هل يخلف هامان فرعون؟!
د. أيمن أبو ناهية
فاجأت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية كثيرا من المراقين والمهتمين وعامة الشعب المصري، رغم فشلها في تحديد الرئيس الفائز، بحصول الفريق شفيق على المكانة الثانية بفارق بسيط في الأصوات مع منافسه الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، مقارنة بالتعداد السكاني الكبير لجمهورية مصر العربية، فكيف حصل ذلك؟
من المعروف أن كل الأحزاب المصرية العلمانية والليبرالية واليسارية وحتى الفلول من بقايا نظام مبارك تعمل ضد مرشح الإخوان، د. محمد مرسي، ولا يريدون له التقدم والفوز في جولة الإعادة، لذلك عملت هذه الأحزاب مع غيرها من القوى الداخلية والخارجية على كبح جماح الإخوان وشن ضدهم وضد مرشحهم الحملات التحريضية والدعايات الإعلامية والإعلانية المضادة وتشويه صورة الإخوان ببث أمور غير صحيحة عن الجماعة لتخويف وترهيب الناس منهم، على العلم أن جميع هذه الأحزاب مرتبطة بمكتب علاقات عامة واحد وهو مرتبط بطبيعة الحال بأجندات خارجية دولية تلقنهم وتزودهم بإفادات شيطانية تساعدهم في إجادة عملية غسيل الدماغ للناس، كما كان معتادا من قبل زمن مبارك، كي يسهل عليهم استقطابهم أو على الأقل تخويفهم من الحكم الإسلامي والإسلام السياسي وفكر ومنهج الإخوان وتزيين لهم فكر العلمانية والليبرالية واليسارية والشيوعية والرأسمالية..الخ.
والشيء الذي ساعد الفريق شفيق في إحراز هذا التقدم المفاجئ هو توظيف وتجيش الإعلام الرسمي وغير الرسمي بأنواعه المختلفة والذي يسيطر عليه إتباع النظام السابق في الحملة بطريقة ممنهجة ضد مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، في خدمة الفريق شفيق باستقطاب أصوات الناخبين لصالحه، وعلى وجه التحديد استقطاب أصوات الأقباط في حسم النتائج الانتخابية، حيث أن الأغلبية الساحقة منهم أيدت الفريق شفيق، لأنهم لا يتماشوا مع المنهج الإسلامي رغم وعود مرسي بإعطاء حقيبة وزارية للأقباط وإطلاق الحريات العامة وحرية الرأي. ولا ننسى دور الجيش الذي يتزعمه المجلس العسكري والذي يؤيد مباشرة الفريق شفيق الذي يعد هو واحد منهم. حتى أن جلسة الحكم على مبارك لعبت دورا في تحديد مصير المرشح شفيق، بان الحكم المشدد على مبارك سيدعم موقف شفيق لأنه سينفي وجود مؤامرة لصالح مبارك، وانه بعيد عن أي تهمة أو إدانة، بدليل سكوت مبارك طول فترة الجولة الأولى للانتخابات التي تترجم على حرصه التام بعدم تشويه صورة شفيق.
والواضح أن الشعب المصري طوال هذه الفترة لم يكن يعرف من هو الفريق شفيق، أو انه غافل لحقيقة الفلول ومن يقف ضد الثورة ويريد لها الفشل بما يعرف بـ"الثورة المضادة"؟ والعبارة المقصودة هنا ليس الشعب المصري بأكمله، بل المقصود أولئك الذي خدعوا وصوتوا للفريق شفيق في الجولة الأولى مقابل إغراءات مادية أو تموينية أو سياسية، لان الشعب المصري الذي فجر الثورة في 25 يناير 2011 وثار على نظلم مبارك وأتباعه لبس هو نفس الشعب الذي "سيقلع عينه بيده" ويرجع النظام السابق من جديد وبذلك يكون الشعب هو نفسه الذي خذل نفسه بنفسه، وصدق المثل القائل "ويا أبو زيد كأنك ما غزيت"، وهذا يترجم بطبيعة الحال فشل وسقوط الثورة المصرية عن بكرة أبيها؟
لكن الأمر الغريب والمستهجن هو عدم توجيه أي إدانة للفريق شفيق عقابا على ما قام به ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، أسوة بإدانة برئيسه مبارك. والشيء الأكثر غرابة واستهجانا تم إبعاد الأنظار عنه تماما وكأنه لم يكن صاحب الجمل بل انه شبه بالحمل الوديع وخاض الجولة الأولى من الانتخابات - كما ذكرت سابقا - بدعم كامل من العسكر وبعض فئات الشعب المصري كالأقباط، لربما أيضا لعدم درايتهم به وبأفعاله وماضيه، أو لربما لأنه مدعوم من قوى خارجية تريد إرجاع النظام السبق من جديد وتفشل الثورة حتى تكون مصر مسرحا لمصالحهم فقط.
ومع بداية العد التنازلي لإجراء انتخابات الإعادة جاءت اللحظة الأخيرة لتحسم الموقف وتنقذ البلاد بثورتها المباركة من الأشرار، حتى لا يكتب لها الفشل وترجع الأمور إلى سابق عهدها، فقد جاءت قرارات المحكمة الدستورية مخيبة للآمال بالسماح للفريق شفيق خوض جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، الذي يعتبر احد فلول النظام السابق وصاحب موقعة الجمل التي شهدت اعنف وأشرس المعارك ضراوة وأثقلها ألما على المتظاهرين، وان الفريق كان يديرها مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بتفويض من مبارك نفسه، اللذين يقضيان في السجون أحكاما مؤبدة لما اقترفوه من جرائم بحق أبناء شعبهم.
وكان من المفترض أن يصدر حكم عن كلا المحكمتين (الدستورية والجنايات) للثأر لروح الشهداء الذي سقطوا على أيدي الفلول الملطخة بالدماء والذي يعتبر الفريق واحدا منهم، أو على اقل تعديل أن يصدر حكم عادل ومنصف كرد اعتبار وشرف لهم وعائلاتهم ولمصر العظيمة أم الشهداء أمثال محمد طلعت حرب ومحمد علي وسعد زغلول وحسن ألبنا والسيد قطب رحمهم الله جميعا.
أقول إن دماء شهداء الثورة لم يذهب هدرا ولا هباء منثورا ولا بد أن يظهر الحق على أيدي شريفة متوضئة نقية من أي شبوهات واتهامات لتخليص البلاد والعباد من عبودية فرعون وهامان وجنودهما الذين لا يريدون لمصر أن تقوم لها قائمة ولا أن تكبر لها شوكة وسيعون لتحطيمها. والشيء الذي أريد أن انوه له في هذا المقال هو أن الأحزاب والأطياف السياسية بالإضافة إلى نسبة غير قليلة من عامة الشعب المصري تغيرت لديهم الصورة السيئة التي أوصلوها لهم المشوشين عن الإخوان وهي الآن غير متخوفة من إعطاء أصواتهم لمرشحها الدكتور محمد مرسي للانتخابات الرئاسية، لتعطشهم للإسلام واندفاعهم الإرادي والاإرادي باتجاه الإخوان كما كان ظاهرا في الانتخابات التشريعية السابقة. ويأتي هذا الاختيار من باب العامل النفسي أكثر منه للعامل السياسي المتمثل في قناعتهم المبدئية بصدق وأمانة الإخوان وإخلاصهم في حمل هذه الأمانة من منطلق الوازع الديني التي تتمتع بها الجماعة في إدارة التشريع والقانون والعدل، وإيمانهم بان الإخوان لم يخذلوهم وستكون جولة انتخابات الإعادة خير شاهد.
فاجأت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية كثيرا من المراقين والمهتمين وعامة الشعب المصري، رغم فشلها في تحديد الرئيس الفائز، بحصول الفريق شفيق على المكانة الثانية بفارق بسيط في الأصوات مع منافسه الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، مقارنة بالتعداد السكاني الكبير لجمهورية مصر العربية، فكيف حصل ذلك؟
من المعروف أن كل الأحزاب المصرية العلمانية والليبرالية واليسارية وحتى الفلول من بقايا نظام مبارك تعمل ضد مرشح الإخوان، د. محمد مرسي، ولا يريدون له التقدم والفوز في جولة الإعادة، لذلك عملت هذه الأحزاب مع غيرها من القوى الداخلية والخارجية على كبح جماح الإخوان وشن ضدهم وضد مرشحهم الحملات التحريضية والدعايات الإعلامية والإعلانية المضادة وتشويه صورة الإخوان ببث أمور غير صحيحة عن الجماعة لتخويف وترهيب الناس منهم، على العلم أن جميع هذه الأحزاب مرتبطة بمكتب علاقات عامة واحد وهو مرتبط بطبيعة الحال بأجندات خارجية دولية تلقنهم وتزودهم بإفادات شيطانية تساعدهم في إجادة عملية غسيل الدماغ للناس، كما كان معتادا من قبل زمن مبارك، كي يسهل عليهم استقطابهم أو على الأقل تخويفهم من الحكم الإسلامي والإسلام السياسي وفكر ومنهج الإخوان وتزيين لهم فكر العلمانية والليبرالية واليسارية والشيوعية والرأسمالية..الخ.
والشيء الذي ساعد الفريق شفيق في إحراز هذا التقدم المفاجئ هو توظيف وتجيش الإعلام الرسمي وغير الرسمي بأنواعه المختلفة والذي يسيطر عليه إتباع النظام السابق في الحملة بطريقة ممنهجة ضد مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي، في خدمة الفريق شفيق باستقطاب أصوات الناخبين لصالحه، وعلى وجه التحديد استقطاب أصوات الأقباط في حسم النتائج الانتخابية، حيث أن الأغلبية الساحقة منهم أيدت الفريق شفيق، لأنهم لا يتماشوا مع المنهج الإسلامي رغم وعود مرسي بإعطاء حقيبة وزارية للأقباط وإطلاق الحريات العامة وحرية الرأي. ولا ننسى دور الجيش الذي يتزعمه المجلس العسكري والذي يؤيد مباشرة الفريق شفيق الذي يعد هو واحد منهم. حتى أن جلسة الحكم على مبارك لعبت دورا في تحديد مصير المرشح شفيق، بان الحكم المشدد على مبارك سيدعم موقف شفيق لأنه سينفي وجود مؤامرة لصالح مبارك، وانه بعيد عن أي تهمة أو إدانة، بدليل سكوت مبارك طول فترة الجولة الأولى للانتخابات التي تترجم على حرصه التام بعدم تشويه صورة شفيق.
والواضح أن الشعب المصري طوال هذه الفترة لم يكن يعرف من هو الفريق شفيق، أو انه غافل لحقيقة الفلول ومن يقف ضد الثورة ويريد لها الفشل بما يعرف بـ"الثورة المضادة"؟ والعبارة المقصودة هنا ليس الشعب المصري بأكمله، بل المقصود أولئك الذي خدعوا وصوتوا للفريق شفيق في الجولة الأولى مقابل إغراءات مادية أو تموينية أو سياسية، لان الشعب المصري الذي فجر الثورة في 25 يناير 2011 وثار على نظلم مبارك وأتباعه لبس هو نفس الشعب الذي "سيقلع عينه بيده" ويرجع النظام السابق من جديد وبذلك يكون الشعب هو نفسه الذي خذل نفسه بنفسه، وصدق المثل القائل "ويا أبو زيد كأنك ما غزيت"، وهذا يترجم بطبيعة الحال فشل وسقوط الثورة المصرية عن بكرة أبيها؟
لكن الأمر الغريب والمستهجن هو عدم توجيه أي إدانة للفريق شفيق عقابا على ما قام به ضد المتظاهرين في ميدان التحرير، أسوة بإدانة برئيسه مبارك. والشيء الأكثر غرابة واستهجانا تم إبعاد الأنظار عنه تماما وكأنه لم يكن صاحب الجمل بل انه شبه بالحمل الوديع وخاض الجولة الأولى من الانتخابات - كما ذكرت سابقا - بدعم كامل من العسكر وبعض فئات الشعب المصري كالأقباط، لربما أيضا لعدم درايتهم به وبأفعاله وماضيه، أو لربما لأنه مدعوم من قوى خارجية تريد إرجاع النظام السبق من جديد وتفشل الثورة حتى تكون مصر مسرحا لمصالحهم فقط.
ومع بداية العد التنازلي لإجراء انتخابات الإعادة جاءت اللحظة الأخيرة لتحسم الموقف وتنقذ البلاد بثورتها المباركة من الأشرار، حتى لا يكتب لها الفشل وترجع الأمور إلى سابق عهدها، فقد جاءت قرارات المحكمة الدستورية مخيبة للآمال بالسماح للفريق شفيق خوض جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، الذي يعتبر احد فلول النظام السابق وصاحب موقعة الجمل التي شهدت اعنف وأشرس المعارك ضراوة وأثقلها ألما على المتظاهرين، وان الفريق كان يديرها مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بتفويض من مبارك نفسه، اللذين يقضيان في السجون أحكاما مؤبدة لما اقترفوه من جرائم بحق أبناء شعبهم.
وكان من المفترض أن يصدر حكم عن كلا المحكمتين (الدستورية والجنايات) للثأر لروح الشهداء الذي سقطوا على أيدي الفلول الملطخة بالدماء والذي يعتبر الفريق واحدا منهم، أو على اقل تعديل أن يصدر حكم عادل ومنصف كرد اعتبار وشرف لهم وعائلاتهم ولمصر العظيمة أم الشهداء أمثال محمد طلعت حرب ومحمد علي وسعد زغلول وحسن ألبنا والسيد قطب رحمهم الله جميعا.
أقول إن دماء شهداء الثورة لم يذهب هدرا ولا هباء منثورا ولا بد أن يظهر الحق على أيدي شريفة متوضئة نقية من أي شبوهات واتهامات لتخليص البلاد والعباد من عبودية فرعون وهامان وجنودهما الذين لا يريدون لمصر أن تقوم لها قائمة ولا أن تكبر لها شوكة وسيعون لتحطيمها. والشيء الذي أريد أن انوه له في هذا المقال هو أن الأحزاب والأطياف السياسية بالإضافة إلى نسبة غير قليلة من عامة الشعب المصري تغيرت لديهم الصورة السيئة التي أوصلوها لهم المشوشين عن الإخوان وهي الآن غير متخوفة من إعطاء أصواتهم لمرشحها الدكتور محمد مرسي للانتخابات الرئاسية، لتعطشهم للإسلام واندفاعهم الإرادي والاإرادي باتجاه الإخوان كما كان ظاهرا في الانتخابات التشريعية السابقة. ويأتي هذا الاختيار من باب العامل النفسي أكثر منه للعامل السياسي المتمثل في قناعتهم المبدئية بصدق وأمانة الإخوان وإخلاصهم في حمل هذه الأمانة من منطلق الوازع الديني التي تتمتع بها الجماعة في إدارة التشريع والقانون والعدل، وإيمانهم بان الإخوان لم يخذلوهم وستكون جولة انتخابات الإعادة خير شاهد.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية