نزال: المطلوب تغيير القراءة "الخاطئة" تجاه حماس

الأحد 29 مارس 2015

نزال: المطلوب تغيير القراءة "الخاطئة" تجاه حماس


قال القيادي محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن التطوّرات التي تشهدها المنطقة الآن، تصبّ في مصلحة القوى الثورية، وقوى المقاومة.

مشدداً في حوار شامل مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، على أن المطلوب من جميع الأطراف، تغيير رؤيتها وقراءتها "الخاطئة" تجاه المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس.

وفيما يتعلق بالتراجع المصري عن القرار الذي يعتبر حماس "إرهابية"، أوضح أن هذا التراجع "يمثّل خطوة مقدّرة ومهمة، ولكنها ليست كافية، وتحتاج إلى استكمال بخطوات أخرى.

وتعقيبا على موقف الحركة مما تشهده الساحة العربية مؤخرا، وخاصة الأزمة اليمنية، قال القيادي نزال، إن حماس ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولكن هناك أحداثا جساما تفرض نفسها على المشهد السياسي في المنطقة، ولها تأثيرات كبيرة على القضية الفلسطينية، لذا كان لا بد من التنويه والتوضيح من طرفنا، منعا للالتباس.
 
 وفيما يلي نص الحوار:

* ما هو تعليقكم على سقوط الحكم القضائي المصري بإدراج حركة حماس على لائحة التنظيمات الإرهابية؟

القرار الذي اتخذته محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بإدراج حركة حماس على لائحة "التنظيمات الإرهابية"، كان "خطيئة"، بل و"فضيحة"، بكل المقاييس السياسية، والقانونية، والأخلاقية. ولا شك أن تراجع النظام المصري عن هذه الخطيئة، يمثّل خطوة مقدّرة ومهمة، ولكنها ليست كافية، وتحتاج إلى استكمال بخطوات أخرى، يأتي في مقدمتها، إسقاط الحكم المماثل بحق "كتائب عز الدين القسام".
 
* ولكن لماذا تحمّلون النظام المصري مسؤولية أحكام قضائية، صدرت بناء على دعاوى تقدّم بها مواطنون مصريون؟

لا يحتاج الأمر إلى ذكاء، حتى يدرك أي متابع ما يجري في مصر، إن هؤلاء "المواطنين"، يتحرّكون على "إيقاع" الأجهزة الأمنية والاستخبارية، التي تطلب منهم تقديم ورفع الدعاوى القضائية، وهي التي تطلب منهم سحبها، كما جرى مع المحامي المصري، الذي رفع الدعوى القضائية ضد حركة حماس!
 


* إذا كان الأمر كما تعتقدون، فما هو تفسيركم لتراجع النظام المصري عن الدعوى القضائية؟

تصنيف حركة حماس بـ"الإرهابية"، أوقع السلطات المصرية في مأزق عملي من الزاويتين السياسية والقانونية، لأن هذا التصنيف يلزمها بوقف التعاطي والتعامل مع حركة حماس، وهذا غير ممكن على الإطلاق، لأن حماس ليست حقيقة سياسية فحسب، بل هي حقيقة جغرافية وميدانية، لا يمكن تجاوزها، أو القفز عنها، خصوصا وأن جميع النظم الحاكمة التي توالت على حكم مصر، كانت دائما لاعبا رئيسا ومهما في القضية الفلسطينية.
 
* أشرت إلى خطوات أخرى تطلبونها من النظام المصري... ما هي الخطوات المطلوبة بنظركم؟

ذكرت عن ضرورة إسقاط الحكم القضائي المتعلّق بـ"كتائب عز الدين القسام"، ويضاف إلى ذلك، فتح معبر رفح بشكل كامل، ووقف الحملات الإعلامية ضد الشعب الفلسطيني عامة، وحركة حماس خاصة.
 
* هل تعتقد أن مطالبكم واقعية، بمعنى أن النظام المصري يمكنه التجاوب معها؟

 مطالبنا عادية وطبيعية، ويمكن للنظام أن يتجاوب معها، إذا كانت هناك إدارة سياسية عند صاحب القرار فيه.


عباس والمصالحة

* قام رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، بزيارة نهاية الأسبوع الماضي، التقى خلالها وفدا من حركة حماس... هل يمكن القول: إن الزيارة حرّكت "المياه الراكدة" في العلاقة بين حركتي حماس وفتح من ناحية، وأعطت دفعة للمصالحة نحو التقدم من ناحية أخرى؟

يؤسفي القول: إن اللقاء بين الحمد الله ووفد حماس، لم يخرج بأي نتائج عملية، والقضايا الأساسية لم يتم البت فيها بصورة واضحة ونهائية، وهي: رواتب موظفي الحكومة في قطاع غزة، إدارة المعابر الحدودية، إعادة إعمار قطاع غزة، الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.
 
* إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يزور الدكتور الحمد الله غزة، وما الذي يمنع الخروج بنتائج عملية؟

بصراحة، وشفافية، ليس هناك جديّة من قبل سلطة عباس للخروج من الأزمة المستحكمة في الساحة الفلسطينية، والزيارة كانت تهدف إلى توجيه رسالة قبل القمة العربية، أن عباس وحكومته ماضون في حل المشكلات المتعلّقة بالموظفين والمعابر وإعادة الإعمار، وغيرها، ولكن حماس هي الجهة المعطّلة لذلك. وما يؤكد ما أقوله، الخطاب الذي ألقاه عباس، وطالب فيه بالتعامل مع قطاع غزة، على النحو الذي تمثّل في عملية "عاصفة الحزم"، التي تجري الآن في اليمن.


* هل فوجئتم بتصريحات الرئيس عباس خلال القمة العربية؟ وما هو تفسيركم لها؟

لا شك أن قياس عباس ما يجري في اليمن على ما يجري في فلسطين، هو قياس شاذ ومرفوض، وكان مفاجئا للجميع... أما تفسيري له، فهو تعبير عن "الإفلاس السياسي" الذي وصل إليه.
 
* هل يعني هذا أن المصالحة وصلت إلى طريق مسدود، المطلوب الآن هو إعلان "نعيها"؟

في كل مرة، تتقدّم فيه القوى الفلسطينية إلى الأمام، باتجاه تحقيق مصالحة فلسطينية، تخرج الساحة الفلسطينية من أزمتها، حيث نفاجأ بحائط صد، إما يوقفنا "محلك سر"، أو أنه يعيدنا إلى الوراء إلى نقطة الصفر! ليس المطلوب الآن "نعي" المصالحة، ولكن المطلوب الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية بإنجاز تفاهمات الحد الأدنى، التي تعالج المشكلات الإنسانية، بعيدا عن التوظيف السياسي، أو إن شئتم "الابتزاز السياسي". إن التعامل الذي يجري مع قطاع غزة، يمثّل عقوبة مجحفة وقاسية، بحق هذا الجزء العزيز من أرضنا المباركة، وبحق الشعب الفلسطيني منه، هذا الشعب الذي خاض ثلاث معارك ضارية، ببساطة وشجاعة وإباء، أبلى فيها بلاء حسنا، وناب عن الشعب والأمة في الدفاع عن أرضها ومقدساتها.
 
* إذن ما هو تفسيركم لسلوك السلطة الفلسطينية؟ ما الذي تريده بالضبط؟

هاك قراءة خاطئة عن محمود عباس، وبعض القيادات المتنفّذة، تستند إلى أن التطورات في المشهد الإقليمي خلال العامين الأخيرين، ستؤدي إلى "أفول" نجم حماس، وغيابها عن المشهد السياسي، لذا لا ينبغي إعطاء حماس "قبلة الحياة"، والمطلوب محاصرتها اقتصاديا، والضغط عليها، عبر الإمساك باليد التي توجعها، وهي حاضنتها الشعبية في قطاع غزة!.. هذه القراءة خاطئة، هي التي تفسّر سلوك السلطة، التي أثبتت الوقائع، أنها لا تريد مصالحة حقيقية، تعالج جذور الخلاف وتداعياته وتأثيراته، وهي تقدّم رجلا أحيانا، ثم تؤخّر رجلا أخرى، لذا نرى سلوكها مضطربا ومرتبكا.
 
* في ضوء تفسيركم المذكور لسلوك السلطة، وقراءة السلطة للمشهد وفقا لما شرحتم... ما هي آفاق المستقبل إذن؟

هناك تطوّرات مهمة تشهدها المنطقة الآن، وهي تصبّ في مصلحة القوى الثورية، وقوى المقاومة، وسنحتاج إلى بعض الوقت، حتى نرى نتائجها بإذن الله على الأرض، وعليه، فإن المستقبل القريب يحمل في طيّاته الخير والبشائر إن شاء الله، (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).

الأزمة اليمنية وإخوان الأردن

* بعد صمت دام نحو ثلاثة أيام، أصدرت الحركة بيانا تناولت فيه الموقف مما يجري في اليمن، وكان الملاحظ أن البيان كان مقتضبا ومتحفظا، مما أثار تساؤلات عن سبب صدور البيان، على الرغم من أن الحركة كان يسعها الصمت، اتساقا مع سياستها بعدم التدّخل في الشؤون الداخلية للدول؟

لا تزال حركة حماس ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولكن هناك أحداثا جساما تفرض نفسها على المشهد السياسي في المنطقة، ولها تأثيرات كبيرة على القضية الفلسطينية، لذا كان لا بد من التنويه والتوضيح من طرفنا، منعا للالتباس، وأظن أن البيان –على الرغم من اقتضابه- واضح، بما لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل.
 
* تعرّضت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إلى أزمة داخلية، هي الأكبر والأشد منذ تاريخ تأسيسها. وكان اللافت أن بعض القيادات المفصولة من الجماعــة، اتهمــت حــركــة حمـــاس بأنها طــرف فـي الانقســام والخلاف الــذي وقع... كيف تنظرون إلى هذه الاتهامات وتردّون عليها؟

 المصلحة الاستراتيجية لحركة حماس، أن تكون جماعة الإخوان المسلمين موحّدة، وأن تكون حماس عامل وحدة واتفاق، وليس فرقة وخلاف، بين تياراتها المتعددة. وعليه، فإن كل الاتهامات التي يجري تصويبها نحو الحركة، هي اتهامات باطلة، ولا تستند إلى أي دليل، وإنما هي أوهام، تعمل أطراف على إشاعتها وتضخيمها. نحن نقدّر للجماعة دورها، ونحترم خصوصياتها، ونتمنى لها التوفيق والسداد في خدمة الأردن وشعبها وأمتها.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية