مشعل: معركة غزَّة العظيمة ستختصر الزَّمن وستقرّب شعبنا من تحقيق أهدافه

الأحد 10 أغسطس 2014

مشعل: معركة غزَّة العظيمة ستختصر الزَّمن وستقرّب شعبنا من تحقيق أهدافه


-كسر الحصار عن قطاع غزَّة لا تراجع عنه، وحقوقنا لا تحتاج لمساومة.
-لدينا نفسٌ طويل وقدرة عالية على الاحتمال والمقاومة أعدَّت وأحسنت الإعداد.
-ما عجز عن تحقيقه نتنياهو في الميدان العسكري يحاول أن يحقّقه في السياسة.
-نحن منفتحون على كل الجهود بمعيارنا المتعلّق بمصالح ومطالب شعبنا.
-الضفة المحتلة تغلي وتتصاعد الجماهير غضباً على العدوان الصهيوني.
-نحن اليوم أمام نظام سياسي فلسطيني واحد، ونسير على طريق المصالح.
-مصرّون على تحقيق وانتزاع جميع مطالبنا وهي أبسط حقوق شعبنا.
-الاحتلال يستغل الوقت للعبة التفاوض من أجل خداع العالم أنَّ هناك عملية سلام.
-عرض علينا مراراً التفاوض مع الاحتلال، لكَّننا واعون لهذه اللعبة.
-لا نعوّل على أحد، وكلّ من يقدّم جهداً أو تحرّكاً سياسياً سنتعامل معه بمسؤولية.
-الموقف القطري الرَّسمي موقف عظيم ومتميّز، فالعلاقات بالتراضي.

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل إنَّ معركة غزَّة العظيمة ستختصر الزَّمن، وستقرّب شعبنا الفلسطيني من تحقيق هدفه في التخلّص من الاحتلال وحقّ تقرير المصير، وقيام دولة فلسطينية حرَّة على أرضه.

وأكد في الوقت ذاته على أنَّ الضفة الغربية منذ بداية العدوان الصهيوني تنتفض ضد الاحتلال والاستيطان، كما أنَّها تنتفض انتصاراً ودعماً وتأييداً لغزَّة ولشعبها ومقاومتها العظيمة.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة "فرانس برس" مع مشعل أعاد نشرها كاملة المكتب الإعلامي لحركة حماس الاثنين (11-8) تناول فيها العديد من القضايا؛ كان من أبرزها، العدوان الصهيوني على غزَّة، المفاوضات الجارية في القاهرة، المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، الوضع في الضفة الغربية المحتلة، حماس وعلاقاتها مع الدول العربية الشقيقة.

وشدّد مشعل على أنَّ حركته مستعدة هي وبقية القوى المقاومة الفلسطينية للصمود في هذه المعركة الميدانية والسياسية في آنٍ واحد.

وقال: "نحن لدينا نفسٌ طويل، ولدينا قدرة عالية على الاحتمال، والمقاومة أعدَّت وأحسنت الإعداد، وهي لن تنكسر والشعب لن ينكسر، وما جرى خلال شهر كامل في غزّة يدلّ على ذلك".

وأكَّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أنَّ رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يكابر بعد أن فشل جيشه في الميدان العسكري في عدوانه على قطاع غزة بسبب صمود المقاومة الفلسطينية وإبداعاتها والتفاف الشعب الفلسطيني.

وبين أن " نتنياهو اليوم يعاني من أزمة داخلية ويحاول في ميدان التفاوض والسياسة ما عجز عن تحقيقه في العسكري".

وعن مطالب حماس بمطار ومنفذ بحري في غزَّة، بيّن مشعل: "غزَّة هي جزء من الأرض الفلسطينية ليست منعزلة عنها؛ ولكن من حقّها أن يكون لها ميناء، ومن حقّها أن يكون فيها مطار، ويكسر الحصار عنها بلا رجعة".

ورحّب مشعل بأيّ وسيط يستطيع أن يحقق مطالب الشعب الفلسطيني سواء كان الوسيط المصري أو أيّ وسيط عربي، مكرّراً حديثه أنهم لا يعوّلون على أحد، وكلّ من يقدّم جهداً أو تحرّكاً سياسياً ستتعامل معه حماس بمسؤولية وبجديّة، وحسب طبيعة هذا التحرّك.

وتاليا نصّ المقابلة كاملة كما نشرها المكتب الإعلامي لحركة حماس:

*إذا تمَّ الاتفاق على هدنة بعيدة المدى، هل تستطيع حماس أن تضمن الفئات الأخرى المتواجدة في غزَّة وتلتزم بها؟

-أكيد، "بفضل الله" وحدة في الموقف الفلسطيني، ميدانياً وسياسياً، ميدانياً من خلال المقاومة ومنذ بداية العدوان الصهيوني على غزَّة، وسياسياً كما رأيتم في توحيد المواقف وتقاربها.

ثمَّ تم تشكيل وفد فلسطيني موحّد يذهب إلى القاهرة ليخوض المعركة السياسية تتويجاً للمعركة العسكرية على الأرض لانتزاع مطالب الشعب الفلسطيني المحدّدة وعلى رأسها إنهاء الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل، وتلبية المطالب الفلسطينية بما فيها الإفراج عن المعتقلين وما يخصّ قطاع غزّة والضفة الغربية المحتلة.

*مدَّة الهدنة أو المفاوضات التي تستطيع أن تستمر بها حركة حماس؟

-الهدف الأول: هو تحقيق المطالب الفلسطينية، والهدنة إحدى الوسائل أو التكتيكات سواء لغرض توفير ظرف مناسب لإنجاح المفاوضات، أو لتسهيل إدخال المساعدات الإغاثية من كافة الأطراف الرَّسمية إلى قطاع غزة.

لأنَّ القطاع بسبب المجازر والحصار يعاني معاناة شديدة، لذلك نحن مصرّون على هذا الهدف، وأيّ تسويف أو مماطلة إسرائيلية أو استمرار للعدوان؛ حركة حماس مستعدة هي وبقية القوى المقاومة الفلسطينية للصمود في هذه المعركة الميدانية والسياسية في آنٍ واحد، والجميع ملتزم بالموقف الفلسطيني.

والجميع أيضاً لديه الجاهزية لكلّ الاحتمالات، لأنَّ الهدف الذي نصرّ عليه هو أن تُلبّى جميعُ المطالب الفلسطينية؛ وأن يعيش قطاع غزَّة بدون حصار، وهو أمرٌ لا تراجع عنه.

*حماس تطالب بمطار ومنفذ، و"إسرائيل" والعالم سيضعون شروطاً وضمانات، هل أنتم مستعدون لهذه الضمانات على أساس أنّها لا تستخدم عسكرياً؟

-أولاً: هذه مطالب غير طبيعية، إنَّما هذه حقوق للشعب الفلسطيني، وأن لا يعيش في حصار وبدون تجويع وتضييق، وبدون إغلاق، وبدون منع للسفر.

غزَّة هي جزء من الأرض الفلسطينية ليست منعزلة عنها؛ ولكن من حقها أن يكون لها ميناء ومن حقها أن يكون فيها مطار، وأن تفتح المعابر، وأن تسمح لمليون فلسطيني في السفر للعلاج والدراسة والعمل كبقية شعوب العالم، وهو حقنا الفلسطيني ليس في غزة، بل في الضفة المحتلة.

نحن شعب يتوق للحريّة، ويريد أن يتخلّص من الاحتلال، وبالتالي هذه الحقوق لا تحتاج إلى مساومة أو مقابل كما يطرح العدو الصهيوني؛ ولن نقبل بأيّ ابتزاز أو مساومة أو شروط مقابل ذلك، وإنَّما هذه حقوقنا وعلى العالم أن يقرّ بذلك.

وأعتقد بأنَّ هذه الحرب العدوانية على غزَّة من أهم النتائج التي ترتبت عليها، أصبح رفع الحصار عن غزَّة حاضراً على الأجندة الإقليمية والدولية وهي مسألة وقت، ونتنياهو يحاول أن يكابر بعد أن فشل في الميدان العسكري في عدوانه على قطاع غزة بسبب صمود المقاومة الفلسطينية وإبداعاتها والتفاف الشعب الفلسطيني وصورة استثنائية حولها.

ونتنياهو اليوم يعاني من أزمة داخلية يحاول الآن أن يحقّق في ميدان التفاوض والسياسة ما عجز عن تحقيقه في العسكري؛ ولكن الشعب الفلسطيني الذي صمد في الميدان سيصمد في السياسة، وسينجح وينتصر بإذن الله وينتزع حقّه ومطالبه المحددة وعلى رأسها كسر الحصار عن غزة.

*إذا صار هناك اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، هل أنتم مستعدون للاعتراف به؟

-الآن الحديث عن غزَّة وعن وقف العدوان عليها وعن رفع الحصار، وباقي المطالب الفلسطينية، أما الموضوع الآخر أن يتمكن الشعب الفلسطيني التخلّص من الاحتلال والاستيطان، وأن يستعيد حقوقه وأرض، هذا موضوع آخر له سياق آخر.

لكن معركة غزَّة العظيمة ستختصر الزَّمن، وستقرب شعبنا الفلسطيني من تحقيق هدفه في التخلص من الاحتلال وحق تقرير المصير، وقيام دولة فلسطينية حرّة على أرضه، وأيضاً هذا عندما يتحقّق ليس ثمنه أن نعترف بالاحتلال، هذا الاحتلال هو الاحتلال غير مشروع، وبالتالي هذا الموضوع ليس مطروحاً.

*إذا استلمت السلطة الفلسطينية المعابر، هل أنتم موافقون؟

-الحديث هنا ليس عن طرفين، نحن هنا اليوم بعد أن تمّت المصالحة الفلسطينية منذ شهور وشكّلنا حكومة وفاق وطني تمثل الجميع في الضفة والقطاع، فنحن اليوم أمام نظام سياسي فلسطيني واحد، ونسير على طريق المصالحة خطوة بعد خطوة.

وبالتالي الحديث ما بعد وقف العدوان على غزّة عن أيّ ترتيبات تتعلق بالمعابر والحدود أو داخل غزّة هي متعلقة بترتيبات المصالحة التي نحن جميعاً شركاء فيها، وليس طرف أن يستلم مكان طرف آخر.

*هناك تساؤلات لعدم وجود مظاهرات كبيرة نصرة لغزة؟

-الضفة الغربية منذ بدء العدوان الصهيوني على غزّة تتصاعد الجماهير، بل عمليات المقاومة، وهي اليوم تغلي وتغضب انتصاراً لغزَّة، وتغضب من الاحتلال، وتعرفون أنَّ بداية الأحداث كانت في الضفة الغربية من خلال عملية ضد المستوطنين في منطقة الخليل.

وبالتالي الضفة الغربية تنتفض ضد الاحتلال والاستيطان، كما أنَّها تنتفض انتصاراً ودعماً وتأييداً لغزَّة ولشعبها ومقاومتها العظيمة، واليوم هناك حالة جديدة تبشّر "إن شاء الله" باستئناف موضوع المقاومة والمواجهة مع الاحتلال؛ لأنَّ شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية يتطلع لكل قوّة للتخلّص من الاحتلال والاستيطان خاصة في ظل جرائم الاحتلال في القدس وكل مناطق الضفة، وبإذن الله ننتصر في هذه المعركة.

والضفة وغزّة كلٌ يخوض معركته؛ ولدينا معركة واحدة مشتركة وهي التطلّع للحرية وحقّ تقرير المصير والتخلص من الاحتلال إلى الأبد.

*ما هو السيناريو القادم، هل هناك تقدم، وهل تتوقع أن تتراجع "إسرائيل"؟

-حتى نعرف السيناريوهات القادمة، الأوّل علينا قراءة ما جرى من هذا العدوان، نتنياهو وأمام فشله في تحقيق أهدافه ومفاجآته بأداء المقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني وتوسّع التفاعل لتأييد الشارع الفلسطيني ليس في الشارع العربي والإسلامي فحسب، رأينا ذلك في كل العالم، وبالأمس 200 مظاهرة كبيرة في أوروبا، واليوم في جنوب أفريقيا، وفي مدن الولايات المتحدة الأمريكية وفي كل مكان، هناك غضب على الجرائم الإسرائيلية.

اليوم نتنياهو اضطّر أن يتراجع، وهو الذي قام بسحب قواته البرية في أطراف غزَّة وارتكبت المجازر، واليوم نتنياهو يعاني من الرأي العام الإسرائيلي الداخلي، ويشعر بأنَّ قواته فشلت ولم يجلب نتنياهو الأمن للمستوطنين سواء في غلاف غزَّة أو في بقية المدن.

وأيضاً هناك ضغوط دولية لضرورة وقف الحرب؛ لأنَّهم شاهدوا جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتدى عملياً على المدنيين، ارتكب المجازر ضد المنازل، مدارس الأونروا، والمستشفيات، ودمَّر 63 مسجداً حتى الآن، دمَّر شبكات الكهرباء، والمياه، وبالتالي هناك ضغط دولي.

ونتنياهو أمام هذه الحالة في حيرة لا هو قادر على مواصلة عدوانه العسكري لأنَّه محفوف بالمخاطر وغير مضمون النتائج، وهو أيضاً يكابر في المعركة السياسية.

لذلك نحن أمام معركة عضّ الأصابع، ويحاول قادة العدو الصهيوني سواء السياسيين أو الجيش أن يحقّقوا في الميدان السياسي والمفاوضات مع عجزوا عن تحقيقه في الميدان العسكري، وخياراتهم صعبة، والمسألة مسألة وقت، وإذا لديهم خياراتهم لدينا خياراتنا، ونفسنا أطول، وسننتزع مطالبنا، إن شاء الله.

*ماذا عن إمكانيات حماس العسكرية إذا ما استمرت الحرب لفترة طويلة، هل لديكم قلق بهذا الخصوص؟

-نحن نعرف أنَّ عدونا أقوى منّا عسكرياً بما لا يقاس، فميزان القوى ليس لصالحنا، ونحن متواضعون ونعرف معادلات الصراع بالشكل الدقيق؛ ولكن دائماً في حالة الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال لديها قواعد مختلفة.

وأقول بكل طمأنينة كما قلتها في بداية العدوان على غزة: نحن لدينا نفس طويل، ولدينا قدرة عالية على الاحتمال، والمقاومة أعدَّت وأحسنت الإعداد، هذا لا يعني أنَّ هناك توازناً في ميزان القوى، وهناك قدرة ليس في الإرادة، وإنَّما في العملية على مواصلة النضال ومواجهة أي عدوان على غزَّة. والمقاومة لن تنكسر والشعب لن ينكسر وما جرى خلال شهر كامل يدلّ على ذلك.

*كيف يمكن أن تقيم الوضع في قطاع غزَّة بعد القتل الكبير والدمار الهائل؟

-هناك زاويتان؛ الزاوية الأولى عادة الربح والخسارة معيار مقبول عندما تتحدث عن طرف خاض حرباً لتحقيق أهداف معينة، وعند ذلك يسأل: "ماذا جنيت من وراء هذه الحرب"، والشعب الفلسطيني لم يخض حرباً، ولم يختر هذه الحرب، الذي اعتدى على غزة هو نتنياهو، الاحتلال الإسرائيلي، وذلك نتيجة إرباكه في الضفة الغربية، ونتيجة التفاعلات في الحكومة الإسرائيلية، بعدها قام العدو الصهيوني بالاعتداء على غزة في شهر تموز/ يوليو.

والشعب الفلسطيني ومقاومته العظيمة دافعت عن نفسها وشعبها وأرضها، وهي ليست مسألة حرب خططنا لها، ولا نسأل أين الربح والخسارة.

ثانياً: في معايير الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال، أيضاً لا ينظر إلى ميزان الربح والخسارة بمعنى الرقمي العددي، ولا يوجد شعب تخلص من الاحتلال وجد ميزان القوى لصالحه، ولا يوجد شعب تخلص من الاحتلال، لأنَّه دفع ثمن أقل ممَّا دفعه المحتل.

دائماً الشعوب تدفع أثمانا باهظة؛ لأنها تريد أن تتخلص من الاحتلال، والشعب الجزائري دفع مليون ونصف مليون شهيد خلال 130 عاماً، والشعب الفيتنامي دفع 3 مليون ونصف ضحية في مواجهة الاحتلال والتدخل الأمريكي وكذلك جنوب أفريقيا حتى في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

وكذلك الشعب الأمريكي ناضل في مواجهة البريطانيين وصنع صورته، وكل الشعوب تضحّي، فعندما يضحي شعبنا الفلسطيني في الضفة أو في غزَّة أو في القدس والـ 48 أو في الشتات هو يضحّي لأنه صاحب قضية وطنية؛ والأوطان لا يمكن استعادتها إلاّ بالتضحيات الجسيمة وبالصبر وطول النفس وبالمقاومة المتواصلة.

وفي الأخير الشعوب هي التي تنتصر، نعم، ندفع أثمان باهظة، وثبت أنَّ ميزان القوى الذي هو دائماً لصالح القوى المحتلة المعتدية في النهاية لا يوقف مقاومة الشعوب، ولا يجعل نهايات هذه المعارك لصالح القوى المحتلة، بل لصالح الشعوب.

*ماذا عن موضوع الإعمار، وهل لديكم مشكلة في الأموال وتحويلها للسلطة الفلسطينية؟

-هناك مشكلة حقيقة أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يتحمّل ليس فقط المسؤولية السياسية والأخلاقية عن جريمته عن تدمير الأحياء والبيوت وقتل المدنيين في غزَّة، وأيضاً يتحمّل المسؤولية المادية، وسنطالبه ما دمّره على أرض غزّة.

ومن قام بالعدوان والمجازر عليه أن يدفع الثمن، وهو أبسط حقوق الشعب الفلسطيني، والمجتمع الدولي يتحمّل المسؤولية إضافة إلى المحتل الإسرائيلي، وهذا سيتم من خلال الأطر السياسية الفلسطينية.

ونحن اليوم في حالة وحدة وطنية ومصالحة، ونحن نرحّب بمشاركة الجميع، ولعلّ وجود الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة نموذج لوحدة الموقف، وإن شاء الله، ينعكس في الأداء على الأرض في الضفة وغزة، ونحن شركاء في النضال السياسي، وفي القرار السياسي، شركاء في المسؤولية، وفي تحمّل كلّ التبعات في سلبها وإيجابها، ونحن مسؤولون أمام شعبنا الفلسطيني على قدم وساق وبمسؤولية مشتركة.

*هل نستطيع القول: إنَّ المصالحة في هذه الظروف عملية تقوية وقرّبت المواقف أكبر مع السلطة الفلسطينية؟

-تأخّر تحقيق المصالحة في السنوات الماضية، كان العامل الخارجي في اشتراطات والضغوط والتدخلات أساسية وثبت ذلك عملياً منذ أنهينا الانقسام وشكلنا الحكومة بدأت اعتراضات من هنا وهناك، وعلى رأسها الاعتراض الإسرائيلي الذي ضغط وهدّد وحاول تعطيل هذه المصالحة.

ولكن المصالحة صمدت على غير رغبة الإسرائيليين وفي هذه الحرب العدوانية على غزة زاد مواقف التقارب بيننا وبين الإخوة في حركة فتح والسلطة في رام الله، ونحن حريصون على الاستمرار في إنجاز المصالحة لأنّها ضرورة من ناحية، وأيضاً للرّد على الرغبات الإسرائيلية وتدخلات العدو في محاولة افشال المصالحة.

وردّنا على المحتل هو بمزيد من المقاومة ومزيد من النضال، وأيضاً بمزيد من تعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية والوحدة الوطنية وإنجاح المصالحة دائماً، إن شاء الله.

*هل تتصوّر يوماً أن تجلس حماس على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين؟

-المفاوضات بين الأعداء معروفة في التاريخ والسياسة؛ وليست محرّمة شرعاً، ودائماً التفاوض له بيئته، وله قواعده، وله معادلته.

ونحن بثقافتنا الإسلامية يجب إضافة إلى تجارب الشعوب وخبراتها والأمم لدينا قاعدة في القرآن الكريم: "وإن جنحوا للسلم فجنح لها"، فيصبح التفاوض مع الأعداء واقعياً ومنطقياً ولا جدوى عندما يلجأ الطرف الآخر للسلام بشواهد وقرائن ومؤشرات حقيقية.

والجميع يعلم أنَّ الاحتلال الإسرائيلي الذي يشعر بالتوفق العسكري والتكنولوجي والمدعوم دولياً والذي يجد دول كبرى تدعمه وتنحاز له، هو لا يشعر أنه يضطر أن يصالح الفلسطينيين والعرب، ويستغل الوقت للعبة التفاوض من أجل خداع العالم أنَّ هناك عملية سلام، ويستغل الأمر الواقع خاصة في عمليات التهويد والاستيطان، وأيضاً لابتزاز المواقف الفلسطينية والعربية وخفض سقوف المفاوضين الفلسطينيين والعرب.

وهذه اللعبة نحن واعون لها، ولن نقع فيها، وعرض علينا مراراً هكذا تفاوض ولكننا رفضنا، ونحن نعرف متى يمكن أن تكون هناك مفاوضات ذات جدوى مع المحتلين، ولم يأت أوانها بعد، ونحن نعرف كيف ندير لعبتنا السياسية، كما نعرف كيف نديرها ميدانياً، ومعركة غزَّة بفضل الله قدَّمت النموذج الناجح لأدائنا المقاوم.

*هل سيكون لحماس مرشح للانتخابات الرئاسية؟

-هذا الموضوع لم نحسمه بعد.

*فيما يخصّ مصر، هل من الممكن أن تقوم بدور وساطة وهي موقعة اتفاقية مع "إسرائيل" وهي تعتبر حماس منظمة "إرهابية"، هناك تساؤلات حول هذا الموضوع؟

-تقييم مواقف الأطراف المختلفة ليس ميدانه الإعلام، ونحن بالنسبة لنا بعد أن خضنا معركة الدفاع عن النفس وعن الأرض والشعب في غزّة، والحمد لله، كسرنا هذا العدوان وأفشلناه وفاجأنا العدو وفاجأنا العالم بصمود شعبنا وإبداعات المقاومة.

لدينا مطالب، وأيّ وسيلة أو أيّ وسيط يستطيع أن يحقّقها لا مشكلة لدينا، سواء عن طريق الوسيط المصري أو أيّ وسيط عربي أو أيّ وسيط دولي المهم أن تتحقّق مطالبنا، وهذا هو المعيار عندنا.

أمَّا بالنسبة للتباينات مع الدول، فقد وجهت اتهامات باطلة لحركة حماس، والأيام ستكشف عن هذه الاتهامات الباطلة؛ لأنَّ حركة حماس لا تتدخّل في شؤون الدول لا في مصر ولا في سوريا ولا في أيّ دولة أخرى، حماس معنية بقضيتها وتركّز عليها، وتريد من أمتها أن تقف إلى جانبها في هذه المعركة المشرفة العادلة.

*ماذا عن الموقف القطري تجاه حركة حماس؟ وهل تشكّل قيادة حماس عبئاً عليها؟

-لا شكَّ أنَّ الموقف القطري الرَّسمي موقف عظيم ومتميّز، وهو موضع تقديرنا وشكرنا، ونسأل الله تعالى أن يجزي قطر أرضها وشعبها وقيادتها خير الجزاء، وحماس لم تكن يوماً عبئاً على أحد، وهي لا تفرض نفسها على أحد، فالعلاقات بالتراضي.

والحمد لله، نجد قطر ودول أخرى تعتز بالعلاقة مع حماس، كما نحن في حماس نعتز بالعلاقة مع هذه الدول المحترمة الأصيلة، ونحن لا نسبب إحراجاً لأحد لأننا لا نتدخّل في شؤون الآخرين، ولدينا مواقف واضحة ومعروفة، ثم إنَّ معركتنا داخل فلسطين.

لكن حكم الواقع الفلسطيني وأنَّ نصف الشعب في الداخل والنصف الآخر في الخارج فطبيعي أن يعطي وجود للقوى الفلسطينية في الداخل والخارج، لكنَّ المعركة الأساسية هي في الداخل، ومن فرض عليه بسبب النزوح والهجرة منذ عام 84 أن يكون في الشتات؛ فهو يمارس نضاله من المواقع التي يقيم فيها؛ لكن معركتنا الأساسية النضالية هي على أرض فلسطين.

*فيما يخصّ إيران، هناك معلومات تتحدَّث عن اجتماع مع قاسم سليماني وقيادات من حماس في بداية الأحداث في غزّة، هل تؤكّد ذلك؟ وكيف هي العلاقة مع إيران؟

-هناك اتصالات قبل الحرب وبعد الحرب على غزّة، وجرت الاتصالات بيننا وبين الإيرانيين وحزب الله، وهذه ليست أمراً جديداً، ونحن لا توجد قطيعة بيننا وبينهم؛ وإنَّما في آخر سنتين كان هناك بعض التباينات في المواقف تجاه بعض الملفات ومنها الملف السوري، ولكن العلاقة مع إيران وحزب الله مستمرة وهناك تواصل.

ويجمعنا معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد نختلف في بعض الأمور، ونتفق في أمور أخرى، لكن لا توجد قطيعة، ومثل هذا اللقاء مع سليماني لم يحدث ذلك؛ وإنما اللقاءات والاتصالات لم تنقطع وهي موجودة.

ونحن في حركة حماس لدينا معركة أساسية ووحيدة مع الاحتلال الصهيوني وهذه هي معركتنا، وقضية فلسطين هي قضية الأمَّة؛ ونحن حريصون على جهد الأمَّة جميعاً وتوحيد طاقة الأمة في المعركة الكبيرة مع الاحتلال.

ونتمنّى على هذه الأمَّة أن تتوقف جراحها وآلامها في ساحاتها المختلفة، وأن نبتعد عن هذه الاستقطابات الحادة العرقية والطائفية، وأن توجّه الجهود لصالح معركة فلسطين من ناحية، ولمصلحة الأمة وشعوبها أيضاً التي لديها مطالب وتطلّعات مشروعة نحن نتفهمها ونحترمها، دون أن نتدخل في أيّ شأن داخلي عربي أو إسلامي أو في أيّ من شؤون الدول في العالم.

*عن أمريكا، هل لاحظت تطوّراً إيجابياً في الموقف الأمريكي؟

-من ناحية الإدارة الأميركية، ما زالت مواقفها العامة منحازة للاحتلال الإسرائيلي، ولكن خلال هذه الحرب، كانت هناك جهود بذلها السيّد كيري وأفشل هذه الجهود هو الاحتلال الإسرائيلي.

وربَّما هناك رغبة إسرائيلية في تهميش الدور الأمريكي حتى في المفاوضات للوصول إلى اتفاق في هذه المعركة؛ لأنَّ "إسرائيل" تفرض خياراتها كما تشاء، ونحن لا نعوّل على أحد، وكل من يقدّم جهداً أو تحرّكاً سياسياً سنتعامل معه بمسؤولية وبجدية، وحسب طبيعة هذا التحرك، والمعيار لدينا هو أن نحقّق مطالب شعبنا الفلسطيني، وأن ينكسر هذا الحصار عن غزَّة.

ونحن منفتحون على كل الجهود بمعيارنا المتعلّق بمصالح ومطالب شعبنا الفلسطيني.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية