هل (إسرائيل) جادة في إنقاذ السلطة الفلسطينية؟
أكد مسئول فلسطيني كبير لوكالة رويترز أن السلطة الفلسطينية حاولت الحصول على قرض بقيمة مليار دولار من صندوق النقد من خلال " إسرائيل" دون جدوى، وكذلك نشرت مصادر أنباء مختلفة بأن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ورئيس البنك الإسرائيلي المركزي ستانلي فيشر قررا أن تطلب دولة الاحتلال " إسرائيل" قرضا للسلطة الفلسطينية ولكن الطلب تم رفضه لأن صندوق النقد لا يسمح لدولة أن تقدم طلبا نيابة عن كيان آخر لا يحمل صفة " دولة".
إن لجوء السلطة الفلسطينية للعدو من اجل مساعدة السلطة وحمايتها من الانهيار وقيام " إسرائيل" بتقديم الطلب حتى لو تم رفضه لا يخدم القضية الفلسطينية، فالفلسطينيون يقدمون " إسرائيل" للرأي العام بأنها كيان غاصب يحتل الأراضي الفلسطينية ومستمر في عمليات الاستيطان ولا يمكن الجلوس معه على طاولة الحوار والتفاوض، وفي المقابل فإنهم ما طرقوا سوى الباب الإسرائيلي لإنقاذهم من شبح الانهيار الاقتصادي والأزمة المالية الخانقة، فلماذا تركنا الدول العربية والإسلامية وحتى الغربية ولم نلح عليهم في طلب المساعدة أو حتى في تقديم طلب إلى صندوق النقد بدلا من " إسرائيل"؟.
إن مجرد المحاولة من قبل " إسرائيل" لمساعدة السلطة يعني أنها لا تحاصر الشعب الفلسطيني ولا تضيق على السلطة الفلسطينية اقتصاديا أو تمارس القرصنة على أموال الضرائب الفلسطينية،علما بأن " إسرائيل" تعلم تماما بأن محاولتها ستبوء بالفشل لاعتبارات قانونية لا يمكن تجاوزها، وهي بذلك حققت مكاسب إعلامية عالمية سيتم استغلالها في القريب المنظور كحجة في وجه الشكاوى الفلسطينية أمام المؤسسات الدولية دون أن تقدم أية مساعدة للفلسطينيين.
أسئلة كثيرة تظل معلقة: فأين تتجه السلطة الفلسطينية مع التدهور الاقتصادي وما سبب الأزمة الاقتصادية طالما أننا شارفنا على الانتهاء من بناء دولة المؤسسات ودحر الاحتلال كما تقول السلطة؟ ولماذا نكث الغرب ونكثت أمريكا بوعودهم في تقديم المليارات للسلطة الفلسطينية علما بأنها التزمت بكل الاتفاقات والنصائح التي تقدمت بها الدول المانحة والرباعية الدولية؟.
اعتقد انه آن الأوان للسلطة أن تدرك بأن أمريكا والعالم الغربي لا يقدمون لها سوى السراب، وإن بقيت الحال كذلك فإن الانهيار الاقتصادي حاصل لا محالة بغض النظر عن التقارير الاقتصادية المشجعة التي نسري بها عن أنفسنا ونغطي على إخفاقاتنا، فالواقع يؤكد غير ذلك ويجب البحث عن طريق آخر يبدأ بالمصالحة ووحدة الصف الوطني والبناء الداخلي وتحويل وجهتنا عن الغرب وحلفاء " إسرائيل" إلى العرب والمسلمين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية