هل شاهدت فيديو طعن الجنديَّيْن في القدس؟ ... بقلم : د.فايز أبو شمالة

السبت 27 ديسمبر 2014

هل شاهدت فيديو طعن الجنديَّيْن في القدس؟

د.فايز أبو شمالة


انتشر في اليومين الماضيين فيديو يوثق جرأة وإقدام الفلسطينيين على مواجهة الأعداء، فيديو يشهد على أن الوطنية الفلسطينية صفة سائدة لدى غالبية الشعب، وأن الجبن والنذالة صفة متنحية، يثبت أركانها نهج العجز الذي استوطن في القرار السياسي الفلسطيني.

من حق كلّ فلسطيني أن يفتخر بمَشاهد فيديو طعن الجنديين الإسرائيليين في القدس، ومن حقّ العربي أن يرفع رأسه عالياً، ويقول بثقة: إن شعباً لديه مثل هذا الشاب الذي تسلح بسكين مطبخ، وهاجم وجهاً لوجه جنوداً إسرائيليين يحتمون بسلاحهم وعتادهم ووسائل دفاعهم واتصالاتهم التكنولوجية، ويرتدون دروعهم المضادة للرصاص، إن شعباً لديه مثل هذا الشاب الواثق بالغد, لن يهزم أبداً، ولن تنجح الدعاية الصهيونية في تشويه صورة شباب فلسطين الذين يظهرون براعتهم في المواجهة، وبإبداعات جديدة، نقلها لنا شريط الفيديو.

الانقضاض بالسكين على جنديين صهيونيين لا يمكن أن نسميه إلا معركة، ولا يمكن أن نطلق اسم معركة إلا على حدث فيه عراك على الوجود، ويهدف إلى تصفية العدو من ذلك الوجود، لذلك فإن المعركة التي خاضها الشاب الفلسطيني من نقطة الصفر, ترتقي إلى معارك غزة التي نفذها المقاومون من نقطة الصفر، وهذه الأشكال من المواجهة التي ترعب العدو تمثل نموذجاً فلسطينياً راقياً من قوة الإرادة والتصميم على الانتصار، ولا سيما أن الشاب الفلسطيني في القدس قد خاض معركة تميّزت بالهجوم المباغت، واطعن جنديين مسلحين، ومن ثم العراك بالأيدي، والمطاردة التي انتهت بسلامة المهاجم الفلسطيني.

فيديو الانقضاض الفلسطيني والطعن للصهاينة, يمثل مدرسة تحاكي الغضب النازف في قلب كلّ الشعب الفلسطيني، لذا سيحرص الإعلام الصهيوني على تشويه الفعل في الشريط، وسيحرص على حذفه، لأنه يُهين العسكرية الإسرائيلية، ويظهرها بأشد حالات الضعف وعدم القدرة على التصرف السليم، وعدم المبادرة، ومن ثم الاكتفاء بالدفاع عن النفس كردة فعل فقط، فالجندي الذي لا يحسن الدفاع عن نفسه، لن ينتصر في معركة الدفاع عن الآخرين.

من شاهد شريط فيديو الانقضاض, يتأكد له أن الشاب الفلسطيني قد هاجم جنوداً، وكان في المكان مدنيون يهود، وهذا يعني أن السلاح الفلسطيني طاهرٌ في معاركه، بينما السلاح الإسرائيلي الذي تلوث بدم الأبرياء لا يحسن إلا تدمير الأبراج السكنية، ولا يتفنن إلا في اقتحام البيوت الآمنة في نابلس والخليل وجنين بعد تنسيق أمني دقيق.

شريط الانقضاض, أثار اهتمام واستحسان كل شاب وفتاة ورجل وامرأة في فلسطين، وصار كل فلسطيني يرفع يده بالسكين مع ذلك الشاب، ويطعن معه الصهاينة، شريط الفيديو يمثل أنموذجَ البطل الفلسطيني الذي يخوض معاركه على الأرض، وليس على الورق، أو من خلف المكاتب الفاخرة، لذلك كانت التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي وفي المواقع بمجملها, تشيد بالعمل المقاوم، وتحتقر كل من يلوم المقاوم.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية