كتب رياض الأشقر -مختص بشؤون الأسرى
لم نعد نستغرب شيئاً من تصرفات أولئك القابعون على صدور الشعب الفلسطيني بالقوة في الضفة الغربية المحتلة ، فكل شئ عندهم مباح .. أغلقوا الجمعيات الخيرية ومراكز تحفيظ القران ، اختطفوا الآلاف من المقاومين والمجاهدين، وسلموا الكثير منهم إلى الاحتلال، ونتيجة للمعلومات التي يتبرعون بتقديمها إلى الاحتلال اغتيل العشرات من المطلوبين ليس من أبناء حماس فقط ، بل من كافة التنظيمات بما فيهم شرفاء كتائب شهداء الأقصى ومجموعات فرسان الليل ،وبفضل التنسيق الأمني أحبطت العديد من العلميات البطولية ضد الاحتلال، واعتقل الكثير من المقاومين، هذا عدا عن اختطاف النساء الحرائر واقتحام المنازل بعد تكسير الأبواب والشابيك كخفافيش الليل.
أضف إلى ذلك اختطاف الأسرى المحررين بشكل يومي، كرد للجميل وتقديراً لهم على التضحية التي قدموها من اجل الوطن، وأخيراً خرجوا علينا بتقليعة جديدة، تعبر عن مدى الانحطاط الوطني والاخلاقى التى وصلت إليه تلك الزمرة الحاكمة في رام الله ، وهى محاكمة الأسرى في سجون الاحتلال غيابياً وإصدار أحكام لسنوات بحقهم بتهمة الفرار من العدالة !
أي عدالة تلك التي يتحدثون عنها، وان كان ما يمارسونه من خيانة وظلم وإجرام في الضفة الغربية هو العدالة التي يقصدون، فان من اوجب الواجب الفرار من تلك العدالة ، بل أن سجون الاحتلال ارحم من عدالتكم المزعومة .
وهل هذا هو جزاء من أُُعتقل وتعرض للتعذيب في سجون الاحتلال، والغياب خلف القضبان لسنوات، أن تفتح له سجون أبناء جَلدَتَنا، وان يُحاكم قبل أن يقضى فترة محكوميته ويتحرر من سجون الاحتلال، وان تُقتحم بيوتهم ويبلغ ذويهم بأنهم مطلوبين وانه سيتم اعتقالهم فور إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال كما حدث مع عائلة الأسير في سجون الاحتلال مظهر خريس من طولكرم .
ونتساءل هنا من يحاكم من يا طغاة المقاطعة .. هل الخائن يحاكم الشريف؟ ، وهل المنبطح يحاكم المجاهد المناضل؟ وهل بائع الأوطان ، يحاكم الثابتون المرابطون المتثبتون بحقوقهم ومقدساتهم؟، وهل العبيد يحاكمون الأسياد ؟ نحن بالفعل نحيا في زمن الفتن التي تجعل الحليم حيرانا كما اخبرنا صلى الله عليه وسلم .
فإذا كان من محاكمة يجب أن تُنصب موازينها، فيجب أن يكون قضاتها هم المقاومون المجاهدون الذين يملئون سجون الأجهزة الأمنية وسجون الاحتلال، والمتهمون الذين يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة العظمى ،هم قادة وضباط وعناصر الأجهزة سيئة الذكر، التي ارتمت في أحضان الاحتلال، وارتضت أن تكون أداة مطيعة للأعداء لقمع الشرفاء وتكميم الأفواه ،ووقف المقاومة ، حينها يتحقق العدل، ويسود الأمن والأمان .
وهنا أوجه سؤال هام إلى كل الأبواق التي تطل علينا كالبوم في وسائل الإعلام وتدعى بان ممارسات حكومة غزة تعطل المصالحة، وتعزز الانقسام ، وان حماس قتلت المصالحة بالجريمة الكبرى التي اقترفتها بمنع وفد المجلس الثوري لفتح من الخروج من قطاع غزة ، ألا يرى هؤلاء أو يسمعون ما يمارس في الضفة الغربية ،أم أن إصدار أحكام غيابية على أسرى ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال ،واقتحام منازل النواب المختطفين لدى الاحتلال ليلاً ، واختطاف النساء ، وترويع الأمنيين ،وقطع الأرزاق، كل هذا لا يعطل المصالحة .
فإذا كانت المصالحة لا تستطيع أن توقف مثل هذه الممارسات البشعة ، فلا احد يرغب بتلك المصالحة .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية