نصف إسلام
نور رياض عيد
لا يخفى على أحد كثرة المؤامرات المتلاحقة التي تحاك ضد الحركات الإسلامية، خاصة تلك التي وصلت إلى كرسي الحكم، ومن الأمور التي تعلمها الإسلاميون خلال تعاملهم الطويل مع الرافضين للحكم الإسلامي أن هؤلاء لا يرفضون حركة إسلامية دون أخرى، إنما يرفضون جميع الحركات الإسلامية، وهذا واضح على ألسنة عدد من قيادة المعارضة المصرية التي تعلن رفضها وحقدها على الإسلام وأهله.
العجيب أن حالة من البغضاء والقطيعة وسوء الظن مازالت تسيطر على العلاقات بين الإسلاميين، والخطاب بين أبناء الحركة الإسلامية لا يخلو من التشهير والتبديع والتفسيق، بل إن بعض الشباب الإسلاميين على استعداد إلى رفع السلاح في وجه إخوانه من الحركات الإسلامية التي تخوض المعارك في الميدان السياسي، حتى صرخ الشيخ راشد الغنوشي موجهًا نداءً لإخوانه ممن يلوحون باستخدام السلاح ضد حركته، بأن عليهم أن يدركوا أنهم لا يواجهون حكومة ابن علي، بل يواجهون حكومة منتخبة وإسلامية.
ليس سرًّا أن هناك اختلافات بين الحركات الإسلامية، لكن بينها نقاط اتفاق كثيرة، وهو ما ذهب إليه أحد المشايخ السلفيين المصريين بقوله: "إذا كنا نختلف مع الإخوان المسلمين في كثير من القضايا؛ فإنهم يمثلون نصف الإسلام أو ثلاثة أرباع الإسلام، وهم بذلك أفضل بكثير من الرافضين للإسلام الذين يريدون استئصاله من جذوره".
وإن كنا لا نقبل هذه النسب التي قدرها الشيخ، ونرفض هذه الطريقة في الحكم على الآخرين؛ فلابد لنا من تأكيد أنه ليس مطلوبًا _وليس بالإمكان_ أن يتفق الإسلاميون في كل شيء، ولكن ليعملوا في المتفق عليه وليعذر بعضهم بعضًا في المختلف عليه، أو لنتفق على ما يصبح به المسلم مسلمًا، ولنلتمس الأعذار في الباقي.
على الإسلاميين أن يدركوا أنهم جميعهم يركبون في سفينة واحدة، فإذا غرقت فسيغرق الجميع، ولن ينفع الندم ولا البكاء والصراخ، ومن لم يفهم هذه المعادلة من الإسلاميين اليوم؛ فسيفهمها يوم تلهب سياط الجلاد ظهره، وسيصرخ قائلًا: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
نور رياض عيد
لا يخفى على أحد كثرة المؤامرات المتلاحقة التي تحاك ضد الحركات الإسلامية، خاصة تلك التي وصلت إلى كرسي الحكم، ومن الأمور التي تعلمها الإسلاميون خلال تعاملهم الطويل مع الرافضين للحكم الإسلامي أن هؤلاء لا يرفضون حركة إسلامية دون أخرى، إنما يرفضون جميع الحركات الإسلامية، وهذا واضح على ألسنة عدد من قيادة المعارضة المصرية التي تعلن رفضها وحقدها على الإسلام وأهله.
العجيب أن حالة من البغضاء والقطيعة وسوء الظن مازالت تسيطر على العلاقات بين الإسلاميين، والخطاب بين أبناء الحركة الإسلامية لا يخلو من التشهير والتبديع والتفسيق، بل إن بعض الشباب الإسلاميين على استعداد إلى رفع السلاح في وجه إخوانه من الحركات الإسلامية التي تخوض المعارك في الميدان السياسي، حتى صرخ الشيخ راشد الغنوشي موجهًا نداءً لإخوانه ممن يلوحون باستخدام السلاح ضد حركته، بأن عليهم أن يدركوا أنهم لا يواجهون حكومة ابن علي، بل يواجهون حكومة منتخبة وإسلامية.
ليس سرًّا أن هناك اختلافات بين الحركات الإسلامية، لكن بينها نقاط اتفاق كثيرة، وهو ما ذهب إليه أحد المشايخ السلفيين المصريين بقوله: "إذا كنا نختلف مع الإخوان المسلمين في كثير من القضايا؛ فإنهم يمثلون نصف الإسلام أو ثلاثة أرباع الإسلام، وهم بذلك أفضل بكثير من الرافضين للإسلام الذين يريدون استئصاله من جذوره".
وإن كنا لا نقبل هذه النسب التي قدرها الشيخ، ونرفض هذه الطريقة في الحكم على الآخرين؛ فلابد لنا من تأكيد أنه ليس مطلوبًا _وليس بالإمكان_ أن يتفق الإسلاميون في كل شيء، ولكن ليعملوا في المتفق عليه وليعذر بعضهم بعضًا في المختلف عليه، أو لنتفق على ما يصبح به المسلم مسلمًا، ولنلتمس الأعذار في الباقي.
على الإسلاميين أن يدركوا أنهم جميعهم يركبون في سفينة واحدة، فإذا غرقت فسيغرق الجميع، ولن ينفع الندم ولا البكاء والصراخ، ومن لم يفهم هذه المعادلة من الإسلاميين اليوم؛ فسيفهمها يوم تلهب سياط الجلاد ظهره، وسيصرخ قائلًا: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية