في نفس السياق، كشفت الصحيفة العبريّة في عددها الصادر أمس النقاب عن أنّ موقع الشرطة الإسرائيليّة على شبكة الإنترنت مليء بالشتائم والعبارات البذيئة جدًا ضدّ العرب والمسلمين، وأوردت الصحيفة عدّة أمثلة على ما يتضمنه الموقع، منها، على سبيل الذكر لا الحصر: إننّا نقود العرب والمسلمين من أنوفهم، كلنّا أمل أنْ يكون القتيل الذي سقط يوم النكبة هو فقط البداية، ويجب أنْ نرش العرب والمسلمين مثل الصراصير، وبالنسبة لنا كل مسلم يتم قتله هو عيد لنا.
ولفتت الصحيفة العبريّة إلى أنّ هذه العبارات والمصطلحات النابيّة بحق العرب والمسلمين نُشرت من قبل متصفحين إسرائيليين يهود بأسمائهم وصورهم الكاملة، ولم تُكلّف الشرطة نفسها عناء شطب هذه العبارات العنصريّة المتطرفة.
وزعمت الشرطة في ردها على توجه الصحيفة قائلة على لسان ناطقها الرسميّ إنّ المسؤولين عن الموقع يقومون بشكل دائم بمحو وشطب العبارات النابية والبذيئة، وأنّ ما حدث ما هو إلا عبارة عن خطأ، ليس أكثر، على حد قوله.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ صفحة الفيسبوك التابعة لشرطة إسرائيل تضم أكثر من 43 متصفحا ومشاركًا، وتستعملها الشرطة لتزويد المواطنين بمعلومات عن أزمات السير في شوارع الدولة العبريّة، وحتى تستعمل الصفحة من أجل إبلاغ المتصفحين بعمليّات تُسمى إسرائيليا بالعمليات الأمنيّة، وأشارت الصحيفة إلى أنّه عندما تنشر الشرطة معلومات أمنيّة في الصفحة فإنّ النقاش بين المشاركين يتحوّل إلى نقاش عنصريّ وتبادل الشتائم، ولفتت الصحيفة إلى أنّ عنف المواطن الإسرائيليّ ليس جديدًا، ولكن ما يثير الاستغراب والدهشة، على حد تعبيرها، أنّ الشرطة المسؤولة عن فرض القانون والأمن لا تقوم بشطب العبارات النابيّة والشتائم البذيئة، إذ أنّ هذه الأمور تبقى على الصفحة لمدة زمنيّة طويلة.
وفي حديثها مع محامٍ إسرائيلي مختص في شؤون الإنترنت قال إن هناك العديد من القرارات التي أصدرتها المحاكم الإسرائيليّة، ولكنّ الأمر لم يصل حتى الآن إلى المحكمة العليا الإسرائيليّة، ولذلك فإن هذه القرارات غير ملزمة، وبالتالي فإذا زعم هذا أوْ ذاك بأنّه لا يعرف أنّ المحكمة تمنع هذه الأمور فإنّه من غير الممكن محاكمته عن أفعال قام بها قبل معرفته بالقرار، قال المحامي.
أمّا الناطق بلسان الشرطة الإسرائيليّة فقد زعم في ردّه على توجه الصحيفة إنّه في الأسابيع الأخيرة تمّ شطب حوالي 1500 عبارة نابيّة وعنصرية من موقع الشرطة، كما أنّ الشرطة قامت بتحذير أولئك الذين أقدموا على هذه الأعمال بأنّه ستتم محاكمتهم في حال أعادوا الكرّة مرّة أخرى، كما قال إن الشرطة تتابع عن كثب ما يجري في الموقع وما يُكتب في صفحة فيسبوك التابعة للشرطة، وستواصل الشرطة محاربة هذه الظاهرة، على حد زعمه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية