مصر.. البيت مش بيتك
د.عصام شاور
إذا يممت شطر مصر بغية التمتع بعظمة التاريخ وملهاة الحاضر، فأنت مرحب بك و"البيت بيتك"، فمن يقصد أهرام الجيزة ومنتجعات شرم الشيخ والغردقة سوف يلقى كل ترحيب، وسيحظى بالكرم العربي "المودرن" وغير الأصيل من احترامات وابتسامات وباسمات وراقصات، ونحو ذلك مما يسعد إبليس ويغضب الله عز وجل، فمصر أصبح صدرها واسعا لكل زائر لا يطلب سوى الدنيا في " أم الدنيا"، أما إذا قصدت الذهاب إلى " أم الدنيا" من أجل الوصول إلى غزة هاشم و لنصرة الشعب الفلسطيني المحاصر فيها فالبيت مش بيتك، وهنا تختفي الباسمات والراقصات لتظهر الهراوى ورجال أمن الدولة، أمن أي دولة ؟ الله أعلم.
مئات من أحرار العالم الذين جمعتهم الإنسانية والرحمة رغم تفرق مللهم وبلدانهم ساروا بقافلة " شريان الحياة 3" لينصروا أطفال غزة وضعفاءها، لينصروا إرادة الشعب الفلسطيني الذي تحدى الشرق والغرب، وصمد أمام العدوان الصهيوني والحصار المصري الإسرائيلي ، فلماذا تكسر أيديهم وتشج رؤوسهم وتنزف دماؤهم ؟ ما الذنب الذي اقترفوه حتى يرسم النظام المصري أبشع صورة لنفسه أمام العالم ؟ بربكم ألا يشعر بالخجل والاشمئزاز كل من شاهد قوات الأمن المصري وهي تمطر بحجارتها المئات من رسل الرحمة والإنسانية جاؤوا من أقصى البلاد ليقدموا الحليب والدواء وبعض المساعدات لأهلنا وأطفالنا في قطاع غزة ؟
لا أحد يوافق مصر على ما تقدمه من خدمات للكيان الغاصب (إسرائيل) ، فمصر دولة عظيمة ويجب أن تظل عظيمة، أما (إسرائيل) فقد ثبت أنها أوهن من بيت العنكبوت، فهل تخشى مصر أن تعاقبها " (إسرائيل) إذا ما خففت حصارها عن قطاع غزة ؟ على الأنظمة الحاكمة أن تتعلم من غزة ارتداء ثوب العزة، فبرغم ضآلة غزة مساحة" ، ورغم إمكانياتها المتواضعة إلا أنها قهرت (إسرائيل) ومنعتها من تحقيق أهدافها وكسرت إرادتها، ولم ترضخ كذلك للضغوط الأمريكية ولا للمجتمع الدولي المنافق وأصرت على التمسك بثوابتها ولم يفلح أحد بتركيعها، فمن يعجز عن تركيع غزة هو أعجز من أن يصمد أمام مصر بإمكاناتها الهائلة إذا ما تسلحت بثقافة المقاومة وإرادة أهل غزة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية