مسيرة القدس ... الرسالة لمن؟!
محمد السروجي
جولة شعبية جديدة من جولات التضامن والصمود والمقاومة "الحل الأوحد لتحرير فلسطين" ، في ذكرى وطنية كريمة "يوم الأرض 30 من مارس " تتحرك الملايين من شعوب الدنيا نحو بيت المقدس ولأقرب مسافة ممكنة ضمن المسيرة العالمية للقدس ، إحياءً للذكرى وترسيخاً للحقوق ورسالة لمن يهمه الأمر.
يوم الأرض
في مطلع مارس 1976 ، صدرت وثيقة كينغ قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية "يسرائيل كينغ" بهدف إفراغ الجليل والنقب من أهله والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها ، في تلك الوثيقة حذر كينغ الحكومة الإسرائيلية من ازدياد تعداد الفلسطينيين في المنطقة الشمالية والذي أصبح مساويا تقريبا لعدد اليهود في حينه وأنه خلال سنوات قليلة سوف يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني ، لذا اقترح تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب عبر الاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب ، وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها، ما ترتب عليه الدعوة الشعبية لإعلان الإضراب العام لمدة يوم واحد في30 مارس 1976 م احتجاجاً على هذه الوثيقة الاستعمارية العنصرية ، وقد نجح الإضراب بامتياز لدرجة أربكت حكومة الكيان الصهيوني بصورة غير مسبوقة وأضافت لسجل الشرفاء صفحة نضالية جديدة مشرفة
الرسالة لمن؟!
دعوة شعبية تنطلق في 30 مارس الجاري من كل دول الطوق وتجاوب معها بلدان المغرب العربي فضلاً عن 15 عاصمة غير عربية فى ماليزيا وإندونيسيا وإيران وأوروبا وأمريكا الجنوبية بالإضافة إلى فلسطيني 48 والضفة الغربية وغزة والمخيمات ، تضامنا مع أهل القدس ودعما لصمودهم ورفضاً لسياسات التهويد وتأكيدا لعروبة القدس وكل فلسطين ، لتصل الرسالة واضحة
** رسالة الشعوب إلى نفسها ... أن عقل وقلب وجسد أمة العروبة والإسلام لم ولن يمت ، رغم عقود الغزو العسكري والفكري والثقافي والخلقي التي مارستها دول الشر بهدف تركيع شعوب الأمة ونهب ثرواتها وزرع شوكة الكيان الصهيوني في ظهرها، رغم عقود الاحتلال وما تلاها من تسليم الراية لأدواته من نظم الاستبداد والفساد والقمع مازال وعي شعوب الأمة حاضراً حياً ينبض بالوطنية وعدم الاستسلام ، ينبض بالوعي والحركة والحيوية والنفرة والنصرة
** رسالة إلى حكام العرب والمسلمين ... أن استسلامكم للوهم الصهيوني المكذوب "إسرائيل قدر لا فكاك منه" .. رهان فاشل ، وأن ثبات عروشكم بمسامير أمريكا والصهاينة .. رهان فاشل ،وأن ترتب البيوت العربية على المواصفات والمعايير والمقاييس الصهيونية .. رهان فاشل ، حرروا ولائكم ليكون للشعوب وقضايا الشعوب ، فمنكم من صار حليفاً ومنكم من صار صديقاً ومنكم من ادعى الممانعة أو المقاومة السلمية ومنكم من أصبح كنزاً استراتيجياً بل هدية الله لشعب اليهود "راجع تصريحات قادة وحاخامات الكيان الصهيوني عن المخلوع حسني مبارك" .. يا حكام العروبة الإسلام : تغيرت قواعد اللعبة "التجاوب الفوري مع مطالب الشعوب أو الرحيل"
** رسالة إلى إدارة الصهيوني الأمريكي ... أن مرحلة نظم الاستبداد والفساد والقمع والعمالة قد انتهت ، أن مرحلة التفريط في الموارد والثروات والمقدرات قد انتهت ، وجاءت مرحلة الشعوب وسيادة الشعوب ، وجاء التيار الإسلامي الممثل الشرعي والحصري لشعوب الأمة وقضاياها ، التيار الإسلامي ومشروعه الحضاري المتصالح مع كل الدنيا بعيداً عن الغطرسة والعنصرية ليسود الحق والعدل والحرية ... فهل أنتم منتهون؟!
وأخيراً ... قد تصل الرسائل اليوم أو غداً ، لكن يبقى الرهان على أصحاب الحق والأرض والمقدسات الذين يتوارثون راية الجهاد والمقاومة جيل بعد جيل.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية