منظمة التحرير.. الشرعية والتمثيل
منذ نحو أربعة عقود ومنظمة التحرير الفلسطينية متمسكة باعتراف جامعة الدول العربية بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن كل شيء تغير خلال الفترة الزمنية تلك وما قبلها، وأهم المتغيرات هو احتلال "إسرائيل" لباقي فلسطين، حيث إن المنظمة وجدت لتحرير المناطق المحتلة عام 1948، وليس من أجل إقامة دولة في الضفة الغربية وغزة، أما آخر المتغيرات فهي الثورة العربية التي أسقطت بعض الأنظمة التي منحت المنظمة شرعية لا تملكها لنفسها، فغالبية الأنظمة العربية فاقدة للشرعية، وفاقد الشيء لا يعطيه.
الانقسام الفلسطيني ما بين الضفة وغزة فرض واقعًا جديدا لا يمكن لأية جهة تجاهله، فتمثيل الشعب الفلسطيني في أراضي السلطة الفلسطينية يستلزم الوحدة الداخلية، ولا يمكن أن ندعي أننا موحدون أمام العالم في إطار منظمة التحرير، ولدينا حكومة في غزة وآخرى في رام الله والعلاقات بين الطرفين غير ودية على الإطلاق.
تمثيل الشعب الفلسطيني يعني تمثيل من هم في القدس والضفة وغزة، وكذلك المناطق المحتلة عام 1948 ومن هم خارج فلسطين، تمثيل الشعب الفلسطيني يعني تمثيل الكل الفلسطيني فهل تعترف الأنظمة العربية والدول التي تتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية بشمولية تمثيل منظمة التحرير؟.
أعتقد أن اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية وبشرعية تمثيلها وبقائها على ما هي عليه الآن لم ولن يغير في مسار القضية الفلسطينية، ولذلك فإن معظم الشعب الفلسطيني سيقبل بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن بعد بث الروح فيها ومنحها تلك القوة التمثيلية بشكل حقيقي، أي بعد إجراء انتخابات لمجلسها الوطني ولجانها المختلفة يشارك فيها كافة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بكافة فصائله وأحزابه وتوجهاته، وقبل ذلك التوافق على نظامها الداخلي وإعادة ترتيب مؤسساتها ودوائرها المختلفة.
ختامًا، فإننا نؤكد بأن تمثيل الشعب الفلسطيني لا يتجزأ ويعني الالتزام بالثوابت والدفاع عن كافة الحقوق الفلسطينية، فمن يريد تمثيل شعبنا في داخل المناطق المحتلة عام 1948 عليه التمسك بحق الأجيال اللاحقة في تحريرها في حال وجود حلول سياسية مؤقتة لإقامة دولة في حدود 1967، وهذا يعني عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال لتلك المناطق، وتمثيل شعبنا في الخارج يعني الالتزام بحق عودة جميع اللاجئين وذريتهم إلى أراضيهم وبيوتهم التي أخرجوا منها، أما تمثيل أهالي الضفة وغزة والقدس فهو يعني الكثير من الواجبات والالتزامات الآجلة والعاجلة، أقلها إعادة اللحمة ووحدة الصف الفلسطيني من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتجددة، وأعتقد أن ما ذكرته هو من الأمور التي نصت وأكدت عليها وثيقة الوفاق الوطني 2006 (وثيقة الأسرى) التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية