منسق كتلة "بيرزيت": جادون بتشكيل مجلس وحدوي وأولويتنا خدمة الطلبة
أكد عبد الرحمن حمدان، منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت الفائزة في انتخابات مجلس الطلبة، أنهم جادون في تشكيل مجلس وحدوي على قاعدة التمثيل النسبي رغم إمكانية تشكيل مجلس منفرد، بهدف ترسيخ مبدأ الوحدة ووقف مبدأ التفرد الذي كان سائداً في الفترة السابقة.
وقال حمدان في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الكتلة ستعمل على ترسيخ العمل الوحدوي المشترك مع الكتل الطلابية كافة، وتسعى لتقديم نموذج يحتذى به في الوحدة والعمل المشترك الهادف لخدمة الطلبة والمجتمع.
ورأى أن فوز الكتلة الكبير، بمثابة إيمان بنهج وبرنامج المقاومة، مقابل النهج التفاوضي والتنسيق الأمني الذي ثبت فشله، لافتاً إلى أن هذا هو الفوز الأول منذ عام 2007.
وقال إن النتائج تدلل على أن الشعب الفلسطيني عامة، وفئة الشباب خاصة؛ مع خيار المقاومة وخيار "القسام"، ومع حركة "حماس" ونهجها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق واستردادها.
وأشار إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة والمعطيات المتوفرة لديهم عن الحراك الطلابي في الجامعات، تظهر أن أبناء الكتلة استعادوا عافيتهم وكسروا حاجز الخوف، وباتوا قادرين على التقدم والفوز كما حصل في البوليتكنك وبيرزيت.
وأكد أنهم جاهزون للفوز حال جرت الانتخابات في جامعات أخرى كجامعة النجاح التي كشف أن الانتخابات أجّلت فيها تحسباً من فوز مرتقب للكتلة.
وعما إذا كان فوز الكتلة الإسلامية يعكس توفر أجواء الحريات في الضفة، أكد أن أبناء الكتلة يعملون في ظل ظروف صعبة وهجمة مزدوجة من الاحتلال والسلطة، لافتاً إلى وجود أكثر من 35 أخًا من قيادات الكتلة وكوادرها معتقلين في سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اعتقلت رئيس اللجنة التحضيرية للكتلة الإسلامية، عمر الكسواني، خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى، ناهيك عن العديد من التهديدات المتواصلة لأبناء السنة الأولى والثانية.
وذكر أنه تعرض شخصياً ثلاث أو أربع مرات للاعتقال، فضلاً عن الاستدعاء عدة مرات، كما تعرض زميله مصعب زلوم الذي تحدث في المناظرة الطلابية للاستدعاء والاعتقال، ومؤخراً تعرض لإطلاق النار على باب الجامعة.
وشدد على أن الكتلة تجاوزت كل هذه الضغوط والملاحقات وحققت هذا الفوز، وستجعل أولويتها خدمة الطلبة وتحقيق مطالبهم ورفع مستوى التنسيق والوحدة الطلابية مع التمثيل الأمين لمطالب الطلبة.
وفيما يلي نص المقابلة:
بداية.. برأيك ما هي أهمية هذه النتائج بالنسبة لكم؟
أولا نحمد الله تعالى على هذا الفوز الكبير، وحقيقة نحن نرى أنه نصر لجميع من يتبني خيار المقاومة، وهو أول فوز للكتلة بعد عام 2007، حينما حصلت الكتلة على 22 مقعدا، والشبيبة على 21 مقعدا.. كما أن هذا الفوز جاء بفضل الله ثم بجهود أبناء الكتلة وبناتها، بالإضافة إلى جميع المناصرين المؤمنين بخيار الكتلة الإسلامية، والذين نقدم لهم أسمى آيات الشكر والتقدير.. أيضا نحن على يقين أن كل طالب انتخب الكتلة الإسلامية فهو صوت لمشروعها النقابي، وصوت أيضاً لنهج حركة حماس وبرنامج المقاومة.
كيف يمكن أن تقرأ نتائج هذه الانتخابات؟ وخاصة أن هذه المرة الأولى التي تحقق فيها الكتلة فوزا بهذا الحجم على الشبيبة في بيرزيت بالتحديد؟
هذا الفوز الذي حققته كتلة الوفاء الإسلامية له دلالات عديدة؛ أولها أن الشعب الفلسطيني عامة، وفئة الشباب خاصة؛ مع خيار المقاومة وخيار "القسام"، ومع حركة "حماس" ونهجها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق واستردادها.
وهذا الفوز يدل أيضا على رفض الشارع الفلسطيني لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وكذلك رفض المشاريع القائمة على المفاوضات، التي لم يجلب للشعب الفلسطيني إلا الذل والعار. واليوم الطلبة قالوا بلسان الشارع الفلسطيني إنهم لا يقبلون أن يكونوا تحت أحذية الاحتلال، وإنهم اختاروا دعم المقاومة.
كما أن هذا الفوز يقدم رسالة قوية مفادهها أن كل ما بذل من جهود مضنية طوال السنوات الماضية لمحاولة اجتثاث واستصال الحركة الإسلامية بالضفة باءت بالفشل الذريع، وأن الحركة الإسلامية باقية على هذه الأرض المقدسة لتحريرها وتعميرها، فهي جزء أصيل منها، وستبقى بإذن الله.
ولكن هناك من يشكك في المدلولات السياسية لهذا الفوز، ويعزوه للتعثر الذي تمر به الشبيبة الفتحاوية؟
هذا الطرح في التحليل هو تسطيح للفوز الكبير؛ فمعنى أن تفوز يعني أنك متقدم بذاتك، وأن الجمهور مقتنع بك وبما تقدمه، وهذا ملموس وواقع تقدمه الكتلة الإسلامية على المستوى الطلابي والنقابي، وحركة حماس في الجانب السياسي، وكتائب القسام في الجانب العسكري.
والحقيقة التي يعلمها الجميع أيضا، أن الجامعات هي من تقود الحراك الثوري، وتؤثر في تحرك الشارع الفلسطيني، ونتائج الانتخابات الجامعية تعكس توجهات هذا الشعب.. وبحمد الله الطلبة انتخبوا الكتلة على مشروعها النقابي داخل الجامعي، وكذلك توجهها ونهجها السياسي والمقاوم، الذي تعبر عنه حركة "حماس" باعتبار الكتلة امتدادًا لها كإطار طلابي.
ماذا يتوفر لديكم عن مؤشرات عامة متعلقة بالانتخابات الطلابية وتقدم الكتلة الإسلامية فيها بالضفة؟
قبل أيام كانت نتائج "البوليتكنيك" في الخليل، وهناك تقدم ملموس في كل الجامعات، وهو يعني تقدمًا لحركة حماس، ونسأل الله عز وجل أن تستكمل الانتخابات في باقي الجامعات، ونحن لدينا ثقة أن الكتلة الإسلامية قادرة على تحقيق التقدم والفوز، وأن يكون التوفيق حليفها، بالرغم من أن بعض إدارات الجامعات ترفض الانتخابات لصالح الشبيبة.
هل يوجد أمثلة محددة لذلك؟
نعم، مثلاً في جامعة النجاح هناك تعطيل للانتخابات تحت حجج واهية غير مبررة.. والكتلة الإسلامية أكدت جاهزيتها لهذه الانتخابات عبر عدة بيانات، رغم الواقع الاستثنائي الذي تعيشه الضفة، والتأجيل يجري تحت ذرائع وحجج مختلفة في ظل الاستشعار بإمكانية فوز الكتلة.
هل هذا يعني أن شباب حماس في الضفة كسروا حاجز الخوف الذي فرضته السلطة على مدار السنوات الماضية؟
بالتأكيد، من رأى جامعة بيرزيت بالأمس يرى غالبية الطلبة يرتدون وشاح الكتلة الإسلامية؛ ما يدل على أنهم تجاوزا هذا الخوف رغم الملاحقات ورغم الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الكتلة من الاحتلال والأجهزة الأمنية.. واليوم بحمد الله نقول عادت الكتلة الإسلامية أقوى مما كانت عليه، بفضل الله عز وجل.
هناك من يعدّ فوز الكتلة الإسلامية دليلا على توفر الأجواء الديمقراطية وأفق الحرية في الضفة الغربية، ما حقيقة ذلك؟
الكتلة الإسلامية فازت في الانتخابات في ظل وجود أكثر من 35 أخًا من قيادات وكوادر الكتلة معتقلين في سجون الاحتلال، وكذلك الحملة من أجهزة السلطة، فقبل شهر من الآن اعتقلت الأجهزة الأمنية رئيس اللجنة التحضيرية عن الكتلة الإسلامية، عمر الكسواني، خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى، وبقي معتقلاً لمدة يومين، ناهيك عن العديد من التهديدات المتواصلة لأبناء السنة الأولى والثانية بأنهم إن لم ينتخبوا الشبيبة سيتم اعتقالهم وسيحرمون من الوظائف عند تخرجهم، وكذلك تهديد الطلبة بأنهم سيلاقون معيقات على المعابر والحواجز، ولكن بفضل الله ومن ثم همة الطلبة من أبناء الكتلة وبناتها ومناصريهم استطاعت الكتلة أن تكسر هذا الحاجز وتحقق الفوز.
هذا يعني أنكم واجهتم الكثير من الضغوط خلال عملكم الطلابي والنقابي؟
الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، كما كل الجامعات الفلسطينية بالضفة؛ تعرضت لهجمة شرسة من قوات الاحتلال من جهة، وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية من جهة أخرى، تمثلت في المضايقات والملاحقات والاعتقالات، وقبل فترة قامت قوات الاحتلال باقتحام الجامعة، ومصادرة كافة الرايات والأغراض التي تخص الكتلة الاسلامية، ومع ذلك كنا نتجاوز كل هذه المحاولات التعطيلية ونتغلب عليها بفضل الله، وأشرنا لاعتقال الأخ عمر الكسواني والتهديدات، وكذلك بعض المضايقات بعد الفوز حيث تم التحريض ومضايقة المحتفلين والاعتداء على بعضهم.
هل يوجد حالياً معتقلون من أبناء الكتلة في سجون السلطة ؟
بفضل الله لا يوجد حالياً معتقلون، وعملياً هم لا يمارسون عادةً اعتقالات قبل الانتخابات مباشرة؛ لأنه يكون لها مردود سلبي عليهم؛ ونسأل الله ألا تحدث اعتقالات لاحقاً في الأيام القادمة، وفي ظل هذه الأحوال الكتلة باقية وفي أحلك الظروف رجال وقت الشدائد وستكون عند قدر المسؤولية والأمانة والثقة التي حملهم إياها الطلبة.
لو أردنا أن نتحدث عنك شخصياً لقياس حجم الضغط والملاحقة الذي يتعرض له أعضاء الكتلة وممثلوها، هل تعرضت للاعتقال والملاحقة؟
تعرضت للاعتقال من أجهزة السلطة 3 أو 4 مرات، كذلك تم استدعائي عدة مرات، وأصابني "ديسك" في ظهري جراء الاعتقال.
وماذا عن الأخ مصعب زلوم الذي تحدث باسم الكتلة الإسلامية خلال المناظرة الطلابية؟
تعرض للاستدعاء عدة مرات، وتم اعتقاله وهو يقوم بنشاط للطلبة في السكن الجامعي، وأطلقت عليه النار على باب الجامعة بعد مهرجان الكتلة الإسلامية في الذكرى 27 لانطلاقة حركة حماس.
لاحظنا أن غزة كانت حاضرة بقوة في الدعاية الانتخابية فأنتم ركزتم على مقاومتها وبطولتها، فيما ركزت الشبيبة على الإطار السلبي لغزة وحكم حماس كيف كانت نظرة الطلبة لهذين الإطارين؟
نتائج الانتخابات خير مؤشر على اتجاهات الطلبة؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الطلبة يسيرون خلف المقاومة ويرفضون العيش تحت بساطير الاحتلال، ويرفضون فكرة التنسيق الأمني "المقدس"، وأن المقدس هو المقاومة.
نعلم أن هناك قيودًا على حركة المال في الضفة فكيف تتغلبون على ذلك في ظل متطلبات العمل؟
كما قلت لك نحن نتعرض للاعتقال والملاحقات منذ بداية عملنا، ولكن الكتلة لديها رجال يعملون وقت الشدائد يتغلبون على كل المشاكل بفضل الله وتوفيقه.
أثارت مشاركة أخوات غير محجبات في فعاليات الكتلة موجة من الهجوم خاصة من حركة فتح، كيف قرأتم ذلك؟
الكتلة الإسلامية كانت وستبقى منفتحة على الجميع، وتعمل مع ومن أجل الجميع، وفق برنامج نقابي واضح، وكذلك هي تتبنى نهجا سياسيا واضحا مرتبطا بالمقاومة، وهذا النهج يستقطب تأييد المجتمع بشرائحه وفئاته المختلفة، ومن هنا جاء تهجم فتح على الأخت التي أيدت الكتلة وحملت الراية؛ لأنهم أدركوا أن فئات متعددة من المجتمع أيدوا نهج الكتلة ونهج حماس، وأن ذلك مؤشر لحال الشرائح الاجتماعية المختلفة في المجتمع بغض النظر عن دينها أو مدى التزامها الديني، فهي ترى في حركة حماس الحاضنة وصاحبة المشروع الوطني.
لوحظ أنكم أشركتم جميع الكتل في احتفال الفوز، فما هي رسالتكم من ذلك؟ وأولوياتكم للمرحلة المقبلة؟
بالتأكيد أشركنا الجميع وسادت أجواء ديمقراطية، وأفردنا لكل كتلة شاركت في الانتخابات أو لم تشارك مساحة من الوقت وكلمة في مهرجان الاحتفال بالفوز، ومما يلفت الانتباه إلى أن الجميع يتبنى في حديثه نهج وخيار المقاومة، ونحن بدورنا نتمنى أن ينعكس ذلك على خطابهم في الخارج، ونحن نريد أن نقول إننا نعمل بروح وحدوية بعيداً عن الإقصاء والتفرد.
وبالنسبة للأولويات هناك العديد من القضايا والمشاكل الطلابية التي سنعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بالتعاون مع الجميع، مثل مشكلة الديون المتراكمة على الطلبة، والتسجيل الفصلي.. وغيرها.
كما سنعمل على ترسيخ العمل الوحدوي المشترك مع الكتل الطلابية كافة، ونحن نقدر أن الكتل الطلابية اتصلت مهنئة بالفوز، ونأمل أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي، وأن تسود أجواء الوحدة الوطنية، وأن نكون نموذجا يحتذى به في الوحدة والعمل المشترك الهادف لخدمة أبناء شعبنا وجامعتنا.
هل هذا يعني أنكم جادون في تشكيل مجلس موحد رغم تمتعكم بإمكانية تشكيله منفردين؟
الكتلة نادت بالتمثيل النسبي، والكتلة تستطيع أن تشكل المجلس منفردة هذا العام، ولكننا نأبي إلا أن نرسخ مبدأ الوحدة لنوقف مبدأ التفرد الذي كان سائداً في الفترة السابقة، وبناءً على ذلك سنعمل بالتعاون مع كافة الأطر الطلابية في الجامعة على تشكيل مجلس طلاب وحدوي نسبي يضم كافة الأطر، ونترقب أن يجري الإعلان عن رئيس مجلس الطلبة خلال الأيام القادمة، في حين أننا أعلنا أن الرئيس الفخري للمجلس هو الأسير بلال البرغوثي وفاءً واعتزازاً.
أكد عبد الرحمن حمدان، منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت الفائزة في انتخابات مجلس الطلبة، أنهم جادون في تشكيل مجلس وحدوي على قاعدة التمثيل النسبي رغم إمكانية تشكيل مجلس منفرد، بهدف ترسيخ مبدأ الوحدة ووقف مبدأ التفرد الذي كان سائداً في الفترة السابقة.
وقال حمدان في مقابلة خاصة مع "المركز الفلسطيني للإعلام" إن الكتلة ستعمل على ترسيخ العمل الوحدوي المشترك مع الكتل الطلابية كافة، وتسعى لتقديم نموذج يحتذى به في الوحدة والعمل المشترك الهادف لخدمة الطلبة والمجتمع.
ورأى أن فوز الكتلة الكبير، بمثابة إيمان بنهج وبرنامج المقاومة، مقابل النهج التفاوضي والتنسيق الأمني الذي ثبت فشله، لافتاً إلى أن هذا هو الفوز الأول منذ عام 2007.
وقال إن النتائج تدلل على أن الشعب الفلسطيني عامة، وفئة الشباب خاصة؛ مع خيار المقاومة وخيار "القسام"، ومع حركة "حماس" ونهجها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق واستردادها.
وأشار إلى أن نتائج الانتخابات الأخيرة والمعطيات المتوفرة لديهم عن الحراك الطلابي في الجامعات، تظهر أن أبناء الكتلة استعادوا عافيتهم وكسروا حاجز الخوف، وباتوا قادرين على التقدم والفوز كما حصل في البوليتكنك وبيرزيت.
وأكد أنهم جاهزون للفوز حال جرت الانتخابات في جامعات أخرى كجامعة النجاح التي كشف أن الانتخابات أجّلت فيها تحسباً من فوز مرتقب للكتلة.
وعما إذا كان فوز الكتلة الإسلامية يعكس توفر أجواء الحريات في الضفة، أكد أن أبناء الكتلة يعملون في ظل ظروف صعبة وهجمة مزدوجة من الاحتلال والسلطة، لافتاً إلى وجود أكثر من 35 أخًا من قيادات الكتلة وكوادرها معتقلين في سجون الاحتلال.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اعتقلت رئيس اللجنة التحضيرية للكتلة الإسلامية، عمر الكسواني، خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى، ناهيك عن العديد من التهديدات المتواصلة لأبناء السنة الأولى والثانية.
وذكر أنه تعرض شخصياً ثلاث أو أربع مرات للاعتقال، فضلاً عن الاستدعاء عدة مرات، كما تعرض زميله مصعب زلوم الذي تحدث في المناظرة الطلابية للاستدعاء والاعتقال، ومؤخراً تعرض لإطلاق النار على باب الجامعة.
وشدد على أن الكتلة تجاوزت كل هذه الضغوط والملاحقات وحققت هذا الفوز، وستجعل أولويتها خدمة الطلبة وتحقيق مطالبهم ورفع مستوى التنسيق والوحدة الطلابية مع التمثيل الأمين لمطالب الطلبة.
وفيما يلي نص المقابلة:
بداية.. برأيك ما هي أهمية هذه النتائج بالنسبة لكم؟
أولا نحمد الله تعالى على هذا الفوز الكبير، وحقيقة نحن نرى أنه نصر لجميع من يتبني خيار المقاومة، وهو أول فوز للكتلة بعد عام 2007، حينما حصلت الكتلة على 22 مقعدا، والشبيبة على 21 مقعدا.. كما أن هذا الفوز جاء بفضل الله ثم بجهود أبناء الكتلة وبناتها، بالإضافة إلى جميع المناصرين المؤمنين بخيار الكتلة الإسلامية، والذين نقدم لهم أسمى آيات الشكر والتقدير.. أيضا نحن على يقين أن كل طالب انتخب الكتلة الإسلامية فهو صوت لمشروعها النقابي، وصوت أيضاً لنهج حركة حماس وبرنامج المقاومة.
كيف يمكن أن تقرأ نتائج هذه الانتخابات؟ وخاصة أن هذه المرة الأولى التي تحقق فيها الكتلة فوزا بهذا الحجم على الشبيبة في بيرزيت بالتحديد؟
هذا الفوز الذي حققته كتلة الوفاء الإسلامية له دلالات عديدة؛ أولها أن الشعب الفلسطيني عامة، وفئة الشباب خاصة؛ مع خيار المقاومة وخيار "القسام"، ومع حركة "حماس" ونهجها، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لانتزاع الحقوق واستردادها.
وهذا الفوز يدل أيضا على رفض الشارع الفلسطيني لنهج التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني، وكذلك رفض المشاريع القائمة على المفاوضات، التي لم يجلب للشعب الفلسطيني إلا الذل والعار. واليوم الطلبة قالوا بلسان الشارع الفلسطيني إنهم لا يقبلون أن يكونوا تحت أحذية الاحتلال، وإنهم اختاروا دعم المقاومة.
كما أن هذا الفوز يقدم رسالة قوية مفادهها أن كل ما بذل من جهود مضنية طوال السنوات الماضية لمحاولة اجتثاث واستصال الحركة الإسلامية بالضفة باءت بالفشل الذريع، وأن الحركة الإسلامية باقية على هذه الأرض المقدسة لتحريرها وتعميرها، فهي جزء أصيل منها، وستبقى بإذن الله.
ولكن هناك من يشكك في المدلولات السياسية لهذا الفوز، ويعزوه للتعثر الذي تمر به الشبيبة الفتحاوية؟
هذا الطرح في التحليل هو تسطيح للفوز الكبير؛ فمعنى أن تفوز يعني أنك متقدم بذاتك، وأن الجمهور مقتنع بك وبما تقدمه، وهذا ملموس وواقع تقدمه الكتلة الإسلامية على المستوى الطلابي والنقابي، وحركة حماس في الجانب السياسي، وكتائب القسام في الجانب العسكري.
والحقيقة التي يعلمها الجميع أيضا، أن الجامعات هي من تقود الحراك الثوري، وتؤثر في تحرك الشارع الفلسطيني، ونتائج الانتخابات الجامعية تعكس توجهات هذا الشعب.. وبحمد الله الطلبة انتخبوا الكتلة على مشروعها النقابي داخل الجامعي، وكذلك توجهها ونهجها السياسي والمقاوم، الذي تعبر عنه حركة "حماس" باعتبار الكتلة امتدادًا لها كإطار طلابي.
ماذا يتوفر لديكم عن مؤشرات عامة متعلقة بالانتخابات الطلابية وتقدم الكتلة الإسلامية فيها بالضفة؟
قبل أيام كانت نتائج "البوليتكنيك" في الخليل، وهناك تقدم ملموس في كل الجامعات، وهو يعني تقدمًا لحركة حماس، ونسأل الله عز وجل أن تستكمل الانتخابات في باقي الجامعات، ونحن لدينا ثقة أن الكتلة الإسلامية قادرة على تحقيق التقدم والفوز، وأن يكون التوفيق حليفها، بالرغم من أن بعض إدارات الجامعات ترفض الانتخابات لصالح الشبيبة.
هل يوجد أمثلة محددة لذلك؟
نعم، مثلاً في جامعة النجاح هناك تعطيل للانتخابات تحت حجج واهية غير مبررة.. والكتلة الإسلامية أكدت جاهزيتها لهذه الانتخابات عبر عدة بيانات، رغم الواقع الاستثنائي الذي تعيشه الضفة، والتأجيل يجري تحت ذرائع وحجج مختلفة في ظل الاستشعار بإمكانية فوز الكتلة.
هل هذا يعني أن شباب حماس في الضفة كسروا حاجز الخوف الذي فرضته السلطة على مدار السنوات الماضية؟
بالتأكيد، من رأى جامعة بيرزيت بالأمس يرى غالبية الطلبة يرتدون وشاح الكتلة الإسلامية؛ ما يدل على أنهم تجاوزا هذا الخوف رغم الملاحقات ورغم الهجمة الشرسة التي تعرضت لها الكتلة من الاحتلال والأجهزة الأمنية.. واليوم بحمد الله نقول عادت الكتلة الإسلامية أقوى مما كانت عليه، بفضل الله عز وجل.
هناك من يعدّ فوز الكتلة الإسلامية دليلا على توفر الأجواء الديمقراطية وأفق الحرية في الضفة الغربية، ما حقيقة ذلك؟
الكتلة الإسلامية فازت في الانتخابات في ظل وجود أكثر من 35 أخًا من قيادات وكوادر الكتلة معتقلين في سجون الاحتلال، وكذلك الحملة من أجهزة السلطة، فقبل شهر من الآن اعتقلت الأجهزة الأمنية رئيس اللجنة التحضيرية عن الكتلة الإسلامية، عمر الكسواني، خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى، وبقي معتقلاً لمدة يومين، ناهيك عن العديد من التهديدات المتواصلة لأبناء السنة الأولى والثانية بأنهم إن لم ينتخبوا الشبيبة سيتم اعتقالهم وسيحرمون من الوظائف عند تخرجهم، وكذلك تهديد الطلبة بأنهم سيلاقون معيقات على المعابر والحواجز، ولكن بفضل الله ومن ثم همة الطلبة من أبناء الكتلة وبناتها ومناصريهم استطاعت الكتلة أن تكسر هذا الحاجز وتحقق الفوز.
هذا يعني أنكم واجهتم الكثير من الضغوط خلال عملكم الطلابي والنقابي؟
الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، كما كل الجامعات الفلسطينية بالضفة؛ تعرضت لهجمة شرسة من قوات الاحتلال من جهة، وأجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية من جهة أخرى، تمثلت في المضايقات والملاحقات والاعتقالات، وقبل فترة قامت قوات الاحتلال باقتحام الجامعة، ومصادرة كافة الرايات والأغراض التي تخص الكتلة الاسلامية، ومع ذلك كنا نتجاوز كل هذه المحاولات التعطيلية ونتغلب عليها بفضل الله، وأشرنا لاعتقال الأخ عمر الكسواني والتهديدات، وكذلك بعض المضايقات بعد الفوز حيث تم التحريض ومضايقة المحتفلين والاعتداء على بعضهم.
هل يوجد حالياً معتقلون من أبناء الكتلة في سجون السلطة ؟
بفضل الله لا يوجد حالياً معتقلون، وعملياً هم لا يمارسون عادةً اعتقالات قبل الانتخابات مباشرة؛ لأنه يكون لها مردود سلبي عليهم؛ ونسأل الله ألا تحدث اعتقالات لاحقاً في الأيام القادمة، وفي ظل هذه الأحوال الكتلة باقية وفي أحلك الظروف رجال وقت الشدائد وستكون عند قدر المسؤولية والأمانة والثقة التي حملهم إياها الطلبة.
لو أردنا أن نتحدث عنك شخصياً لقياس حجم الضغط والملاحقة الذي يتعرض له أعضاء الكتلة وممثلوها، هل تعرضت للاعتقال والملاحقة؟
تعرضت للاعتقال من أجهزة السلطة 3 أو 4 مرات، كذلك تم استدعائي عدة مرات، وأصابني "ديسك" في ظهري جراء الاعتقال.
وماذا عن الأخ مصعب زلوم الذي تحدث باسم الكتلة الإسلامية خلال المناظرة الطلابية؟
تعرض للاستدعاء عدة مرات، وتم اعتقاله وهو يقوم بنشاط للطلبة في السكن الجامعي، وأطلقت عليه النار على باب الجامعة بعد مهرجان الكتلة الإسلامية في الذكرى 27 لانطلاقة حركة حماس.
لاحظنا أن غزة كانت حاضرة بقوة في الدعاية الانتخابية فأنتم ركزتم على مقاومتها وبطولتها، فيما ركزت الشبيبة على الإطار السلبي لغزة وحكم حماس كيف كانت نظرة الطلبة لهذين الإطارين؟
نتائج الانتخابات خير مؤشر على اتجاهات الطلبة؛ وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الطلبة يسيرون خلف المقاومة ويرفضون العيش تحت بساطير الاحتلال، ويرفضون فكرة التنسيق الأمني "المقدس"، وأن المقدس هو المقاومة.
نعلم أن هناك قيودًا على حركة المال في الضفة فكيف تتغلبون على ذلك في ظل متطلبات العمل؟
كما قلت لك نحن نتعرض للاعتقال والملاحقات منذ بداية عملنا، ولكن الكتلة لديها رجال يعملون وقت الشدائد يتغلبون على كل المشاكل بفضل الله وتوفيقه.
أثارت مشاركة أخوات غير محجبات في فعاليات الكتلة موجة من الهجوم خاصة من حركة فتح، كيف قرأتم ذلك؟
الكتلة الإسلامية كانت وستبقى منفتحة على الجميع، وتعمل مع ومن أجل الجميع، وفق برنامج نقابي واضح، وكذلك هي تتبنى نهجا سياسيا واضحا مرتبطا بالمقاومة، وهذا النهج يستقطب تأييد المجتمع بشرائحه وفئاته المختلفة، ومن هنا جاء تهجم فتح على الأخت التي أيدت الكتلة وحملت الراية؛ لأنهم أدركوا أن فئات متعددة من المجتمع أيدوا نهج الكتلة ونهج حماس، وأن ذلك مؤشر لحال الشرائح الاجتماعية المختلفة في المجتمع بغض النظر عن دينها أو مدى التزامها الديني، فهي ترى في حركة حماس الحاضنة وصاحبة المشروع الوطني.
لوحظ أنكم أشركتم جميع الكتل في احتفال الفوز، فما هي رسالتكم من ذلك؟ وأولوياتكم للمرحلة المقبلة؟
بالتأكيد أشركنا الجميع وسادت أجواء ديمقراطية، وأفردنا لكل كتلة شاركت في الانتخابات أو لم تشارك مساحة من الوقت وكلمة في مهرجان الاحتفال بالفوز، ومما يلفت الانتباه إلى أن الجميع يتبنى في حديثه نهج وخيار المقاومة، ونحن بدورنا نتمنى أن ينعكس ذلك على خطابهم في الخارج، ونحن نريد أن نقول إننا نعمل بروح وحدوية بعيداً عن الإقصاء والتفرد.
وبالنسبة للأولويات هناك العديد من القضايا والمشاكل الطلابية التي سنعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها، بالتعاون مع الجميع، مثل مشكلة الديون المتراكمة على الطلبة، والتسجيل الفصلي.. وغيرها.
كما سنعمل على ترسيخ العمل الوحدوي المشترك مع الكتل الطلابية كافة، ونحن نقدر أن الكتل الطلابية اتصلت مهنئة بالفوز، ونأمل أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي، وأن تسود أجواء الوحدة الوطنية، وأن نكون نموذجا يحتذى به في الوحدة والعمل المشترك الهادف لخدمة أبناء شعبنا وجامعتنا.
هل هذا يعني أنكم جادون في تشكيل مجلس موحد رغم تمتعكم بإمكانية تشكيله منفردين؟
الكتلة نادت بالتمثيل النسبي، والكتلة تستطيع أن تشكل المجلس منفردة هذا العام، ولكننا نأبي إلا أن نرسخ مبدأ الوحدة لنوقف مبدأ التفرد الذي كان سائداً في الفترة السابقة، وبناءً على ذلك سنعمل بالتعاون مع كافة الأطر الطلابية في الجامعة على تشكيل مجلس طلاب وحدوي نسبي يضم كافة الأطر، ونترقب أن يجري الإعلان عن رئيس مجلس الطلبة خلال الأيام القادمة، في حين أننا أعلنا أن الرئيس الفخري للمجلس هو الأسير بلال البرغوثي وفاءً واعتزازاً.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية