مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية

مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية ... بقلم : عماد صلاح الدين

الإثنين 11 يناير 2010

مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية
عماد صلاح الدين

دور الضفة الغربية في مساندة الأهل في قطاع غزة لا يمكن أن يكون إلا  في اتجاهين،   اتجاه انتفاضي مدني في مواجهة السلطة الفلسطينية في رام الله وسياساتها الأمنية سواء في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، أو بالارتباط في سياق التنسيق الأمني مع (إسرائيل) والذي نتيجته المعروفة متمثلة في اعتقال مئات العناصر من حركة المقاومة الإسلامية حماس بالمقام الأول، وعناصر وكوادر بنسبة أقل بكثير من حركة الجهاد الإسلامي، وأيضا بعض العناصر في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري المحلول في الضفة الغربية بقرار سياسي وامني من السلطة الفلسطينية هناك، واتجاه انتفاضي عنفي مقاوم لا بد أن يكون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

برأيي أن السبب الأساسي لاستمرار الحصار وإيجاد التبريرات المتواطئة معه من عديد أطراف عربية اعتدالية ودولية، هو هذا الموقف الموجود في الضفة الغربية من الناحية الرسمية، لقد تم شرعنة الحصار والفوضى ومن ثم العدوان على قطاع غزة إلى تبرير إقامة الجدار الفولاذي بين سيناء المصرية ورفح الفلسطينية، عبر مسيرة ممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، من خلال مواقف السلطة الفلسطينية الموجودة الآن في رام الله، وكان الموقف المغذي لفرض الحصار على الشعب الفلسطيني هو ادعاء هذا الطرف الفلسطيني أن برنامج حماس والحكومة التي تشترك فيها حتى حكومة الوحدة الوطنية برنامج غير واقعي، ولا يقبل به المجتمع الدولي،  وتمت المقاطعة في هذا الإطار لطرف فلسطيني يمثل أغلبية في الساحة الفلسطينية برسم انتخابات يناير/ كانون الثاني 2006، أول وقبل أي طرف من قبل طرف فلسطيني حزبي ورسمي ومعه أطراف حزبية وسياسية في الساحة الفلسطينية كلها تدور تحت عباءة فتح والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير منتهية الصلاحية والولاية في غير جانب .

   الجميع يدرك تمام الإدراك أن أي موقف وطني حقيقي وجدي من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله في مواجهة الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على الأكيد وليس بالإمكان فقط أن يرفع هذا الحصار العجيب الغريب في تاريخ علاقات الشعوب والدول.

  لو أن السلطة الفلسطينية في رام الله قبلت أو تقبل باتفاق وطني، يكون فيه القبول عمليا في إطار الشراكة الحقيقية لمشروع وطني فلسطيني يمثل الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين، لما استمر الحصار ساعة واحدة، لكن هذا ما رفضته السلطة الفلسطينية في رام الله أكثر من مرة سواء في اتفاق وثيقة الأسرى المعروفة عام 2006، أو اتفاق مكة عام 2008، أو حتى نقاط الاتفاق لمشروع وطني حقيقي في سياق جولات الحوار المتتالية، والتي تم الانقلاب عليها من السلطة الفلسطينية الرسمية أولا بسبب التسليم للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وتاليا الموقف المصري المنقلب على كثير من بنود الاتفاق تلبية لمطالب مواقف الأطراف المذكورة سابقا .

بيد السلطة الفلسطينية في رام الله الكثير من الأوراق لرفع الحصار عن غزة، ماذا يا ترى سيكون الموقف الأمريكي والإسرائيلي وحتى الأوروبي والعربي الاعتدالي لو أن هذه السلطة هددت ليس بحل نفسها، وإنما باتخاذ موقف جاد وبسيط بوقف حقيقي للتنسيق الأمني مع (إسرائيل)، الذي يحبط ويفشل جل الحراك المقاوم في الضفة الغربية.

صار واضحا جدا أن مشروع أوسلو الفاشل ادخل الشعب الفلسطيني في إطار انتقال مرحلي من جريمة بحقه إلى جريمة أخرى أفظع، حتى أضحت تبريرات قتل هذا الشعب وتدمير بيوته ومساكنه وتجويعه وحصاره قائمة وحاضرة عند عديد أطراف بما فيها الطرف المصري الرسمي، من خلال موقفه الأخير بتبرير إقامة جدار فولاذي بتمويل ودعم أمريكي عبر العزف على اسطوانة الأمن القومي المصري.

إذن، بات مطلوبا وبشكل فاعل مواجهة الأوضاع القائمة في الضفة الغربية، لأنها هي السبب الأول ولا أقول السبب الوحيد في نشوء الحصار على الشعب الفلسطيني بشكل عام وبشكل مركز ومخيف على قطاع غزة، وهذا يتطلب حراكا شعبيا مدنيا بتظاهرات وعصيان مدني في الضفة الغربية، وأيضا حراكا مقاوما في كل اتجاه في مواجه الاحتلال الإسرائيلي.

أما الحديث عن أن الضفة الغربية أولى بإغاثة غزة وأهلها، كما كتب مؤخرا أستاذنا وصديقنا الدكتور عبد الستار قاسم،  فمع احترامي الشديد لرأيه وموقفه هذا، إلا انه في الواقع غير عملي وغير ممكن في إطار الإمداد اللوجستي والمواصلاتي لإمداد المحاصرين في غزة،  لأسباب بديهية قائمة سواء بالتواصل مع القطاع في إطار الأراضي المحتلة عام 67، أو بالتواصل معه عبر دورة ممتدة من الجوار العربي. وحتى جمع أموال تبرعات من الضفة فهو الآخر غير ممكن بسبب السياسة القائمة هناك، والرقابة المالية على البنوك فيها.

الدور الحقيقي للضفة الغربية هو دور حراكي وانتفاضي فعّال في غير مجال وفي اتجاهين كما أسلفنا سابقا، وهذا ليس معناه نفي الدور الاغاثي الوطني من الضفة الغربية للأهل في غزة لو كان ممكنا. لكن الحقيقة تبقى فوقنا جميعا.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية