ناطق إعلامي برتبة ردّاح!
لمى خاطر
لا أحفل عادة بالإنصات لحلقات الهلوسة التي تبثّها مؤسسة فتح والسلطة الإعلامية ضمن مسلسل (شيطنة حماس) التي ما عادت تتقن إخراج سواه، وهو مسلسل يشبه الدراما المكسيكية في جنون خيالها، والعربية القديمة في رداءة إنتاجها، مع مشاهد ثابتة في كلّ حلقة قوامها حقد مركّب ودجل مفضوح وردح مقيت!
ولستُ أرى كذلك أن على حماس في المقابل أن تنشغل بتفنيد سيل الأكاذيب المفضوحة التي تتوزّع يومياً على مواقع حركة فتح والسلطة، أو تلك التي يحاول بها ناطقو فتح استجلاب الاهتمام بهم وتحرّي الشهرة، خصوصاً بعدما غدا سبيل العلو على مدارج حركة فتح إتقان الكذب والقدرة على مهاجمة حماس في كل ظرف وحين، ومقدار ما يحوزه من يفعل ذلك من أكف مصفّقة وببغاوات مرددة ما ينتجون من إفك حتى لو كانت بلهاء ولا وزن لها!
غير أن هذه المنهجية الفتحوية في إدارة خطابها الإعلامي ما زالت تقول الكثير حول نوايا الحركة الحقيقية، وحول نزعة الإقصاء لديها، وشيطنة وتخوين المخالف، حتى لو كان فصيلاً مقاوماً لا مجال لأن يزاود عليه عاقل في مجال التفوّق المقاوم تحديدا. والحال أن ناطقي حركة فتح لم ينحازوا في أي ظرف للاعتبار الوطني ولا وجدوا أنفسهم مضطرين لمراعاة بعض الظروف ومتطلباتها حتى حين كان هناك حديث عن المصالحة، وحتى حين خاضت حماس حربين قاسيتين وقدّمت فيهما نخبة من قادة صفّها الأول. وهذا الثبات على خط واحد من الكذب والردح والهجوم يبيّن الوظيفة التخريبية التي تضطلع بها تلك الأبواق، وهي ترمي إلى إدامة الوضع الإعلامي الفلسطيني في حالة اشتباك داخلي، وإبقاء الاستنفار النفسي لدى قاعدة حركة فتح ضد حماس، بحيث يتم قطع كل إمكانية للتقارب أو النظر للحقائق ورؤيتها كما هي دون تزييف.
أما الأسوأ من كل هذا فهو انتقال هذه الأبواق التحريضية إلى القنوات المصرية، ليصدر عنها خطاب مغرق في السوداوية والوضاعة، حيث الهجوم والافتراء دونما حساب أو ضوابط، وكأن هؤلاء الناطقين الأغبياء يفترضون أن من يستمع لهم لم يسبق أن عرف شيئاً عن فلسطين أو حركة حماس، وأنه لن يتلقى المعلومات سوى منهم. ولست أرى وقاحة يمكن أن تتفوق على ما أدلى به بعض هؤلاء مؤخراً لقنوات الانقلاب في مصر من وصلات أكاذيب وافتراءات حول نشأة حماس، ثم اتفاقها مع قيادات إخوانية على تأسيس إمارة في سيناء، وليس انتهاء بادعاء مسؤوليتها المباشرة عن أحداث سيناء الأخيرة!
وفي المقابل لم نلمس ردّ فعل منتقد أو مدين لهذا التحريض والدجل من بعض الشخصيات والمنابر الفلسطينية المستقلة، وكأن الخلاف الداخلي بين الحركتين يحتمل أن تصدّر حركة فتح منتجات حقدها للخارج فتبثّ دعايتها عبر الإعلام الخارجي، وخصوصاً المصري الذي يتلقّف مثل هذه المواد كونها تعزّز من مبررات الاستمرار في خنق غزة وإحكام الحصار عليها. ولكن من قال إن لدينا في فلسطين من السياسيين والإعلاميين من يعبأ بتغليب المصلحة العامة إن كان من متطلباتها انتقاد مسلك أو سياسة لسلطة رام الله التي تعرف كيف تقتصّ من معارضيها؟ فغالبية المشتغلين بالسياسة والإعلام أصبح لسان حالهم إما أن يتم هجاء الحركتين معاً أو هجاء غزة وسلطتها وحدها إن صدر عنها خطأ أو تجاوز، وإما الصمت المطبق بدعوى الابتعاد عن المناكفة الإعلامية، حتى لو كانت صادرة عن جهة واحدة، ولها تبعات خطيرة على عموم الفلسطينيين!
لمى خاطر
لا أحفل عادة بالإنصات لحلقات الهلوسة التي تبثّها مؤسسة فتح والسلطة الإعلامية ضمن مسلسل (شيطنة حماس) التي ما عادت تتقن إخراج سواه، وهو مسلسل يشبه الدراما المكسيكية في جنون خيالها، والعربية القديمة في رداءة إنتاجها، مع مشاهد ثابتة في كلّ حلقة قوامها حقد مركّب ودجل مفضوح وردح مقيت!
ولستُ أرى كذلك أن على حماس في المقابل أن تنشغل بتفنيد سيل الأكاذيب المفضوحة التي تتوزّع يومياً على مواقع حركة فتح والسلطة، أو تلك التي يحاول بها ناطقو فتح استجلاب الاهتمام بهم وتحرّي الشهرة، خصوصاً بعدما غدا سبيل العلو على مدارج حركة فتح إتقان الكذب والقدرة على مهاجمة حماس في كل ظرف وحين، ومقدار ما يحوزه من يفعل ذلك من أكف مصفّقة وببغاوات مرددة ما ينتجون من إفك حتى لو كانت بلهاء ولا وزن لها!
غير أن هذه المنهجية الفتحوية في إدارة خطابها الإعلامي ما زالت تقول الكثير حول نوايا الحركة الحقيقية، وحول نزعة الإقصاء لديها، وشيطنة وتخوين المخالف، حتى لو كان فصيلاً مقاوماً لا مجال لأن يزاود عليه عاقل في مجال التفوّق المقاوم تحديدا. والحال أن ناطقي حركة فتح لم ينحازوا في أي ظرف للاعتبار الوطني ولا وجدوا أنفسهم مضطرين لمراعاة بعض الظروف ومتطلباتها حتى حين كان هناك حديث عن المصالحة، وحتى حين خاضت حماس حربين قاسيتين وقدّمت فيهما نخبة من قادة صفّها الأول. وهذا الثبات على خط واحد من الكذب والردح والهجوم يبيّن الوظيفة التخريبية التي تضطلع بها تلك الأبواق، وهي ترمي إلى إدامة الوضع الإعلامي الفلسطيني في حالة اشتباك داخلي، وإبقاء الاستنفار النفسي لدى قاعدة حركة فتح ضد حماس، بحيث يتم قطع كل إمكانية للتقارب أو النظر للحقائق ورؤيتها كما هي دون تزييف.
أما الأسوأ من كل هذا فهو انتقال هذه الأبواق التحريضية إلى القنوات المصرية، ليصدر عنها خطاب مغرق في السوداوية والوضاعة، حيث الهجوم والافتراء دونما حساب أو ضوابط، وكأن هؤلاء الناطقين الأغبياء يفترضون أن من يستمع لهم لم يسبق أن عرف شيئاً عن فلسطين أو حركة حماس، وأنه لن يتلقى المعلومات سوى منهم. ولست أرى وقاحة يمكن أن تتفوق على ما أدلى به بعض هؤلاء مؤخراً لقنوات الانقلاب في مصر من وصلات أكاذيب وافتراءات حول نشأة حماس، ثم اتفاقها مع قيادات إخوانية على تأسيس إمارة في سيناء، وليس انتهاء بادعاء مسؤوليتها المباشرة عن أحداث سيناء الأخيرة!
وفي المقابل لم نلمس ردّ فعل منتقد أو مدين لهذا التحريض والدجل من بعض الشخصيات والمنابر الفلسطينية المستقلة، وكأن الخلاف الداخلي بين الحركتين يحتمل أن تصدّر حركة فتح منتجات حقدها للخارج فتبثّ دعايتها عبر الإعلام الخارجي، وخصوصاً المصري الذي يتلقّف مثل هذه المواد كونها تعزّز من مبررات الاستمرار في خنق غزة وإحكام الحصار عليها. ولكن من قال إن لدينا في فلسطين من السياسيين والإعلاميين من يعبأ بتغليب المصلحة العامة إن كان من متطلباتها انتقاد مسلك أو سياسة لسلطة رام الله التي تعرف كيف تقتصّ من معارضيها؟ فغالبية المشتغلين بالسياسة والإعلام أصبح لسان حالهم إما أن يتم هجاء الحركتين معاً أو هجاء غزة وسلطتها وحدها إن صدر عنها خطأ أو تجاوز، وإما الصمت المطبق بدعوى الابتعاد عن المناكفة الإعلامية، حتى لو كانت صادرة عن جهة واحدة، ولها تبعات خطيرة على عموم الفلسطينيين!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية