من يريد انتفاضة!
عماد عفانة هل تشتري "إسرائيل" خرابها بحماقة متطرفيها الذين يرغبون بحصد مزيد من مقاعد الانتخابات القادمة بمزيد من الاعتداءات والانتهاكات والجرائم بحق مقدساتنا واهلنا في الأقصى الطاهر الشريف..!!.
لا شك أن خراب "إسرائيل" وعد من الله وآية في كتابه العزيز ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ( 7 ) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا)، فهل تسير خطانا للتحرير على وقع خطة خراب "اسرائيل" التي ترسمه لنا الآية الكريمة في كتاب الله تعالى..!!
"إسرائيل" هذه الدولة التي شاخت قبل ان تشب أليست تنقذنا – كشعب فلسطيني – من الغرق في أوحال الجدل الداخلي حول الشرعيات الوهمية والسلطة السراب والانقسام المفروض من واشنطن وتل أبيب ، والمفاوضات العبثية، وتمد "إسرائيل" لنا – بمحاولات بنائها لهيكل خرابها- حبال الإنقاذ ..!!.
أليست "إسرائيل" توقظنا على وقع ألم خنجرها المغروس في قلوبنا، وبتدنيسها لمسرى رسول البشرية جمعاء..!!.
الا تعيد "إسرائيل" لنا وللأمة اللاهية في صراعاتها مؤشر البوصلة نحو حقيقة صراعنا، وسبب مشاكلنا ونكباتنا، وطريق خلاصنا ..!!.
ألا تفضح "إسرائيل" وعلى رؤوس الأشهاد أولئك المتسترين بعباءة الوطنية وتبرزهم دورهم الحقيقي والتعاون الأمني المفضوح مع العدو لتمرير جرائمه بحقنا.!!.
أليست "إسرائيل" تفضح كل الرؤساء والملوك والزعماء الذين أصموا آذاننا منذ عشرات السنين وهم يتغنون بفلسطين وبالقدس والقومية العربية والوحدة الإسلامية، ووفائهم وانتمائهم لقضية فلسطين كقضية أولى للأمة العربية، حيث باتت عين العرب في كوباني الكردية ولم يعد في مسرى رسول الله، حيث بات تحرير كوباني الكردية مقدم ألف مرة على تحرير بيت المقدس، وتبين بما لا يدع مجالا للشك هشاشة أنظمتهم الآيلة للسقوط..!!
ألا تفضح "إسرائيل" أولئك الدجالين في دول الغرب الصليبي الذين يتغنون بالقانون الدولي وبحقوق الإنسان الصامتين عن الجرائم الصهيونية المستمرة بحق كل الأعراف الإنسانية والدولية والدينية ..!!.
ألا تعطينا "إسرائيل" الفرصة المرة تلو الأخرى، مرة في الانتفاضة الأولى 1987م، مرة بانتفاضة الأقصى 2000م، وأخرى بالهبة عام 2010م بمحاولاتها إقامتها لهيكل خرابها- لنفض كل مبررات الخنوع والركوع والارتهان لأجندات هذا أو ذلك، والتفوق على خوفنا والتمرد على سجاننا والانطلاق بقوة نحو حريتنا وخلاصنا ...!!
ها هي "إسرائيل" ومرة أخرى تخلص كل قوانا وفصائلنا وأحزابنا الفلسطينية مع قبضة ابناء ديتون في الضفة والقدس المحتلة وتبسط لنا الطريق ممهدا بهيكل خرابها نحو انتفاضة جديدة ولكن بشكل أكثر قوة وأشد بأسا لأنها فرصة ربما لا تتكرر ..!!.
هل اندلعت الانتفاضة بل الثورة من جديد على يد جنرالات الدهس وأبطال الحجارة أولئك العمالقة الأبطال في شوارع القدس المحتلة، وفي أحيائها المقدسة والمستباحة، وها هي وسائل الإعلام المختلفة تساهم في إشعال وامتداد الانتفاضة وتنقل لنا صورا طالما شاهدنها في انتفاضتي 1987م و2000م ، وكأنها تبث صورا من أرشيفها، فهي تستدعي من عقولنا صور العزة والكرامة والمقاومة من جديد ..!!.
هل نجحت حماس أخيرا وكل المتعاطفين معها في القدس المحتلة، وهل نجحت أخيرا الحركة الإسلامية داخل الخط الخضر بقيادة صقر الأقصى رائد صلاح، وهل نجحنا كفلسطينيين في إشعال الانتفاضة مرة أخرى وإعادة بوصلة شعبنا وأمتنا من جديد نحو العدو الذي يغتصب حريتنا وكرامتنا ومقدساتنا وأرضنا وأعراضنا ..!!.
الانتفاضة هل باتت تهمة يقذفها الاحتلال تارة بوجه حماس وتارة بوجه عباس..!!
لكن هل عباس يريد انتفاضة..!!
يقول الاعلام الصهيوني ان ما يبدو في الظاهر انه انتفاضة هو في الحقيقة صراعا على القدس.
وان حركة حماس تشجع على اندلاع الانتفاضة في القدس كي تحافظ على مكانتها في رأس هرم النضال القومي، لتعوض عن الفشل الذي أصابها على امتداد الحدود في غزة.
بيد أن سلطة عباس تعتبر الانتفاضة في القدس أداة سياسية مركزية في الانتفاضة الدبلوماسية التي تديرها ضد "إسرائيل" على الحلبة الدولية".
قد لا يكون الادعاء الصهيوني صحيحا، فسلطة عباس على سبيل المثال لو كانت تريد انتفاضة حقيقية لما واصلت قمعها الخفي والمكشوف لكل مظاهر الاحتجاج الشعبي تضامنا مع اهل القدس واحتجاجا على خطوات تقسيم الاقصى وتهويده...!!
ولو كانت سلطة عباس تريد انتفاضة حقيقية لما واصلت اعتقال المئات من المناضلين والناشطين الذين هم في الحقيقية عصب ووقود أي انتفاضة حقيقية نظرا لتجاربهم السابقة في المواجهة مع الاحتلال في الانتفاضات الماضية..!!
ولو كانت سلطة عباس تريد انتفاضة حقيقية لما وجه عباس خلف الكاميرات الاوامر لأجهزته الامنية بقمع حماس واحباط عمليات المقاومة...!!
أما حماس التي يبدو انها ترغب بحق في اشعال الانتفاضة لا يبدو انها تفعل ما يجب وينبغي لإشعالها.
فحماس مثلا ما زالت تبدوا عاجزة عن زيادة أعداد المشتركين في التظاهرات واعداد المشاركين في المواجهات مع الاحتلال.
كما ان خريطة تحركات حماس وتعبئتها الشعبية لم تشمل بعد توزيعا جغرافيا يطال كافة انحاء الضفة المحتلة وغزة المحاصرة والقدس الملتهبة.
كما لا زالت نسبة الخسائر البشرية الصهيونية ضئيلة جدا قياسا بتلك الخسائر التي كانت تقع في ايام الانتفاضات السابقة.
اضافة الى ان نسبة تسارع العمليات ضد قوات الاحتلال وقطعان المغتصبين ما زالت دون النسبة المطلوبة لقض مضاجع اجهزة الاحتلال الامنية وجرها في اتون مواجهات شعبية في شوارع الضفة للفت أنظار العالم، وتذكية مشاعر الاشمئزاز من "إسرائيل" في الشارع الأوروبي وتعزيز عزلتها السياسية.
ومن هنا بات علينا ان نوجه هذه النداءات الهامة كي لا تفلت منا الفرصة من جديد:
نداء ....نداء ...نداء... إلى كل التواقين إلى الخلاص من نكباتنا، والانطلاق نحو حريتنا، وتفريغ الشحنات التي لا تنتهي من الغضب والكبت إلى صب زيت غضبهم على نار شعلة الانتفاضة الجديدة للانتقال بقضيتنا وبشعبنا إلى مربع الخلاص والحرية والانعتاق من جديد.
نداء ...نداء ...نداء.. إلى كل المقاومين وفي كل الجبهات للانطلاق نحو خنادق المواجهة مع العدو المحتل لضمان ديمومة وتوسع هذه الانتفاضة كي لا تفلت منا الفرصة وكي لا يفوتنا قطار الحرية من جديد.
نداء...نداء....نداء....إلى كل الفلسطينيين في المنافي والشتات، إن شعبنا ينتفض من أجلكم، ومن أجل عودتكم إلى دياركم، وإنهاء غربتكم ، وإنقاذ مقدساتكم، فلتنضموا كل حسب قدرته إلى جهود إشعال وإسناد الانتفاضة، إنها فرصتكم للعودة فلا تضيعوها.
نداء ....نداء....نداء...إلى امتنا العربية وأحرارها وثوارها، قادتها ومثقفيها، رجالها ونسائها، ها هي الانتفاضة تندلع من جديد لغسل عار خنوعكم، ونفض غبار خذلانكم، وتمهيد الطريق من جديد لأخذ دوركم الحقيقي في تحرير أغلى بقعة من وطننا العربي والإسلامي الكبير فماذا أنتم فاعلون..!! هلا أشعلتم مدنكم وقراكم وعواصمكم غضبا وكرامة لطرد سفارات "إسرائيل" وقطع العلاقات المباشرة وغير المباشرة معه، ولتحشيد الأمة خلف جنرالاتنا الذين يخوضون غمار المواجهة مع العدو الصهيوني نيابة عنكم..!!
نداء...نداء...نداء.. إلى أمتنا الإسلامية الممتدة عبر بقاع العالم الواسع، إلى أحرارها وثوارها، إلى أتباع نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، الانتفاضة تشتعل غضبا من أجل مسرى نبيكم وقبلتكم الأولى، فماذا أنتم فاعلون..!!
وهل ستكتفون بالتفرج علينا وذرف دموع الحزن والتضامن ..!!
هلا نزلتم إلى شوارع مدنكم وقراكم لتشعلوا فينا نار الثورة من جديد..!!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية