نقابة الصحفيين، هذيان في حضرة الدماء؟!
لمى خاطر
منذ بدء الأحداث التي أفضت للانقلاب الأخير في مصر، كان واضحاً أن هناك اصطفافاً لدى أطراف فلسطينية بعينها إلى جانب المطالبين بإسقاط الرئيس مرسي والتنكر لنتائج صندوق الانتخابات، وهذه الأطراف تمثلت بحركة فتح وفصائل اليسار الفلسطيني، فلم يكن صعباً ملاحظة الشماتة والتشفي بمصير مرسي ومعه خيار ناخبيه، يوم أعلن العسكر إقصاءه، وأتوا بغيره على ظهر دباباتهم.
من جهة، كان مفهوماً أن يكون هذا موقف من رفضوا ابتداءً نتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006، يوم ركلتهم خارج صناديقها وغدت مصالحهم مهددة بالمساس، فطالبوا بانتخابات مبكرة بعد بضعة أشهر على انتخاب حماس. وكان مفهوماً ومتوقّعا أن يتصدّر خلاف بعض القوى الأيديولوجي مع حماس كلّ ما سواه من تقاطعات، حتى وفلسطين تحت الاحتلال، وحتى وحماس تمثّل رأس حربة المقاومة ورافدها الأهمّ والأقوى!
ومن جهة أخرى، فإن الانحياز الأعمى إلى جانب فريق الانقلابيين في مصر كان في جانب منه عملية تصفية حساب مع حماس، مع ترقّب أو تمنّ لأن تواجه الحركة وضعاً مشابهاً لوضع التيار الإسلامي في مصر، بعد تآمر أطراف عدة لإسقاط تجربته، كما حدث قبل ذلك في عدة ساحات عربية وإسلامية.
أما السقطة غير المتفهمة أو المبررة فهي ذلك البيان الآثم الذي صدر عما يسمى نقابة الصحفيين الفلسطينيين متضمناً انحيازاً سافراً لفريق متآمر على خيار الشعب المصري، وفي يوم تلوّثت يداه بمئات الضحايا شهداء وجرحى. فأن يقول البيان بكل صفاقة: "ونؤكد وقوف الصحفيين الفلسطينيين ممثلين بنقابتهم في القدس الشريف إلى جانب خيار الشعب المصري وثورة 30 يونيو كمسار تصحيحي لثورة 25 يناير"، يعني أن آخر مسحة للحياء قد سقطت عن هؤلاء الذين أعمتهم الكراهية وتشبّعت نفوسهم بالحقد، فلا عاد للدم في عرفهم قيمة، ولا لخيار الشعب وزن أو اعتبار، وهذا ليس غريبا، فالديمقراطية والحرية لدى طائفة من النخب الإعلامية والسياسية الجديدة في عالمنا العربي لا يتجاوز مفهومها الشعارات الجوفاء، أما عند تطبيقها على أرض الواقع فإن المعايير كلها قابلة للتحوّل والتزييف، خصوصاً إذا ما أفرزت إبعاداً لهم قليلاً عن دائرة الضوء!
لن أتطرق لأكوام النفايات الكلامية التي تناثرت خلال الأيام القليلة الماضية في الفضاء الإعلامي من قبل نفر من الإعلاميين عديمي الضمير، ممن يكتفي الواحد منهم بحضور برنامج (توك شو) على إحدى فضائيات المارينز المصرية، ثم يخرج على المنابر الإعلامية الفلسطينية ملقياً ما حفظه من نظريات متهتكة وأحكام سقيمة!
لكن واجب كل إعلامي وصحفي فلسطيني حرّ داخل فلسطين وخارجها أن يتبرّأ من هذه الوضاعة الأخلاقية الممارسة باسمه، ومن هذا الإجرام بحق خيار الشعوب وإرادتها، خصوصاً حين تصدر عمّن هم في الأصل عالة على النضال الفلسطيني، ومن يتحدث عنهم رصيدهم الأسود في تزيين القبائح وتزوير الحقائق.
أما حديث الثورة، والتمييز ما بين غثّها وسمينها، فلن يكون في يوم من الأيام من مهمات المأجورين، ولاعقي أحذية مشغليهم، صغروا في مراتب الطغيان أم كبروا. كما لن يشرّف الثورات النظيفة أن يشهد لها عاشقو الظلام وأعداء الحرية وتجار السموم الفكرية، ومن ينحاز للانقلابيين وسافكي الدم لا يمكن أن يكون حرّا، فضلاً عن أن يكون إنسانا!
لمى خاطر
منذ بدء الأحداث التي أفضت للانقلاب الأخير في مصر، كان واضحاً أن هناك اصطفافاً لدى أطراف فلسطينية بعينها إلى جانب المطالبين بإسقاط الرئيس مرسي والتنكر لنتائج صندوق الانتخابات، وهذه الأطراف تمثلت بحركة فتح وفصائل اليسار الفلسطيني، فلم يكن صعباً ملاحظة الشماتة والتشفي بمصير مرسي ومعه خيار ناخبيه، يوم أعلن العسكر إقصاءه، وأتوا بغيره على ظهر دباباتهم.
من جهة، كان مفهوماً أن يكون هذا موقف من رفضوا ابتداءً نتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006، يوم ركلتهم خارج صناديقها وغدت مصالحهم مهددة بالمساس، فطالبوا بانتخابات مبكرة بعد بضعة أشهر على انتخاب حماس. وكان مفهوماً ومتوقّعا أن يتصدّر خلاف بعض القوى الأيديولوجي مع حماس كلّ ما سواه من تقاطعات، حتى وفلسطين تحت الاحتلال، وحتى وحماس تمثّل رأس حربة المقاومة ورافدها الأهمّ والأقوى!
ومن جهة أخرى، فإن الانحياز الأعمى إلى جانب فريق الانقلابيين في مصر كان في جانب منه عملية تصفية حساب مع حماس، مع ترقّب أو تمنّ لأن تواجه الحركة وضعاً مشابهاً لوضع التيار الإسلامي في مصر، بعد تآمر أطراف عدة لإسقاط تجربته، كما حدث قبل ذلك في عدة ساحات عربية وإسلامية.
أما السقطة غير المتفهمة أو المبررة فهي ذلك البيان الآثم الذي صدر عما يسمى نقابة الصحفيين الفلسطينيين متضمناً انحيازاً سافراً لفريق متآمر على خيار الشعب المصري، وفي يوم تلوّثت يداه بمئات الضحايا شهداء وجرحى. فأن يقول البيان بكل صفاقة: "ونؤكد وقوف الصحفيين الفلسطينيين ممثلين بنقابتهم في القدس الشريف إلى جانب خيار الشعب المصري وثورة 30 يونيو كمسار تصحيحي لثورة 25 يناير"، يعني أن آخر مسحة للحياء قد سقطت عن هؤلاء الذين أعمتهم الكراهية وتشبّعت نفوسهم بالحقد، فلا عاد للدم في عرفهم قيمة، ولا لخيار الشعب وزن أو اعتبار، وهذا ليس غريبا، فالديمقراطية والحرية لدى طائفة من النخب الإعلامية والسياسية الجديدة في عالمنا العربي لا يتجاوز مفهومها الشعارات الجوفاء، أما عند تطبيقها على أرض الواقع فإن المعايير كلها قابلة للتحوّل والتزييف، خصوصاً إذا ما أفرزت إبعاداً لهم قليلاً عن دائرة الضوء!
لن أتطرق لأكوام النفايات الكلامية التي تناثرت خلال الأيام القليلة الماضية في الفضاء الإعلامي من قبل نفر من الإعلاميين عديمي الضمير، ممن يكتفي الواحد منهم بحضور برنامج (توك شو) على إحدى فضائيات المارينز المصرية، ثم يخرج على المنابر الإعلامية الفلسطينية ملقياً ما حفظه من نظريات متهتكة وأحكام سقيمة!
لكن واجب كل إعلامي وصحفي فلسطيني حرّ داخل فلسطين وخارجها أن يتبرّأ من هذه الوضاعة الأخلاقية الممارسة باسمه، ومن هذا الإجرام بحق خيار الشعوب وإرادتها، خصوصاً حين تصدر عمّن هم في الأصل عالة على النضال الفلسطيني، ومن يتحدث عنهم رصيدهم الأسود في تزيين القبائح وتزوير الحقائق.
أما حديث الثورة، والتمييز ما بين غثّها وسمينها، فلن يكون في يوم من الأيام من مهمات المأجورين، ولاعقي أحذية مشغليهم، صغروا في مراتب الطغيان أم كبروا. كما لن يشرّف الثورات النظيفة أن يشهد لها عاشقو الظلام وأعداء الحرية وتجار السموم الفكرية، ومن ينحاز للانقلابيين وسافكي الدم لا يمكن أن يكون حرّا، فضلاً عن أن يكون إنسانا!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية