"نتنياهو" يحارب الله
خالد معالي
قد يستصعب القارئ عنوان المقال، ولكن ألم يقل نتنياهو في جلسة لحكومته في التاسع من الشهر الجاري: "في التحريض الذي نراه في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) يقف في الصدارة ما يسمى المرابطين والمرابطات، وهذه هي حركات تحريضية يموّلها الإسلام المتطرف، وأوعزت بإخراجها عن القانون"؟!
الأديان الثلاثة لا تجيز المس بحرية العبادة ولا المس بالأماكن المقدسة، والقانون الدولي يمنع المس بحرية الأديان؛ "فلكم دينكم ولي ديني"؛ إذن "نتنياهو" يتحدى القانون الدولي والأديان الثلاثة التي يزعم أنه من أتباع إحداها (الديانة اليهودية).
نتنياهو يزعم أن المرابطة أمر ممنوع، وهو يعرف أنها نوع من العبادة لدى المسلمين؛ ليحاسب المرابطين والمرابطات، أفلا يدري أن كل مسلم في العالم من حقه أن يرابط في المسجد الأقصى؛ لأن المرابطة عبادة؟!، فهل يريد أن يحاسب المسلمين على عباداتهم؟!، وهل يريد أن يتحدى أمة الإسلام أمة المليار ونصف المليار جهارًا نهارًا؟
لماذا يتجاهل نتنياهو تصريحات المفتش العام لشرطة الاحتلال "يوحنان دانينو"، التي عزا فيها تصاعد أعمال المقاومة في القدس المحتلة إلى "محاولات تغيير الوضع القائم في الحرم"؟!
يعلم نتنياهو أنه بقراره الأخير لا يتحدى فقط أهالي القدس والضفة الغربية وغزة والـ(48)، بل يتحدى كل المسلمين في العالم الإسلامي، ويتحدى الله الذي أمر عباده بعبادته بالمرابطة وتلاوة القرآن في المسجد الأقصى، لكن نتنياهو بعجرفته وصلفه المعهود يريد أن يقول إنه من يقرر ما يريد بفعل عامل القوة الظالمة التي يملكها، تمامًا كما قال فرعون لقومه: "ما أريكم إلا ما أرى"، "وما علمت لكم من إله غيري".
يسمح نتنياهو للمستوطنين باقتحامات شبه يومية لباحات المسجد الأقصى خلال الآونة الأخيرة ليدنسوه، إضافة إلى اقتحام أعضاء (كنيست) تحت حراسة الشرطة، وذلك من باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، وهو ما يعني أن نتنياهو يريد حربًا دينية لا تبقي ولا تذر.
ما يقوم به نتنياهو (منعه حرية العبادة والمرابطة في المسجد الأقصى) يعجل من اقتراب فناء دولته ونهايتها بمحاربته خالق الكون ومنظم السنن الكونية، التي قضت على الدوام بهزيمة شنيعة ومذلة لكل من يتحدى خالق الكون.
لنستعرض ما سيقوم به الاحتلال من خطوات لمنع حرية العبادة، ستبوء بالفشل عاجلًا أو آجلًا؛ فقد أقدم القطب الليكودي النائب في برلمان الاحتلال "ياريف ليفين" على بلورة خطة تضم سلسلة من الإجراءات للتعامل مع المقاومة المتصاعدة في القدس، من بينها سحب الهوية أو حق الإقامة تلقائيًّا من أي شخص ضُبط وهو يقوم بعمل مقاوم, ثم إبعاده خارج حدود أراضي الـ(48) بعد انتهاء مدة محكوميته في السجن، وتقترح الخطة أسر محرضين وملقي حجارة وملثمين يشاركون في أي تجمهر محظور حتى انتهاء الإجراءات القضائية بحقهم.
وتعمل وزارة الأمن الداخلي للاحتلال وشرطته وجهاز الأمن العام على إعداد مشروع قانون ينص على عدّ مجموعة المرابطين والمرابطات في الحرم القدسي الشريف خارجة عن القانون؛ بسبب ضلوعها في المواجهات مع شرطة الاحتلال وقت تدنيس المستوطنين له خلال العام الأخير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية