مليونية فتح
حسام الدجني
بعيداً عن الحديث في التقديرات الرقمية لعدد من شاركوا بالمهرجان في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، والجدل الدائر حول ذلك، فالمهم هو نجاح حركة فتح بامتياز من حشد الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة، مقابل فشلها في تنظيم المهرجان، وهناك عدة أسباب تقف وراء هذا النجاح في الحشد والفشل في التنظيم.
أولاً: أسباب نجاح حركة فتح في حشد الجماهير:
1- الغياب القسري لحركة فتح عن العمل الجماهيري لأكثر من خمس سنوات.
2- استمرار تدفق الرواتب لأكثر من سبعين ألف موظف.
3- مشاركة قوى اليسار بكثافة في المهرجان.
4- مشاركة العديد من الشرائح المجتمعية لأنها لم تجد مصالحها مع حكم حماس لقطاع غزة، وشاركت نكاية في حماس وحكومتها.
ثانياً: أسباب فشل حركة فتح في تنظيم المهرجان:
1- الحشد الجماهيري الكبير مقابل قلة غياب الخبرة لدى المنظمين والمشرفين على المهرجان.
2- رسالة من النائب محمد دحلان والذي فصلته اللجنة المركزية لحركة فتح من صفوفها، لكل من يهمه الأمر بأنه ما زال الرقم الصعب في قطاع غزة، ولذلك دفع جماهيره وأنصاره لرفع صوره بكثافة داخل المهرجان، وإنزال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل الرئيس محمود عباس جبريل الرجوب عن المنصة، مما أحدث اشتباكات جرح خلالها 20 مواطناً من الطرفين.
وأهم ما جاء في المهرجان هو حجم الدروس والعبر التي ينبغي على كل الأطراف الاستفادة منها وهي:
1- عكس المهرجان حنين الشعب الفلسطيني لثورته المباركة ورغبته في إعادة تصويب مسار حركته نحو استعادة مجدها بالعمل المسلح ضد الاحتلال.
2- أزمة القيادة لدى حركة فتح.
3- أثبت المهرجان فشل التعامل الأمني مع الحركات والفصائل بالضفة الغربية وقطاع غزة، وأن الوطن يحتاج الجميع.
4- ضرورة العمل على استثمار طاقات الشباب الفلسطيني الثائر في مجالات عديدة تخدم في محصلتها مشروعنا الوطني التحرري.
5- ضرورة تعزيز ثقافة العمل المؤسسي داخل القوى الوطنية والإسلامية وخصوصاً حركة فتح، على حساب الولاءات الشخصية.
6- العمل الفوري على انجاز المصالحة الفلسطينية، وبناء الإستراتيجية الوطنية، وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية كأحد أهم المرجعيات الوطنية للتعاطي مع مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.
خلاصة القول: هنيئاً لفتح انطلاقتها في قطاع غزة، وهنيئاً لحركة حماس انطلاقتها في الضفة الغربية، وأوجه دعوة مفتوحة لكل الأطراف لوقف كل أشكال الاعتقال السياسي وتكبيل الحريات العامة وصولاً إلى بناء مجتمع فلسطيني تعددي يلتقي في هدف التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية