ملاك...طفلة أسيرة أوجعتنا ... بقلم : خالد معالي

الإثنين 19 يناير 2015

ملاك...طفلة أسيرة أوجعتنا



خالد معالي


إذا افتقد البعد والحس الإنساني خلال تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان؛ أو خلال تعامل الشعوب بين بعضها؛ فقد تودع منهم؛ وصارت الحياة جحيما لا تطاق، وتحت الأرض أفضل من فوقها؛ وهو ما تجلى بمأساة الطفلة ملاك الخطيب (14عاما) من قرية بتين برام الله.

الإنسان الذي لا تؤثر فيه صورة طفلة أسيرة وهي مكبلة بيديها وقدميها؛ ومعتقلة في قفص؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ وتحول إلى وحش وشيطان؛ فصورة الأسيرة الطفلة ملاك وهي تدخل محكمة الاحتلال مكبلة بالأصفاد؛ كفيلة بان تشن الحروب لأجلها؛ فالمعتصم تحرك ليس لطفلة؛ بل لامرأة واحدة وحررها من أسرها.

ترى... ماذا لو افترضنا أن طفلة من دولة الاحتلال كبلت يديها وقديمها وهي لم تبلغ من العمر 14 عاما ولأي سبب كان؛ عندها لقامت قيامة دول الغرب قبل دولة الاحتلال، ولضجت أمريكا؛ ولصارت صورها تملئ الدنيا صخبا وضجيجا.

صورة الطفلة ملاك وهي مكبلة وتقتاد إلى المحكمة وحولها جنود ومجندات مدججين بمختلف أنواع الأسلحة؛ تبكي حتى الحجر، وأشد القلوب قساوة، وتضرب في أعماق كل من عنده ذرة من شرف وكرامة.

قهر ما بعده قهر؛ أليست مفارقة عجيبة؛ أن يلتف جنود مدججين بالأسلحة الفتاكة والقوية، حول طفلة قاصر ضعيفة عاجزة، لا تملك من أمرها شيئا، ولا ترى من حولها، ومقيدة اليدين والقدمين؟! هل توجد في الدنيا خسة ونذالة كهذه التي لدى دولة الاحتلال؟!

ما أثقل الدموع، وهي تنهمر حزنا بالنظر لصورتك، وسماع خبر اعتقالك؛ حزنا على ضعفنا وانقسامنا وهواننا على أعدائنا. أنت يا ملاك الطفلة الأسيرة؛ وجع في قلب كل حر وغيور في هذا العالم، ونخزة ضمير لكل حر وأبي في الوطن المأسور والمقهور.

تعسا ل 12 مليون فلسطيني ؛ و300 مليون عربي؛ ولأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صورة الطفلة ملاك؛ أو تسمع قصتها، ولا تحرك ساكنا، وكأن وامعتصماه باتت من الماضي، ولا دخل لهم به؛ لا من قريب ولا من بعيد.

طفلة فلسطينية في الأسر؛ مكبلة، ومغمغة العينين وحولها جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، يزعمون أنهم من جيش لا يقهر؛ هو دليل فاضح على سفالة وعدم وجود ذرة من أخلاق لدى دولة الاحتلال التي زعم "نتنياهو" قبل أيام أن جيشه الأكثر أخلاقية في العالم، ولا احد يصدقه.

كيف بنا المشهد عندما يكون؛ طفلة باكية حزينة تستنجد بقادة العرب والمسلمين؛ ولا مجيب ولا مغيث؛ وكيف أن فقدان الحرية لوحده كفيل بتعذيب النفس وقهرها إن لم تصبر وتتحمل وتوكل أمرها إلى الله! وكيف أن الحديث يدور عن طفلة كانت تحلم باللعب فقط مع زميلاتها في مدرستها لا أكثر ولا اقل!.

أنت يا ملاك الطفلة الأسيرة الحزينة على ضعفنا وهواننا؛ جعلت الخزي والعار يلف كل من يقول انه حر وشريف ولا يحرك ساكنا لنصرتك وتحريرك من قيدك.

أين دعاة حقوق المرأة من طفلة وليست امرأة؛ كلهم خرسوا وصمتوا صمت القبور؛ حيث جللهم الخزي والعار وبانت عورتهم وخبث مكائدهم وأهدافهم؛ وأين الغرب وأمريكا الذين أصموا آذاننا حول حقوق المرأة، ولكنهم يصمتون ولا نسمع لهم قولا عندما تعتقل وتعذب فتيات وطفلات ونساء فلسطين المحتلة.

صورتك يا ملاك الأسيرة؛ أجبرت الأحرار ومن يجري في عروقه دم النخوة والشرف، على أن لا يناموا وهم يفكروا في خلاصك من القيد وزرد السلاسل. درسك قاس .... قاس، ومؤلم لكل حر وشريف.

ذكرتنا صورتك يا ملاك؛ بقبح إجرام الظلمة مهما كان لونهم ودينهم؛ وبأن لا تخضع لظالم مهما علا ظلمه وغيه، وان الحق ينتزع من حلوق الأعداء نزعا، وان الاحتلال مهما طال زمانه إلى زوال بهمم الأبطال الشجعان الواثقين بنصر الله؛ برغم الألم الذي حاز قلوب وعقول أحرار وشرفاء فلسطين؛ جراء أسرك.

سيزول الاحتلال إلى مزابل التاريخ؛ وسيحررك الأبطال يا ملاك؛ وعندما تخرجين؛ لا تترددي في البصق بوجه كل مهزوم جبان، ولعن وفضح كل من لم يقف معك في محنتك، ولم يشارك ولو في كلمة ويطالب بالإفراج عنك وعن بقية الأسرى والأسيرات.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية