مطالب المقاومة الفلسطينية بين تقرير جولدستون والمبادرة المصرية
علاء الدين البطة
أسئلة عديدة أثارتها مطالب المقاومة الفلسطينية كشرط للموافقة على المبادرة المصرية ووقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي الذي ما زال يشن عدوانه الهمجي على قطاع غزة ويستهدف المدنيين الابرياء منذ ما يقارب ال 40 يوماً.
القسم الاول اعتبر أن هذه المطالب هي مطالب تعجيزية وصعبة وغير ممكنة التحقيق وكان على رأس هذا التيار، (إسرائيل) المعتدية ومن خلفها، بل ولعل من أمامها ليس الغرب أو أمريكا، بل التيار العربي المتصهين الجديد أو ما أُصطلح على تسميته بتيار "المتصهينون العرب"، والذي كان نافذته الرئيسية قنوات مصرية وعربية عديدة تهكمت على المقاومة وإنجازاتها بل وإعتبرت مطالب المقاومة ضرباً من الخيال حتى وصل الأمر ببعضهم أن يتهكم على الشهداء والجرحى في قطاع غزة ويدعو نتنياهو لمزيدٍ من القتل ولإبادة لهم - كما حدث مع نائبة رئيس صحيفة الاهرام المصرية.
لقد وصل التشويه الى الحديث عن أن الحرب تخدم أجندة فئوية ضيقة لحركة حماس، بل وهى تشكل تحدياً لمصر ونظامها الجديد في محاولة غير بريئة لخدمة (إسرائيل) وإنقاذها من وحل غزة ومقاومتها.
وبالطبع هذا ليس بغريب على هؤلاء المتصهينين الجدد الذين هم من تلك الفئة التي ارتضت الهزيمة وكانت جزءاً منها، بل وهى امتداد طبيعي لتيار انهزامي كان وما زال يريد أن يوفر الراحة والدعة للأنظمة العربية عبر تسويق (إسرائيل) بآنها دولة لا تقهر، وأن اليد لا تقابل المخرز وأننا لا ولن نستطيع مواجهة (إسرائيل).
أما القسم الثاني فهو تيار المقاومة وأنصارها ومؤيدوها الذين اعتبروا أن مطالب المقاومة الفلسطينية حقوق، ومطالب إنسانية بسيطة كفلها الإعلان العالمي لحقوق الانسان بل وكافة المواثيق الدولية، عدا عن أن ذلك مطلب شعبي فلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي والاغلاق الدائم لمعابره مع قطاع غزة، وأيضا في ظل الاغلاق شبه الدائم لمعبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر بل ومنعت الأخيرة الحالات الانسانية والمرضية والطلاب من السفر عبر معبر رفح الى العالم الخارجي.
لذلك وجدنا إصراراً كبيراً من كافة قوى المقاومة الفلسطينية – بل ومن السلطة في رام الله- على تحقيق هذه المطالب التي أضحت مطالب جوهرية ولا يمكن التنازل عنها بأي حال من الاحوال.
مطالب المقاومة كانت محددة في تسعة، وكان من أبرزها وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر والسماح بإقامة مطار جوى فلسطيني وميناء بحرى فلسطيني وعدم التدخل في الحياة السياسية للفلسطينيين والافراج عن أسرى صفقة شاليط.
والحقيقة أنني تفاجأت جداً عندما عدت للاطلاع على بحث عن تقرير جولدستون عام 2009 لأتفاجئ أن معظم مطالب المقاومة قد وردت ضمن توصيات جولدستون، وبالتالي فإن مطالب المقاومة هي مطالب المجتمع الدولي الذي تبنى وبارك تقرير جولدستون في حينه.
ولعل الناظر إلى تقرير جولدستون في الفقرة رقم (1972) منه، يلاحظ أنها تتضمن النقاط التالي:
(أ) توصي البعثة بأن توقف (إسرائيل) فورا عمليات إغلاق الحدود والقيود المفروضة على المرور على المعابر الحدودية وأن تسمح بمرور السلع الضرورية والكافية وإعادة بناء المساكن والخدمات الأساسية.
(ب) توصي البعثة بأن توقف (إسرائيل) القيود المفروضة في قطاع غزة على الوصول إلى البحر لأغراض الصيد وبأن تسمح بأنشطة الصيد في حدود مسافة العشرين ميلا البحرية المنصوص عليها في اتفاقات أوسلو.
وتوصي كذلك بأن تسمح (إسرائيل) باستئناف النشاط الزراعي في قطاع غزة، بما في ذلك السماح به في المناطق اﻟﻤﺠاورة للحدود مع (إسرائيل).
(د) توصي البعثة (إسرائيل) بحرية التنقل للفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية المحتلة - داخل الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وبين قطاع غزة والضفة الغربية، وبين الأرض الفلسطينية المحتلة والعالم الخارجي.
(هـ) توصي البعثة بقيام (إسرائيل) بإطلاق سراح الفلسطينيين "المحتجزين" في السجون الإسرائيلية نتيجة للاحتلال، وينبغي أن يكون إطلاق سراح الأطفال أولوية مطلقة.
(و) توصي البعثة بأن تكف (إسرائيل) فوراً عن التدخل في العمليات السياسية الوطنية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبأن تقوم، كخطوة أولى، بإطلاق سراح جميع أعضاء اﻟﻤﺠلس التشريعي الفلسطيني المحتجزين حاليًا والسماح لجميع أعضاء اﻟﻤﺠلس بالتنقل بين غزة والضفة الغربية لكي يمكن لهذا اﻟﻤﺠلس أن يستأنف أداء مهامه.
وعليه فإن المتفحص لما سبق في توصيات تقرير جولدستون يدرك عدالة وإنسانية وبساطة مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني التي هي بالأساس مطالب قانونية دولية، ومن المفروض أن يقوم كل العرب والمسلمين وأحرار العالم بدعم هذه المطالب وتوفير غطاء دولي يضمن تحقيق هذه المطالب التي تشكل نهايةً حقيقيةً لعدوان همجيٍ وغاشمٍ، وتعطي الشعب الفلسطينى أملا في أن يرى آماله البسيطة تبدأ في التحقق، وأن هناك أملا في مستقبل مشرق وأفضل له ولأبنائه باذن الله.
علاء الدين البطة
أسئلة عديدة أثارتها مطالب المقاومة الفلسطينية كشرط للموافقة على المبادرة المصرية ووقف اطلاق النار مع العدو الاسرائيلي الذي ما زال يشن عدوانه الهمجي على قطاع غزة ويستهدف المدنيين الابرياء منذ ما يقارب ال 40 يوماً.
القسم الاول اعتبر أن هذه المطالب هي مطالب تعجيزية وصعبة وغير ممكنة التحقيق وكان على رأس هذا التيار، (إسرائيل) المعتدية ومن خلفها، بل ولعل من أمامها ليس الغرب أو أمريكا، بل التيار العربي المتصهين الجديد أو ما أُصطلح على تسميته بتيار "المتصهينون العرب"، والذي كان نافذته الرئيسية قنوات مصرية وعربية عديدة تهكمت على المقاومة وإنجازاتها بل وإعتبرت مطالب المقاومة ضرباً من الخيال حتى وصل الأمر ببعضهم أن يتهكم على الشهداء والجرحى في قطاع غزة ويدعو نتنياهو لمزيدٍ من القتل ولإبادة لهم - كما حدث مع نائبة رئيس صحيفة الاهرام المصرية.
لقد وصل التشويه الى الحديث عن أن الحرب تخدم أجندة فئوية ضيقة لحركة حماس، بل وهى تشكل تحدياً لمصر ونظامها الجديد في محاولة غير بريئة لخدمة (إسرائيل) وإنقاذها من وحل غزة ومقاومتها.
وبالطبع هذا ليس بغريب على هؤلاء المتصهينين الجدد الذين هم من تلك الفئة التي ارتضت الهزيمة وكانت جزءاً منها، بل وهى امتداد طبيعي لتيار انهزامي كان وما زال يريد أن يوفر الراحة والدعة للأنظمة العربية عبر تسويق (إسرائيل) بآنها دولة لا تقهر، وأن اليد لا تقابل المخرز وأننا لا ولن نستطيع مواجهة (إسرائيل).
أما القسم الثاني فهو تيار المقاومة وأنصارها ومؤيدوها الذين اعتبروا أن مطالب المقاومة الفلسطينية حقوق، ومطالب إنسانية بسيطة كفلها الإعلان العالمي لحقوق الانسان بل وكافة المواثيق الدولية، عدا عن أن ذلك مطلب شعبي فلسطيني في ظل الحصار الإسرائيلي والاغلاق الدائم لمعابره مع قطاع غزة، وأيضا في ظل الاغلاق شبه الدائم لمعبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر بل ومنعت الأخيرة الحالات الانسانية والمرضية والطلاب من السفر عبر معبر رفح الى العالم الخارجي.
لذلك وجدنا إصراراً كبيراً من كافة قوى المقاومة الفلسطينية – بل ومن السلطة في رام الله- على تحقيق هذه المطالب التي أضحت مطالب جوهرية ولا يمكن التنازل عنها بأي حال من الاحوال.
مطالب المقاومة كانت محددة في تسعة، وكان من أبرزها وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر والسماح بإقامة مطار جوى فلسطيني وميناء بحرى فلسطيني وعدم التدخل في الحياة السياسية للفلسطينيين والافراج عن أسرى صفقة شاليط.
والحقيقة أنني تفاجأت جداً عندما عدت للاطلاع على بحث عن تقرير جولدستون عام 2009 لأتفاجئ أن معظم مطالب المقاومة قد وردت ضمن توصيات جولدستون، وبالتالي فإن مطالب المقاومة هي مطالب المجتمع الدولي الذي تبنى وبارك تقرير جولدستون في حينه.
ولعل الناظر إلى تقرير جولدستون في الفقرة رقم (1972) منه، يلاحظ أنها تتضمن النقاط التالي:
(أ) توصي البعثة بأن توقف (إسرائيل) فورا عمليات إغلاق الحدود والقيود المفروضة على المرور على المعابر الحدودية وأن تسمح بمرور السلع الضرورية والكافية وإعادة بناء المساكن والخدمات الأساسية.
(ب) توصي البعثة بأن توقف (إسرائيل) القيود المفروضة في قطاع غزة على الوصول إلى البحر لأغراض الصيد وبأن تسمح بأنشطة الصيد في حدود مسافة العشرين ميلا البحرية المنصوص عليها في اتفاقات أوسلو.
وتوصي كذلك بأن تسمح (إسرائيل) باستئناف النشاط الزراعي في قطاع غزة، بما في ذلك السماح به في المناطق اﻟﻤﺠاورة للحدود مع (إسرائيل).
(د) توصي البعثة (إسرائيل) بحرية التنقل للفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية المحتلة - داخل الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وبين قطاع غزة والضفة الغربية، وبين الأرض الفلسطينية المحتلة والعالم الخارجي.
(هـ) توصي البعثة بقيام (إسرائيل) بإطلاق سراح الفلسطينيين "المحتجزين" في السجون الإسرائيلية نتيجة للاحتلال، وينبغي أن يكون إطلاق سراح الأطفال أولوية مطلقة.
(و) توصي البعثة بأن تكف (إسرائيل) فوراً عن التدخل في العمليات السياسية الوطنية في الأرض الفلسطينية المحتلة وبأن تقوم، كخطوة أولى، بإطلاق سراح جميع أعضاء اﻟﻤﺠلس التشريعي الفلسطيني المحتجزين حاليًا والسماح لجميع أعضاء اﻟﻤﺠلس بالتنقل بين غزة والضفة الغربية لكي يمكن لهذا اﻟﻤﺠلس أن يستأنف أداء مهامه.
وعليه فإن المتفحص لما سبق في توصيات تقرير جولدستون يدرك عدالة وإنسانية وبساطة مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني التي هي بالأساس مطالب قانونية دولية، ومن المفروض أن يقوم كل العرب والمسلمين وأحرار العالم بدعم هذه المطالب وتوفير غطاء دولي يضمن تحقيق هذه المطالب التي تشكل نهايةً حقيقيةً لعدوان همجيٍ وغاشمٍ، وتعطي الشعب الفلسطينى أملا في أن يرى آماله البسيطة تبدأ في التحقق، وأن هناك أملا في مستقبل مشرق وأفضل له ولأبنائه باذن الله.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية