هل سُرقت حركة فتح ... بقلم : حسام الدجني

الإثنين 25 نوفمبر 2013

هل سُرقت حركة فتح

حسام الدجني

وأنت تتابع ما تكتبه قواعد حركة فتح على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تسطره أعينهم وألسنتهم في شوارع الضفة وقطاع غزة والشتات، وهي تتأمل وتراقب وتتابع العروض العسكرية لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس، وألوية الناصر، وغيرها من فصائل المقاومة، ومقارنتها بالمشهد في الضفة الغربية من استمرار للمفاوضات والتنسيق الأمني، ومن عدم إقرار رسمي بوجود حالة نضالية مسلحة داخل إطار حركة فتح، التي لا تعترف قيادتها حتى اللحظة بكتائب شهداء الأقصى؛ تصل إلى خلاصة أن شريحة عريضة من أبناء حركة فتح بدأت تدرك أن الحركة تسير بطريق معاكس لمنهجها ولبرنامجها ولتاريخها المشرق والمشرّف، هذا التاريخ الذي مرت هذه الأيام ذكرى إحدى حلقاته، وينتظر "الفتحاويون" بصبر نافد لحظة عودته، ففي مثل هذا اليوم من عام 1983م جرت عملية تبادل للأسرى بين حكومة الاحتلال وحركة فتح، إذ أطلق الاحتلال سراح جميع أسرى سجن أنصار في الجنوب اللبناني، الذين أسروا إبان غزو بيروت عام 1982م، وعددهم (700) أسير فلسطيني ولبناني، إضافة إلى (65) أسيرًا من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح ستة جنود صهاينة من القوات الخاصة المعروفة بـ(الناحال).

لقد تعلمنا من تجارب التاريخ أن الأمة التفت حول القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي لحظة أن وضع هدف تحرير القدس من الصليبيين على رأس أجندته، وفعلًا نجح بذلك وفتح القدس، وبعد أن تولى إخوانه وأبناؤه قيادة الدولة الأيوبية اهتموا برغد الحياة وترف الحكم، فانفض الناس من حولها؛ فضعفت وسقطت الدولة الأيوبية، وهنا ونحن نقرأ في تاريخ حركة فتح، ونخوض في تفاصيل مقاومتها، نقف عند مرحلة فاصلة تعيشها فتح اليوم، إذ تحول نهج حركة فتح مع اغتيال الشهيد ياسر عرفات، وظهر نهج جديد يمثله الرئيس محمود عباس، يقوم على رفض العسكرة، ويرى المفاوضات خيارًا إستراتيجيًّا لاستعادة الحق التاريخي في فلسطين، وربما يدرك الرئيس عباس أكثر من غيره جدوى المفاوضات وعبثيتها، ولكن المجتمع الدولي يربط بين المفاوضات وتدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية، وبذلك تمارس السلطة الفلسطينية دورًا وظيفيًّا في المنطقة، انعكس سلبًا على حركة فتح وعلى مستقبلها وعلى وضعها التنظيمي؛ نتيجة ارتباط الولاء للحركة بالراتب والرتبة والوظيفة، وهذه لا تستوي مع حركة تحرر وطني، ومع احتلال "كولونيالي" استيطاني مجرم كالاحتلال.

إن أقصر الطرق إلى استعادة حركة فتح مكانتها ودورها ثلاث خطوات:

1- العودة إلى الكفاح المسلح لاستعادة الحقوق المسلوبة.

2- الحفاظ على وحدة حركة فتح وهيكلها التنظيمي، ولفظ كل الأسماء التي تسيء أو أساءت بالماضي إلى تاريخ الحركة النضالي.

3- الفصل بين منصب رئيس حركة فتح وعضوية اللجنة المركزية، وبين مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية