم العالمية، ويحتل خبرها مركز الصدارة في الأخبار العالمية، لأن غزة ليست قطعة جغرافية صغيرة الحجم بل هي أرض الحرية والكرامة والصمود والتحدي، ومن أرض غزة ربما ينطلق التحرير الحقيقي لكامل تراب فلسطين المحتلة.

الدماء التركية لم تعد تركية بل هي دماء فلسطينية أيضاً وهي دماء الإسلام العزيز الذي حرر يوماً العالم، ونشر الحضارة، ورفع الإنسان عالياً مكرماً
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية