هل يفعلها أبو مازن
بقلم: أ. وائل عبد الرزاق المناعمة
لم يكن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو صريحاً مثلما كان في خطابه الأخير، بل لا أبالغ إذا ما قلت إن نتنياهو عبر حقيقة عما لم يجرؤ رؤساء الوزارات الصهاينة السابقين عن التعبير عنه صراحة في أوقات سابقة، فالحركة الصهيونية منذ قيامها كان لها هدف واضح، وهو إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وطرد أهلها إلى دول مجاورة، اقترح بعضهم الأردن كوطن بديل، وأعلن قادتهم ذلك في مواضع مختلفة.
وهنا وفي هذا الوقت بالذات وشعبنا الفلسطيني يمر بأصعب مراحله، حيث يتعرض للقمع والتشريد، وتهويد القدس، وإنكار حقوقه المشروعة التي أقرها العالم عبر سلسلة من قرارات للأمم المتحدة لم تر النور، ويعاني حصاراً لم يشهد له العالم مثيلاً في العصر الحالي، ويدفع ثمن الانقسام يومياً نتيجة جري البعض وراء سراب ما يسمى بعملية السلام من جهة واستحقاقات خارطة الطريق0
من ناحية ثانية، وغيرها من الإملاءات التي أجبرت المناضل على رمي البندقية، وتغيير ميثاقه، والاعتراف بالمحتل، وإعطائه الشرعية التي بحث عنها طويلاً، وفي المقابل يخرج نتنياهو ليوجه صفعات قوية لمن سار في هذا النفق المظلم، وصدق أوهام ما يسمى بالسلام على المقاس الصهيوني، والموديل الأمريكي.
وعندما أنهى نتنياهو خطابه الواضح فكرت سريعاً في أفضل رد عليه، وهنا قفز إلى ذهني السيد أبو مازن، وقلت: أفضل رد على نتنياهو أن يخرج أبو مازن ليعلن أمام العالم:
أولاً: الوحدة الوطنية مع حركة حماس والاتفاق على مصالح الشعب الفلسطيني بعيداً عن أية إملاءات خارجية.
ثانياُ: تنصل السلطة الفلسطينية من أي التزام أو اتفاق تجاه العدو الصهيوني كنتيجة طبيعية لتنصل نتنياهو من الاتفاقات السابقة.
وأعتقد أن هذا الموقف كفيل برفع السقف الفلسطيني، وإعادة الهيبة للمقاومة أمام جميع دول العالم من جديد, بعدما شاب العلاقة بين الأخوة الفلسطينيين شوائب وترسبات نتيجة الاحتلال، والمؤامرات التي يحيكها ليل نهار للنيل من شعبنا ووحدته ومقاومته، ويعاونه في ذلك دول عربية وغربية تتقاطع مصالحها مع المحتل في أكثر من مكان.
أرجو ألا أكون أحلم بهذا الرد المقترح على خطاب نتنياهو، لأن حلمي الأكبر هو توحيد الصف الفلسطيني على قاعدة المصالح العامة والثوابت الوطنية، وحينها سيكون النصر أقرب بكثير من أي وقت مضى.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية