مصر والخروج من الأزمة
حسام الدجني
لم يكن يتوقع أحد حجم الاحتجاجات الشعبية السلمية في كل محافظات الجمهورية الرافضة لقرار المؤسسة العسكرية بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، فقد خرجت حشود كبيرة وعريضة في الميادين والمحافظات، وقدّرت محطات التلفزة العالمية الحشود في كل المحافظات بـثلاثين مليوناً، وهذا الحشد مقارب للحشد الذي خرج يوم 30 يونيو وحمل مطلب تنحي الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، والذي بموجبه قدّرت القوات المسلحة وقائدها العام الفريق عبد الفتاح السيسي الموقف بالانحياز لإرادة الشعب، وأصدرت تحذيرها ثم بيانها الحاسم الذي جمّد الدستور، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وألقى بتداعيات داخلية وإقليمية ودولية، فالبعض اعتبر ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي استكمالاً لثورة الخامس والعشرين من يناير وأنه بمثابة موجة تصحيحية للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، بينما رأى آخرون أن ما جرى بمصر هو انقلاب عسكري قادته المؤسسة العسكرية بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وشبابية، وانقسم المجتمع الدولي هو الآخر، فهناك دول رحبت بما جرى، ودول رأت فيه انقلاباً عسكرياً.
للعودة إلى الوراء قليلاً وتحديداً في 24 يونيو 2012م، وهو تاريخ إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية وفوز محمد مرسي بها بما نسبته 51.58% مقابل حصول المرشح الرئاسي أحمد شفيق على 48.42%، تؤكد النتائج أن الشعب المصري منقسم في خياراته السياسية بين برنامجين، وربما حدث تغيير طفيف بعد عام من حكم الإسلاميين في مصر، ولكن كان لابدَّ من مقدر الموقف الاستراتيجي بالقوات المسلحة الأخذ بعين الاعتبار هذا الانقسام، ولكن جرى ما جرى وقتل 30 مصرياً وجرح المئات في يوم الجمعة الماضية، ودخلت البلاد حالة من الغضب الشعبي، وهذا يطرح السؤال التالي: ما هي آليات الخروج من الأزمة..؟
هناك خياران للخروج من عنق الزجاجة، على النحو التالي:
1- تراجع القوات المسلحة عن بيانها وعن النتائج المترتبة عليه، وعودة الرئيس محمد مرسي للحكم، ولكن تلك العودة مشروطة بإجراء استفتاء شعبي على شرعيته، وفي حال وافق الشعب على بقائه استمر بالحكم، وفي حال رفض تتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة زمنية محددة، وهذا الخيار من شأنه أن يرضي كل الأطراف، ويحقن دماء المصريين ويغلق الأبواب أمام التدخلات الخارجية التي تتربص بمصر وبوحدتها.
2- قبول الإسلاميين بالأمر الواقع وتهدئة الشارع والقبول بالعودة للاحتكام لصناديق الاقتراع، وعلى الرغم من صعوبة هذا القرار لكل المؤمنين بمبادئ الديمقراطية إلا أنه يشكل مدخلاً لحقن الدماء ووقف الانقسام المجتمعي، وسيسجل الشعب المصري للإسلاميين هذا الموقف، وقد ينعكس ذلك في صناديق الاقتراع.
خلاصة القول: ينبغي العمل من الجميع على وقف حالة الاحتقان، ووقف كل الإجراءات الاستثنائية التي تقوم بها وزارة الداخلية المصرية والتي تزيد من حالة الاحتقان والاستقطاب، كالاعتقالات السياسية، وإغلاق قنوات فضائية وإبقاء على أخرى، وهنا لابد من الجميع تغليب الصالح العام على الصالح الخاص.
نتمنى الخير والأمن والاستقرار لمصر ولشعبها ولمؤسساتها.
حسام الدجني
لم يكن يتوقع أحد حجم الاحتجاجات الشعبية السلمية في كل محافظات الجمهورية الرافضة لقرار المؤسسة العسكرية بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، فقد خرجت حشود كبيرة وعريضة في الميادين والمحافظات، وقدّرت محطات التلفزة العالمية الحشود في كل المحافظات بـثلاثين مليوناً، وهذا الحشد مقارب للحشد الذي خرج يوم 30 يونيو وحمل مطلب تنحي الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، والذي بموجبه قدّرت القوات المسلحة وقائدها العام الفريق عبد الفتاح السيسي الموقف بالانحياز لإرادة الشعب، وأصدرت تحذيرها ثم بيانها الحاسم الذي جمّد الدستور، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وألقى بتداعيات داخلية وإقليمية ودولية، فالبعض اعتبر ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي استكمالاً لثورة الخامس والعشرين من يناير وأنه بمثابة موجة تصحيحية للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، بينما رأى آخرون أن ما جرى بمصر هو انقلاب عسكري قادته المؤسسة العسكرية بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وشبابية، وانقسم المجتمع الدولي هو الآخر، فهناك دول رحبت بما جرى، ودول رأت فيه انقلاباً عسكرياً.
للعودة إلى الوراء قليلاً وتحديداً في 24 يونيو 2012م، وهو تاريخ إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية وفوز محمد مرسي بها بما نسبته 51.58% مقابل حصول المرشح الرئاسي أحمد شفيق على 48.42%، تؤكد النتائج أن الشعب المصري منقسم في خياراته السياسية بين برنامجين، وربما حدث تغيير طفيف بعد عام من حكم الإسلاميين في مصر، ولكن كان لابدَّ من مقدر الموقف الاستراتيجي بالقوات المسلحة الأخذ بعين الاعتبار هذا الانقسام، ولكن جرى ما جرى وقتل 30 مصرياً وجرح المئات في يوم الجمعة الماضية، ودخلت البلاد حالة من الغضب الشعبي، وهذا يطرح السؤال التالي: ما هي آليات الخروج من الأزمة..؟
هناك خياران للخروج من عنق الزجاجة، على النحو التالي:
1- تراجع القوات المسلحة عن بيانها وعن النتائج المترتبة عليه، وعودة الرئيس محمد مرسي للحكم، ولكن تلك العودة مشروطة بإجراء استفتاء شعبي على شرعيته، وفي حال وافق الشعب على بقائه استمر بالحكم، وفي حال رفض تتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة زمنية محددة، وهذا الخيار من شأنه أن يرضي كل الأطراف، ويحقن دماء المصريين ويغلق الأبواب أمام التدخلات الخارجية التي تتربص بمصر وبوحدتها.
2- قبول الإسلاميين بالأمر الواقع وتهدئة الشارع والقبول بالعودة للاحتكام لصناديق الاقتراع، وعلى الرغم من صعوبة هذا القرار لكل المؤمنين بمبادئ الديمقراطية إلا أنه يشكل مدخلاً لحقن الدماء ووقف الانقسام المجتمعي، وسيسجل الشعب المصري للإسلاميين هذا الموقف، وقد ينعكس ذلك في صناديق الاقتراع.
خلاصة القول: ينبغي العمل من الجميع على وقف حالة الاحتقان، ووقف كل الإجراءات الاستثنائية التي تقوم بها وزارة الداخلية المصرية والتي تزيد من حالة الاحتقان والاستقطاب، كالاعتقالات السياسية، وإغلاق قنوات فضائية وإبقاء على أخرى، وهنا لابد من الجميع تغليب الصالح العام على الصالح الخاص.
نتمنى الخير والأمن والاستقرار لمصر ولشعبها ولمؤسساتها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية