هل الأمم المتحدة هي الطريق لتحرير فلسطين؟ ... بقلم : حسين عليان

الثلاثاء 26 يوليو 2011

هل الأمم المتحدة هي الطريق لتحرير فلسطين؟


حسين عليان


تهدد السلطة الفلسطينية باللجوء للأمم المتحدة للاعتراف بدوله فلسطينية على حدود الرابع من حزيران خاصة أن إمكانية تمرير هذا المشروع في مجلس الأمن مستحيلة مع الرفض والفيتو الأمريكي.
والأسئلة المطروحة حول هذه المجابهة السياسية كثيرة وفي مقدمتها قدره السلطة الفلسطينية في الثبات على موقفها أمام الضغوط السياسية والاقتصادية الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية.

وبالرغم مما أعلنه أمين عام الجامعة العربية من تأيد للخطوة في اجتماع وزراء الخارجية العرب فإن مواقف الأنظمة العربية الرسمية متباينة بهذا الأمر وغير فاعله أو جادة.

السؤال الثاني ما قيمة هذه الخطوة على الأرض مع الرفض الأمريكي واستمرار الاحتلال والاستيطان المسعور, علاوة عن أن الفلسطينيين سبق وإن أعلنوا عن دولتهم عام 1988 في المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر بتوافق شبهه كامل آنذاك وتم منح ممثليات منظمه التحرير وضع دبلوماسي وفتحت العديد من السفارات, واليوم في حاله الشلل والانقسام وعدم الإجماع على أساليب وخيارات المواجهة ما الذي سيحققه خيار الذهاب للأمم المتحدة خاصة أن السيد محمود عباس لا يرى فيه بديلاً عن استمرار التفاوض الذي أصبح استراتجيه فلسطينيه وحيده بدلاً من أن يكون وسيله من وسائل الصراع كما هي المبادرة العربية التي تعتبر السلام خيارها الاستراتيجي وهى بهذا تتيح للعدو التطرف والعدوان المستمر فبعد مبادرة السلام الاستراتيجي العربي ارتكب العدو الصهيوني حربين مدمرتين في لبنان وعزه عدا عن تغول الاستيطان والجنوح نحو التطرف بالأمس وفي اجتماع للسيد عباس مع سفراءه في الخارج أكد أن الشعب الفلسطيني لا ينوى القيام بانتفاضة ثالثة إنما يريد الاستقلال ولا يريد حرباً وهو بذلك يود تجريد شعبه من وسائل مقاومة سلمية بعدما كان رفض مقاومته العبثية وانخرط في مشروع الحرب على (الإرهاب) ومع ذلك يعتقد أنه سيحصل على دوله فلسطينية على حدود الرابع من حزيران بما فيها القدس ويدعى انه متمسك بحق العودة

السؤال الثالث إذا ما سارت الأمور وفق السيناريو الذي تطرحه السلطة ما الذي سيترتب على هذا الخيار وما الثمن الذي سيدفع مقابل هذا الاعتراف وما مصير قضايا الصراع الأساسية والتي تشكل جوهر الصراع وفي المقدمة منها حق العودة والأهم من ذلك هل سبق أن أقامت قرارات الأمم المتحدة دولا إلا عندما تتطابق مصالح القوى العظمى مع ذلك وهذا ما لا يتوافر لمشروع الدولة الفلسطينية فالولايات المتحدة تطرح موضوع حل الدولتين منذ عام 90 لغرض ذر الرماد في العيون والتمرير العدوان العراق والحرب على الإرهاب, فقرار التقسيم عام 1947صدر من الأمم المتحدة وقرر إنشاء دولتين في فلسطين فما الذي حصل من ذلك التاريخ حتى اليوم, أن الصراع الدبلوماسي والسياسي هو تحصيل حاصل لموازين القوى المحلية والإقليمية والدولية وهى مختلة من بعد الحرب العالمية الأولى لصالح العدو الصهيوني ومع هذا الاختلال فأن الخطوة لا تعدو أكثر من قفزه في الهواء أو زوبعة في فنجان من يود أن يقيم دوله فلسطينيه عليه ان يطالب بفلسطين من النهر للبحر عليه تجميع عناصر القوه المحلية والإقليمية للضغط على القوى الدولية عليه أن يحدد خيارات المواجهة وسبلها عليه ينجز خطوات بناء الوحدة الوطنية وتفعيل منظمه التحرير ومشاركه الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج عوضا عن تجزئته بين داخل وخارج وبين غزه وضفة عليه أن يوقف التعاون الأمني مع الصهاينة ويوقف ملهاه التفاوض العبثية مع العدو والتي لم تنتج سوى مزيد من الكوارث التي تلحق بالشعب الفلسطيني وقضيته عليه أن يوقف مسيره الحلول الاقتصادية والأمنية التي تريد أن تحول الفلسطينيين لمتسولين للمساعدات الدولية ومخبرين وشرطه تحمى العدو تحت مسميات الحرب على الإرهاب والتنسيق الأمني لا يجوز أن ترهن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني مقابل المساعدات والرواتب قبل أوسلو كان الاحتلال مسؤول عن الخدمات والأمن وكانت شروط الحياة الاقتصادية للشعب أفضل جل ما فعلناه من أوسلو حتى اليوم أننا أعفينا الاحتلال من كل التبعيات السياسية والاقتصادية والأمنية لاحتلاله وبات احتلال بلا كلف حدث كل ذلك تحت ذريعة ووهم الدولة الفلسطينية المستقلة والحل المرحلي لقد تحولت الفصائل ومنظمه التحرير والسلطة من وسائل للتحرير واستعاده فلسطين إلى عبأ على القضية في أوسلو لم نجد حلاً للشعب الفلسطني وحقوقه بقدر ما أوجدنا حلاً لأزمة منظمة التحرير وعشرات الألوف من العاملين في مؤسساتها وفصائلها على حساب القضية ومصالح الشعب الفلسطيني آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يعاود امتلاك زمام المبادرة وبناء استراتجيه مقاومه وإسقاط كل الهياكل السياسية التي أضحت عوائق أمام نضاله وله في أشقائه من الشعوب العربية التي أبدعت ثورات شعبيه سلميه أطاحت وتطيح بدكتاتوريات لا تقل عن قوى الاحتلال بشاعة وقسوة وهى حليف طبيعي واستراتيجي للعدو الصهيوني وهى بذلك تهيئ لاستراتيجيه مواجهة عربية وفلسطينية تقرب من استعاده فلسطين وتحريرها الأمة وشعبنا العربي نهض وفلسطين كانت حاضره في وجدان ثوراته حان الوقت لاستكمال إسقاط استراتيجيات السلام الموهوم وأصحابها.

كاتب فلسطيني

صحيفة القدس العربي اللندنية
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية