مشهد اقشعرت له الأبدان
خالد معالي
في مشهد إنساني تقشعر له الأبدان تمدد الشهيد جعفر في حضن والدته، كأنه مودع، فودع، ولحق به شهيدًا في أقل من 24 ساعة ابن عمه الشهيد زياد عوض؛ ليوصلا رسالة بأن الحياة الدنيا ممر لا مقر، ولا تساوي عند الله جناح بعوضة.
جعفر وزياد عوض شهيدان ارتقيا إلى العلا ليفوزا بمقعد صدق عند مليك مقتدر، إلا أن حكايتهما لم تنته بعد؛ فهما شهيدان: الأول أسير محرر قتله الاحتلال باتباعه سياسة ممنهجة بحق الأسرى هي الإهمال الطبي، والثاني قتل خلال تشييعه جنازة ابن عمه، في أرقى صور التضحية والفداء؛ لأجل عيون الوطن.
قافلة الشهداء تمضي وتتواصل، وقائمة الأسرى الشهداء تطول؛ فعرفات جرادات، وميسرة أبو حمدية، وأشرف أبو ذريع، وزكريا عيسى، وزهير لبادة، وحسن الترابي وغيرهم قتلهم الاحتلال بطرق ماكرة وخبيثة، ومن المفترض أن تكون دماؤهم الزكية الطاهرة لعنة تطارد الاحتلال ميدانيًّا بالمقاومة الباسلة، ودوليًّا في المحاكم والمحافل القانونية.
صباح مساء صار أمرًا عاديًّا أن تشيع الضفة الغربية شهداء، أو أن تستقبل المزيد من الجرحى، أو المزيد من الاعتقالات؛ فهي باتت مستباحة وملعبًا مفضلًا للمستوطنين وجيش الاحتلال، بعد فوز "نتنياهو" في الانتخابات.
لم يطو بعد كطي السجل للكتب مواصلة تقديم الشهيد تلو الشهيد حتى دحر الاحتلال؛ فما دام يوجد احتلال يوجد شهداء، ويوجد محاولات أسر وقتل للجنود والمستوطنين، في مسيرة لا تتوقف، مرت بها كل الدول التي احتلت أراضيها عبر التاريخ، وهي جدلية أزلية، وسنة كونية قضت بزوال الطارئ الغريب، وبقاء الأصيل المتجذر.
ترجل زياد وجعفر؛ ليفسحا الطريق لمن بعدهما، وقد استشهد من قبلهما قادة عظام، كالمهندس يحيى عياش، والنتيجة كانت على الدوام ازدياد شعلة الكفاح والجهاد وإيلام العدو؛ فلكل فعل رد فعل، ولم ينج أي احتلال عبر التاريخ من دفع الثمن.
الشهادة هي أسمى أمنية لكل مجاهد ومناضل، والموت في سبيل الله أمنية طال انتظارها، وقلة هم من يحوزون شرف لقبها، ولن يضير أهالي وذوي شهداء الخليل أن تكون خاتمتهم الفوز بالشهادة؛ فالحياة قصيرة، والموت في ساحات الوغى لا يقارن بالموت على الفراش، ومن يرحل شهيدًا ليس كمن يموت بالمرض، أو حادث سير أو حادث عمل.
لن يفيد الاحتلال مواصلة جرائمه أمام مقاومة شعب حر، أبي، عاهد الله على الموت في ساحات الوغى، شعاره ننتصر أو نموت، ولا مكان عنده لثقافة الاستسلام والخنوع؛ فألم ساعة لا ألم كل ساعة بالعيش مع احتلال طرد وهجر شعبًا مسالمًا.
قافلة الحرية والتحرير والجهاد لن تتوقف، ولن ترتبك ولن تتردد في تقديم المزيد من الشهداء لأجل فلسطين، ولا تدوم مرحلة أبدًا؛ فالأيام دول، والمتغيرات حولنا متسارعة، والعالم يتغير بسرعة؛ فالنصر كان على الدوام حليف المقاومين عبر التاريخ، والتقدم والإنجاز السياسي حصل ويحصل فقط بالمقاومة، ولولاها لضاعت القضية في دهاليز "فاوض ثم فاوض"، في الوقت الذي يتبع فيه الاحتلال سياسة "صادر ثم صادر"، و"اقتل ثم اقتل"، و"هجر ثم هجر"، وفرض الوقائع على الأرض بقوة الإرهاب والسلاح.
في المحصلة هل سمع أحد بأن احتلالًا ما بقي واستمر ولم يزل؛ فكل احتلال سيزول عاجلًا أو آجلًا، وكل عنجهية وغرور "نتنياهو" وصلفه ستزول معه إلى مزابل التاريخ، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".
خالد معالي
في مشهد إنساني تقشعر له الأبدان تمدد الشهيد جعفر في حضن والدته، كأنه مودع، فودع، ولحق به شهيدًا في أقل من 24 ساعة ابن عمه الشهيد زياد عوض؛ ليوصلا رسالة بأن الحياة الدنيا ممر لا مقر، ولا تساوي عند الله جناح بعوضة.
جعفر وزياد عوض شهيدان ارتقيا إلى العلا ليفوزا بمقعد صدق عند مليك مقتدر، إلا أن حكايتهما لم تنته بعد؛ فهما شهيدان: الأول أسير محرر قتله الاحتلال باتباعه سياسة ممنهجة بحق الأسرى هي الإهمال الطبي، والثاني قتل خلال تشييعه جنازة ابن عمه، في أرقى صور التضحية والفداء؛ لأجل عيون الوطن.
قافلة الشهداء تمضي وتتواصل، وقائمة الأسرى الشهداء تطول؛ فعرفات جرادات، وميسرة أبو حمدية، وأشرف أبو ذريع، وزكريا عيسى، وزهير لبادة، وحسن الترابي وغيرهم قتلهم الاحتلال بطرق ماكرة وخبيثة، ومن المفترض أن تكون دماؤهم الزكية الطاهرة لعنة تطارد الاحتلال ميدانيًّا بالمقاومة الباسلة، ودوليًّا في المحاكم والمحافل القانونية.
صباح مساء صار أمرًا عاديًّا أن تشيع الضفة الغربية شهداء، أو أن تستقبل المزيد من الجرحى، أو المزيد من الاعتقالات؛ فهي باتت مستباحة وملعبًا مفضلًا للمستوطنين وجيش الاحتلال، بعد فوز "نتنياهو" في الانتخابات.
لم يطو بعد كطي السجل للكتب مواصلة تقديم الشهيد تلو الشهيد حتى دحر الاحتلال؛ فما دام يوجد احتلال يوجد شهداء، ويوجد محاولات أسر وقتل للجنود والمستوطنين، في مسيرة لا تتوقف، مرت بها كل الدول التي احتلت أراضيها عبر التاريخ، وهي جدلية أزلية، وسنة كونية قضت بزوال الطارئ الغريب، وبقاء الأصيل المتجذر.
ترجل زياد وجعفر؛ ليفسحا الطريق لمن بعدهما، وقد استشهد من قبلهما قادة عظام، كالمهندس يحيى عياش، والنتيجة كانت على الدوام ازدياد شعلة الكفاح والجهاد وإيلام العدو؛ فلكل فعل رد فعل، ولم ينج أي احتلال عبر التاريخ من دفع الثمن.
الشهادة هي أسمى أمنية لكل مجاهد ومناضل، والموت في سبيل الله أمنية طال انتظارها، وقلة هم من يحوزون شرف لقبها، ولن يضير أهالي وذوي شهداء الخليل أن تكون خاتمتهم الفوز بالشهادة؛ فالحياة قصيرة، والموت في ساحات الوغى لا يقارن بالموت على الفراش، ومن يرحل شهيدًا ليس كمن يموت بالمرض، أو حادث سير أو حادث عمل.
لن يفيد الاحتلال مواصلة جرائمه أمام مقاومة شعب حر، أبي، عاهد الله على الموت في ساحات الوغى، شعاره ننتصر أو نموت، ولا مكان عنده لثقافة الاستسلام والخنوع؛ فألم ساعة لا ألم كل ساعة بالعيش مع احتلال طرد وهجر شعبًا مسالمًا.
قافلة الحرية والتحرير والجهاد لن تتوقف، ولن ترتبك ولن تتردد في تقديم المزيد من الشهداء لأجل فلسطين، ولا تدوم مرحلة أبدًا؛ فالأيام دول، والمتغيرات حولنا متسارعة، والعالم يتغير بسرعة؛ فالنصر كان على الدوام حليف المقاومين عبر التاريخ، والتقدم والإنجاز السياسي حصل ويحصل فقط بالمقاومة، ولولاها لضاعت القضية في دهاليز "فاوض ثم فاوض"، في الوقت الذي يتبع فيه الاحتلال سياسة "صادر ثم صادر"، و"اقتل ثم اقتل"، و"هجر ثم هجر"، وفرض الوقائع على الأرض بقوة الإرهاب والسلاح.
في المحصلة هل سمع أحد بأن احتلالًا ما بقي واستمر ولم يزل؛ فكل احتلال سيزول عاجلًا أو آجلًا، وكل عنجهية وغرور "نتنياهو" وصلفه ستزول معه إلى مزابل التاريخ، "ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبًا".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية