نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية بل سلطة قمعية ... بقلم : د.عصام شاور

الجمعة 20 مارس 2015

نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية بل سلطة قمعية

د.عصام شاور

بعد فوز حزبه في انتخابات الكنيست أعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن إمكانية عدوله عن موقفه الرافض لمبدأ "حل الدولتين" إذا وافقت السلطة الفلسطينية على شروطه الثلاثة: نبذ السلطة لحركة المقاومة الإسلامية حماس وقطع علاقاتها معها كليا، والاعتراف بيهودية الدولة, وكذلك الانخراط في مفاوضات حقيقية مع (إسرائيل).

لكل شرط من شروط نتنياهو دلالاته، فعندما يطالب نتنياهو بمفاوضات حقيقية فهو يقر بأن الطرفين كانا يلعبان طيلة عقدين من الزمان، وهذا تأكيد على أنها مفاوضات عبثية حتى العدو الإسرائيلي لا يعترف بها رغم أن منظمة التحرير خاضتها بقناعة تامة.

أما إصرار نتنياهو على "يهودية الدولة" فهو إظهار حقيقة أن حرب اليهود ضدنا حرب دينية وليست فقط مجرد احتلال للأراضي الفلسطينية، كما أن إصراره على يهودية الدولة, وهو على باطل, يؤكد حق المسلمين, وهم أهل الحق, في إقامة دولة إسلامية، وفي هذا الصدد نطالب المستعربين والمتأسلمين من العلمانيين وأعداء الدين بأن يستنكروا على اليهود إصرارهم على إقامة " إمارة ظلامية" كما يحلو لهم وصف غزة أو الخلافة الراشدة التي تعمل الجماعات الإسلامية على إقامتها.

الشرط الأكثر سخافة وينمّ عن غباء إسرائيلي أو وقاحة مطلقة هو مطالبة السلطة بنبذ حركة حماس وقطع العلاقات معها، ليس فقط من باب التدخل في الشأن الفلسطيني ولا بالأمل الكبير لدى اليهود أن تنحاز السلطة لهم أكثر من انحيازها للشعب الفلسطيني, ولكن من باب طبيعة الدولة الفلسطينية التي تريدها (إسرائيل)، فلو كانت تريد حقا إقامة دولة فلسطينية حقيقية فإن شرط نتنياهو قد يسقط مع أول انتخابات فلسطينية, وبالتالي يكون شرطه دون أدنى قيمة، وهنا نتذكر كيف استطاعت (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية إجبار السلطة على تعديل الدستور في زمن الراحل ياسر عرفات, بحيث تم سحب صلاحيات الرئيس ومنحها للسيد محمود عباس حين كان رئيسا للوزراء ثم ما لبث أن أصبح السيد إسماعيل هنية رئيسا للوزراء بعد الانتخابات التشريعية وفوز حركة حماس, فأصبحت غالبية الصلاحيات بيده وأدى ذلك إلى الانقسام وتعطيل المجلس التشريعي حتى يومنا هذا، ولكن يبدو أن نتنياهو يريد من شرطه الإبقاء على الانقسام حتى نهاية دولة الاحتلال (إسرائيل), أو أنه يريد سلطة فلسطينية قمعية بلا انتخابات ولا حريات ولا يريد إقامة دولة فلسطينية.

ليس بنيامين نتنياهو ولا قادة العدو من سيقرر مصير الشعب الفلسطيني ونحن نقول لنتنياهو إن المقاومة الفلسطينية لديها مقومات الاستمرار حتى نهاية كيانكم فاقد الشرعية وغير القابل للحياة، قوتكم من ضعفنا, وضعفنا لن يطول.


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية