من حق إسرائٍيل تدمير إيران!
د. فايز أبو شمالة
من حق إسرائيل تدمير إيران تدميراً مبرماً، بل من بديهيات السياسة أن تقصف إسرائيل الشعب الإيراني بكل ما أوتيت من قوة إفناء، ومن حق إسرائيل محق الإيرانيين عن الوجود، طالما كان المفاعل النووي الإيراني يشكل تهديداً وجودياً لدولة الصهاينة، وطالما كان اليهود في فلسطين لا يحتملون أكثر من ضربة نووية واحدة، قد تنفذها إيران، إنه حق الدفاع عن النفس من الإبادة، كما ادعى "نتانياهو"، وأيده الرئيس الأمريكي "أوباما" في كلمته أمام مؤتمر "أيباك" المنعقد في واشنطن، حين قال: "على إسرائيل أن تكون قادرة على حماية نفسها بنفسها أمام أي تهديد، ولن أتردد في استخدام كل الوسائل للدفاع عن إسرائيل"
فإذا كان من حق إسرائيل أن تستبق التطورات، وأن تحاصر المنطقة العربية والإسلامية، وأن تراقب المستجدات، وإذا كان من حق إسرائيل أن توجه ضربة عسكرية مبكرة لأي قوة صاعدة في المنطقة، على افتراض أنها ستشكل خطراً وجودياً عليها، إذا كان كل ما سبق حقاً لإسرائيل، فلماذا لا يكون من حق العربي الفلسطيني الذي دمرت إسرائيل وجودة فعلياً، وأنهت كيانه فوق ترابه حقيقة، وأزالت معالم مدنه وقراه عن الوجود، لماذا لا يكون له الحق في مقاتلة الصهاينة بكل ما أوتي من قوة، وبكل ما توفر لديه من سلاح؟ لماذا لا ينشب الفلسطيني أظافره في لحم الصهاينة؟ ولماذا لا يغرز العربي أنيابه في عنق كل صهيوني؟ ألم يكن الصهاينة وما زالوا السبب المباشر في تدمير الوجود الفلسطيني، وتهجير الشعب عن أرضه، وتشريده لاجئاً في دول الشتات.
وإذا كان القانون الدولي ممثلاً بأمين عام الأمم المتحدة يغض الطرف عن تهديدات قادة إسرائيل الإرهابية بحق إيران المسلمة، فلماذا تشارك الأمم المتحدة في شروط الرباعية المفروضة على الفلسطينيين، والتي أهمها نبذ "الإرهاب" المقاومة!.
وإذا كان "نتانياهو" المتطرف يستقبل استقبال الأبطال من بني جلدته، وترتفع شعبيته لتهديده إيران، ولرفضه السكون على مفاعلها النووي، لمجرد احتمال تهديده لأمن إسرائيل، فما رأي القانون الدولي بكل عربي فلسطيني يتنازل عن حقوقه، ويسامح الذي هدم وجوده، ويصالح الذي اغتصب ابنته، ويصافح الذي نام في فراش زوجته، ويسحق أمام ناظريه أقد مقدساته؟ وما رأي القانون الإنساني بكل فلسطيني يفاوض إسرائيل على 22% فقط من بلاده، ويترك لليهود 78% من وطنه وكيانه أرضاً يهودية صافية؟
من حق القارئ أن يطلق الأوصاف التي تخطر في باله على من يصافح عدوه، ويبتسم في وجهه، ويفاوضه على بقايا من بقايا وطنه فلسطين، أما أنا فأقول مع الأسرى الفلسطينيين: مجرمٌ بحق شعبه كل من اعترف بإسرائيل، وذليلٌ كل من يرفض المقاومة طريقاً لتحرير فلسطين، ومغفلٌ كل من يحفظ عهد الغاصبين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية