جمال أبو ريدة
ظلت مصر منذ الفتح الإسلامي لها على يد عمرو بن العاص قبل ما يزيد عن 1400 عام سنداً لأمتيها العربية والإسلامية على حد سواء، وقد مرت مصر خلال هذه الفترة الطويلة بالتأكيد بـ " عثرات "، انعكست سلباً على الكل العربي والإسلامي، وواحدة من هذه العثرات التي مرت بها هو التوقيع على اتفاقية " كامب ديفيد" سيئة الصيت مع (إسرائيل) في عهد الرئيس المصري أنور السادات، والتي كانت إيذانًا بتخلي مصر عن دورها العربي في قضية الصراع العربي- الإسرائيلي، والارتماء بالكامل في أحضان (إسرائيل)، وظل الحال في مصر على ما هو عليه من التراجع حتى ثورة 25/يناير، التي أسقطت – على غير المتوقع- الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى غير رجعة، والذي ظل طوال فترة حكمه الطويلة أكبر المدافعين عن " كامب ديفيد".
والمتتبع لسير الأحداث في مصر منذ نجاح الثورة وحتى يومنا هذا، يلاحظ إجماع الشعب المصري على "كراهية" (إسرائيل)، وأن السنوات الثلاثين الماضية هي عمر اتفاقية "كامب ديفيد"، لم تغير من قناعة الشعب المصري بأن العدو الرئيس لهم جميعاً هو (إسرائيل)، وقد تولدت لدى الشعب المصري، خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الثورة، القناعة التامة أنه ما من سبيل لاستعادة مصر لدورها العربي والإسلامي المأمول والأصيل، قبل قطع علاقاتها الدبلوماسية القائمة مع (إسرائيل)، وعليه يمكن تفسير اقتحام السفارة (الإسرائيلية) يوم الجمعة الماضية، وإنزال العلم (الإسرائيلي) للمرة الثانية خلال أقل من شهر واحد على إنزاله في المرة الأولى.
إن اقتحام مبنى السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة هو درس لحكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة، مفاده حرمة الدم المصري بعد اليوم، وأن مقتل خمسة جنود مصريين عشية عملية (إيلات) البطولية على يد الجنود (الإسرائيليين) هو تحد خطير لمصر ما بعد الثورة ومس بالكرامة المصرية، وأن مصر لن توضع بعد اليوم موضع الامتحان أبداً فيما يتعلق بدماء أبنائها وكرامتها، ولعل ما شجع الرأي العام المصري أكثر هو الموقف التركي الحازم من مقتل (9) متضامنين أتراك على متن السفينة "مرمرة" في 31/05/2010م، على يد جنود البحرية (الإسرائيلية)، ورفض (إسرائيل) بعد ذلك الاعتذار لتركيا عن هذه الجريمة "المنكرة " حتى اليوم، ما اضطرها في الفترة الأخيرة إلى طرد السفير (الإسرائيلي) من "أنقرة"، ومازالت الحكومة التركية تتوعد (إسرائيل) بمزيد من العقوبات رداً على عدم "الاعتذار" عن جريمة مقتل مواطنيها، واستمرار حصارها "الظالم" لغزة للعام الخامس على التوالي.
وعليه فإن المأمول من مصر بعد الثورة أن تحذو حذو تركيا، وأن تطالب (إسرائيل)، وبقوة، بالاعتذار عن جريمة مقتل (5) من جنودها، وبرفع الحصار فورًا عن غزة، إن أرادت عودة دبلوماسييها إلى القاهرة، قبل البحث عن مكان جديد آمن لسفارتها ولدبلوماسييها، فهل تشترط مصر الثورة على (إسرائيل) ما اشترطته تركيا؟ خصوصاً بعد زيارة "أردوغان" لمصر، والتي تفهم على أنها تحول مهم في مستقبل المنطقة العربية، فالدولتان كانتا حتى وقت قريب من أهم حلفاء (إسرائيل) في المنطقة، وتدوران في الفلك (الإسرائيلي) سلبًا وإيجابًا، ولكنهما اليوم وبفعل التغيرات الجذرية الحاصلة في عواصمهما والمنطقة العربية، أصبحتا من أكبر التحديات التي تواجه (إسرائيل)، التي بدأت تشعر بالعزلة السياسية سواء على المستوى العربي، أو الإقليمي، أو الدولي، وذلك نتيجة "الرعونة" السياسية التي تحكم أركان الحكومة (الإسرائيلية) القائمة، والتي يقف على يمينها "نتنياهو"، ويسارها " ليبرمان".
ولعله من المفيد القول إن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء البتة، كما بات من المؤكد أن الأمتين العربية والإسلامية قد استيقظتا من سباتهما الطويل، وأن ربيع الثورة العربية قد أصبح، وهو لايزال غضا طريا، أحد أهم التحديات التي تواجه حاضر ومستقبل (إسرائيل) على حد سواء، وأن هذا الربيع بات أخطر على (إسرائيل) من البرنامج النووي الإيراني الذي ظل حتى وقت قريب الشغل الشاغل لـ(إسرائيل)، ولكنه منذ مطلع العام الحالي تراجع "الخطر" الإيراني الذي يهدد (إسرائيل) إلى درجة وكأنه لم يكن.
إن أحداث الهجوم على السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة لم تنته تداعياته بعد، فهناك حراك عربي قوي بدأ يتشكل ويطالب علانية بإغلاق السفارة (الإسرائيلية) في عمان، وبقطع أي علاقات تجارية "سرية" معها من جانب بعض الدول العربية الأخرى(...)، التي ظلت "تغازل" (تل أبيب) حتى وقت قريب؛ ظنًا منها أنه السبيل الوحيد للحفاظ على كرسي الحكم، ولكن سقوط نظام الرئيس المخلوع مبارك أكد للجميع أنه ما من سبيل للحفاظ على كرسي الحكم بعد اليوم سوى الانحياز إلى الشعوب، وهذا الحراك ما كان له أن يتململ لولا عودة الروح إلى مصر، ولعل هذا ما يميز أهمية التغيير السياسي في مصر عن بقية الدول العربية، لذا لا نستبعد عظم المؤامرات التي تحاك اليوم على الثورة المصرية لإجهاضها، ومن ثم القضاء على أي تغيير حقيقي في مصر، والذي بدأت تتشكل ملامحه خلال الأشهر القليلة من عمر الثورة المصرية العظيمة.
والمتتبع لسير الأحداث في مصر منذ نجاح الثورة وحتى يومنا هذا، يلاحظ إجماع الشعب المصري على "كراهية" (إسرائيل)، وأن السنوات الثلاثين الماضية هي عمر اتفاقية "كامب ديفيد"، لم تغير من قناعة الشعب المصري بأن العدو الرئيس لهم جميعاً هو (إسرائيل)، وقد تولدت لدى الشعب المصري، خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الثورة، القناعة التامة أنه ما من سبيل لاستعادة مصر لدورها العربي والإسلامي المأمول والأصيل، قبل قطع علاقاتها الدبلوماسية القائمة مع (إسرائيل)، وعليه يمكن تفسير اقتحام السفارة (الإسرائيلية) يوم الجمعة الماضية، وإنزال العلم (الإسرائيلي) للمرة الثانية خلال أقل من شهر واحد على إنزاله في المرة الأولى.
إن اقتحام مبنى السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة هو درس لحكومة "نتنياهو" اليمينية المتطرفة، مفاده حرمة الدم المصري بعد اليوم، وأن مقتل خمسة جنود مصريين عشية عملية (إيلات) البطولية على يد الجنود (الإسرائيليين) هو تحد خطير لمصر ما بعد الثورة ومس بالكرامة المصرية، وأن مصر لن توضع بعد اليوم موضع الامتحان أبداً فيما يتعلق بدماء أبنائها وكرامتها، ولعل ما شجع الرأي العام المصري أكثر هو الموقف التركي الحازم من مقتل (9) متضامنين أتراك على متن السفينة "مرمرة" في 31/05/2010م، على يد جنود البحرية (الإسرائيلية)، ورفض (إسرائيل) بعد ذلك الاعتذار لتركيا عن هذه الجريمة "المنكرة " حتى اليوم، ما اضطرها في الفترة الأخيرة إلى طرد السفير (الإسرائيلي) من "أنقرة"، ومازالت الحكومة التركية تتوعد (إسرائيل) بمزيد من العقوبات رداً على عدم "الاعتذار" عن جريمة مقتل مواطنيها، واستمرار حصارها "الظالم" لغزة للعام الخامس على التوالي.
وعليه فإن المأمول من مصر بعد الثورة أن تحذو حذو تركيا، وأن تطالب (إسرائيل)، وبقوة، بالاعتذار عن جريمة مقتل (5) من جنودها، وبرفع الحصار فورًا عن غزة، إن أرادت عودة دبلوماسييها إلى القاهرة، قبل البحث عن مكان جديد آمن لسفارتها ولدبلوماسييها، فهل تشترط مصر الثورة على (إسرائيل) ما اشترطته تركيا؟ خصوصاً بعد زيارة "أردوغان" لمصر، والتي تفهم على أنها تحول مهم في مستقبل المنطقة العربية، فالدولتان كانتا حتى وقت قريب من أهم حلفاء (إسرائيل) في المنطقة، وتدوران في الفلك (الإسرائيلي) سلبًا وإيجابًا، ولكنهما اليوم وبفعل التغيرات الجذرية الحاصلة في عواصمهما والمنطقة العربية، أصبحتا من أكبر التحديات التي تواجه (إسرائيل)، التي بدأت تشعر بالعزلة السياسية سواء على المستوى العربي، أو الإقليمي، أو الدولي، وذلك نتيجة "الرعونة" السياسية التي تحكم أركان الحكومة (الإسرائيلية) القائمة، والتي يقف على يمينها "نتنياهو"، ويسارها " ليبرمان".
ولعله من المفيد القول إن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء البتة، كما بات من المؤكد أن الأمتين العربية والإسلامية قد استيقظتا من سباتهما الطويل، وأن ربيع الثورة العربية قد أصبح، وهو لايزال غضا طريا، أحد أهم التحديات التي تواجه حاضر ومستقبل (إسرائيل) على حد سواء، وأن هذا الربيع بات أخطر على (إسرائيل) من البرنامج النووي الإيراني الذي ظل حتى وقت قريب الشغل الشاغل لـ(إسرائيل)، ولكنه منذ مطلع العام الحالي تراجع "الخطر" الإيراني الذي يهدد (إسرائيل) إلى درجة وكأنه لم يكن.
إن أحداث الهجوم على السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة لم تنته تداعياته بعد، فهناك حراك عربي قوي بدأ يتشكل ويطالب علانية بإغلاق السفارة (الإسرائيلية) في عمان، وبقطع أي علاقات تجارية "سرية" معها من جانب بعض الدول العربية الأخرى(...)، التي ظلت "تغازل" (تل أبيب) حتى وقت قريب؛ ظنًا منها أنه السبيل الوحيد للحفاظ على كرسي الحكم، ولكن سقوط نظام الرئيس المخلوع مبارك أكد للجميع أنه ما من سبيل للحفاظ على كرسي الحكم بعد اليوم سوى الانحياز إلى الشعوب، وهذا الحراك ما كان له أن يتململ لولا عودة الروح إلى مصر، ولعل هذا ما يميز أهمية التغيير السياسي في مصر عن بقية الدول العربية، لذا لا نستبعد عظم المؤامرات التي تحاك اليوم على الثورة المصرية لإجهاضها، ومن ثم القضاء على أي تغيير حقيقي في مصر، والذي بدأت تتشكل ملامحه خلال الأشهر القليلة من عمر الثورة المصرية العظيمة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية