هنية: سنتحمل تكاليف المنطقة الحرة والمصالحة بالثلاجة
قال رئيس الحكمة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية أن حكومته على استعداد لتحمل النفقات المطلوبة والمستحقة على الطرف الفلسطيني في حال إقامة المنطقة التجارية الحدودية الحرة مع مصر على معبر رفح الحدودي.
وأشار في مقابلةٍ مع صحيفة "الوطن" المصرية الأربعاء إلى أن الجانب الفلسطيني يغلق الأنفاق فور فتح المعابر بشكل طبيعي للأفراد والتجارة وحال إقامة منطقة التجارة الحرة بين الحدود المصرية الفلسطينية.
ولفت هنية إلى أن "التخوفات" من إمكانية أن تكون هذه المنطقة بداية لانفصال غزة عن الضفة الغربية أثارها النظام المصري السابق لإبقائه على حصار قطاع غزة ولا يسمح بتخفيف المعاناة عن أهله حتى لا يلقى القطاع في الحجر المصري وأنها سوف تقتطع من الأرض الفلسطينية.
وفي سياق المقابلة، أكد أن حركة "فتح" متورطة في موضوع حصار القطاع، قائلاً: "مصادر أوروبية أكدت لنا خلال زيارتها لنا في القطاع أن أوروبا وصلت إلى قناعة بضرورة رفع الحصار عن غزة وأن هذه جريمة إنسانية، إلا أن فياض كان يطلب من قيادات أوروبية بألا يتعجلوا في رفع الحصار عن القطاع".
هنية قال في حواره لـ«الوطن» إن الخير قادم إلى غزة بعد انتفاض الشعب المصري على الظلم، وإنه لا ينسى الهتافات التي رددها الثوار المصريون بعد نجاح الثورة بأن الشعب يريد تحرير فلسطين، خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد التي قال عنها إنها حيّدت دولة كبيرة مثل مصر بإخراجها من الصراع، ونكبت أمة حيث جعلت مصر تتخلى عن دورها القيادي في المنطقة وهو ما ترتب عليه احتلال دول عربية وتقسيم دول أخرى.
وفيما يلي نص المقابلة:
* ما رؤيتك للأحداث الأخيرة التي وقعت في رفح وراح ضحيتها 16 جنديا مصريا؟
- بداية نكرر تعازينا لمصر قيادة وشعباً وجيشاً، لهؤلاء الشهداء الأبرار، وأسال الله عز وجل أن يسكنهم الفردوس الأعلى ويلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ونؤكد على موقفنا المستنكر والمندد لهذه الجريمة التي وقعت فيشهر رمضان المبارك، فالشعب الفلسطيني آلمه ما حدث فيرفح، خاصة أن هذه الجريمة هزت المشاعر والعواطف لدرجة جعلت غزة تلتف بالحزن الشديد وخرج الأهالي معبرين عن حزنهم من خلال بيت العزاء الذى استقبل المعزين من كافة القوى الوطنية والإسلامية، إضافة إلى صلاة الغائب التي تلت صلاتي العشاء والتراويح وكنت موجودا فيها بشكل شخصي، أما على مستوى القيادة السياسية في غزة، فعقدنا اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء، وكذلك اجتماعا لمجلس الأمن الأعلى للاتفاق على إجراءات أمنية لقطع الطريق على أي تطورات لهذه الجريمة على العلاقات بين البلدين، كما أجرينا العديد من الاتصالات مع كافة المستويات بداية من الدكتور محمد مرسى ورئيس وزرائه الدكتور هشام قنديل، ووزير دفاعه الفريق السيسي، إضافة إلى لقائنا قوى وطنية مصرية أمثال مرشحي الرئاسة السابقين حمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح بهدف نقل موقفنا وتعاطفنا والاستعداد للعمل الأمني المشترك لوضع حد لهذه الجرائم التي تقع فيرفح المصرية وشمال سيناء، خاصة أن غزة تعيش في الغلاف الجغرافي للأمن القومي المصري.
* ما ردك على الاتهامات التي وجهت لقطاع غزة بالتورط في أحداث رفح؟
- للأسف الشديد الإعلام الذى أشار بأصابع الاتهام إلينا هو امتداد للغة الإعلام والخطاب فيعهد النظام السابق الذى يريد أن يجعل غزة مرمى للسهام والتنكيل بها وإظهارها بمصدر الشر لمصر، ونحن نقول بكل اطمئنان غزة لا يمكن أن تكون إلا مصدر استقرار وأمن لمصر وحدودها، ولن تسمح بالإضرار بالأمن القوم المصري وأن تستخدم أراضينا لتنفيذ أي عملية ضد الإخوة فيمصر، فهذا الأمر خط أحمر كما أنه لم يثبت حتى الآن تورط أي فلسطيني فيتلك الجريمة الغادرة.
وبالمناسبة فنحن لم نتسلم أي أسماء من المخابرات المصرية أو الجهات الرسمية بأشخاص لها علاقة بتورط فلسطينيين من القطاع فيهذه الأحداث وكل ذلك يدلل على أن غزة ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بموضوع رفح، وهى بريئة براءة الذئب من دم يوسف، وفي الوقت نفسه إذا ثبت خلال الفترة المقبلة تورط أي فلسطيني أو تسلل أفراد هاربين من وجه العدالة إلى رفح ونفذوا هذه الجريمة فسوف نوقع عليهم أقصى عقوبات القانون المصري الرادع.
* لكن بعض الجهات الأمنية المصرية صرحت بتورط أشخاص ينتمون إلى جماعة جيش الإسلام في أحداث رفح وأنها سلمت لكم قائمة بأسمائهم؟
- هذا الكلام غير صحيح لم نتسلم أسماء بهذا الشأن، هناك بعض الأسماء التي ترددت قبل وقوع هذه الجريمة وهم شباب لهم علاقات ببعض الأشخاص فيرفح وأجرينا تحريا أمنيا دقيقا عليهم وتأكدنا أنه لا توجد علاقة لأى فرد منهم بهذه الأحداث.
إخطار إسرائيل شركاتها السياحية بوقف الرحلات من سيناء قبل هجوم رفح بيومين دليل على علمها بالحادث
* ألم تلحظ الجهات الأمنية في القطاع أي تحركات غريبة قبل الحادث، خاصة أن إسرائيل أجلت رعاياها من سيناء قبل الحادث بيومين؟
- إسرائيل تلعب لعبة قذرة في الموضوع الأمني، وتتحرك بما يحقق لها أهدافها السياسية والأمنية فيوقت واحد، فقبل أحداث رفح أخطرت رعاياها بضرورة الرحيل من سيناء وأيضا طلبت من شركات السياحة الإسرائيلية بألا تقل رحلات سياحية إلى سيناء واتخذت إجراءات أمنية في محيط معبر كرم أبو سالم، وهناك جانب آخر يجب أن يضعه المصريون في اعتبارهم عند تناولهم الأحداث، وهو أن الإسرائيليين عندما يرسلون معلومات أو أخبارا أو أسماء لها علاقة أو نشاط أو نية لإجراء عمليات في سيناء تكون هذه الأسماء في الغالب من غزة، فإسرائيل لا تسلم مصر أي اسم موجود في سيناء أو رفح، مثلاُ فهي تعرف إذا كان هناك من يخطط لأى عمليات في سيناء وإن كان لديها معلومات فهي لا تعطى مصر أي معلومات تتعلق بالأراضي المصرية، تريد أن تحتفظ بها لنفسها ولكن تعطيها أسماء وهمية في غزة حتى تضر بالعلاقات بين غزة ومصر وأن يكون لها مبرر لاغتيال هؤلاء الشباب في غزة، وهذا حدث قبل وقوع هجوم رفح عندما اتصلت بنا المخابرات المصرية تطلب منا تسليم اسمين في غزة بعدها قصف الطيران الإسرائيلي القطاع في صباح اليوم التالي.
السؤال إذا كانت إسرائيل حريصة على أمن مصر ولا تريد أن تقع بها أعمال من هذا النوع في سيناء فلماذا لا تسلم المخابرات المصرية هذه المعلومات أو على الأقل تقدم لها كشفاً بأسماء الأشخاص الموجودين في سيناء ممن لهم علاقة بهذا الحادث، لذلك أدعو إخواننا فيمصر أن يتوخوا الحذر في التعامل مع الأخبار الإسرائيلية وفي كل ماي نشره الإسرائيليون لأن إسرائيل لا تريد الخير لا لمصر ولا فلسطين ولا العالم العربي.
* إسرائيل استغلت أحداث رفح وبدأت تلمح إلى أن الأنفاق كان لها دور كبير في تنفيذ أحداث رفح، فما تعليقك؟
- الأنفاق هي شريان الحياة في غزة، خاصة فيظل غلق المعابر والحصار المستمر للقطاع براً وبحراً وجواً لدرجة جعلتنا نفقد أبسط مكونات الحياة، وبدأنا في استخدام السيارات التي كان تسير باستخدام الزيت النباتي، البيوت خالية من الصحون والزجاج نتيجة الحصار لذلك لم يكن لدينا خيار سوى الأنفاق لكى يحصل الشعب على لقمة العيش والكساء والأدوية، فالأنفاق ظروف استثنائية لجأ إليها الشعب الفلسطيني، فلو كان النظام السابق فتح معبر رفح أمام الأفراد والحركة التجارية، لما كانت هناك حاجة للأنفاق، الأنفاق موجودة للغذاء والكساء والدواء ومواد البناء.
لذلك أقولها للمرة الثانية إذا فتحت المعابر بشكل طبيعي كأفراد وتجارة وإذا أقمنا منطقة التجارة الحرة بين الحدود المصرية الفلسطينية فبالتأكيد لن يكون لنا أي مبرر لاستخدام الأنفاق، وسوف يغلقها الجانب الفلسطيني فنحن نريد أن تأتينا الأشياء من فوق الأرض وليس من تحت الأرض، اليوم نأتي بالأشياء من تحت الأرض لأن فوق الأرض مغلق.
* إذن كيف تضمن ألا تستخدم هذه الأنفاق في تجارة الأشياء أو الأعمال غير المشروعة؟
- نحن كحكومة غزة لدينا رقابة أمنية مشددة على تلك الأنفاق ونحن نتابعها ولا نسمح إطلاقا بأن تكون هذه الأنفاق منفذا لعناصر تضر بالأمن المصري وكذلك بالأمن الفلسطيني لأن العناصر التي تفكر أن تعمل فيمصر يمكنها أن تعمل في فلسطين فمن باب المصلحة المشتركة والأمن الذاتي الفلسطيني وعدم الإضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني توجد هذه الرقابة المشددة.
* ما أشكال الرقابة الأمنية المشددة التي تتحدث عنها؟
- هناك هيئة تسمى هيئة الحدود وتشكل من معظم الأجهزة الأمنية، من الشرطة، والأمن الداخلي، وأمن الجمارك تعمل على مدار الساعة ولديها مقرات رئيسية وأفراد وأذرع مراقبة على هذه الجهود ونحن نجتهد بما استطعنا من جهد وطاقة لضبط حركة الأنفاق.
* وماذا عن الإجراءات المتبعة في حالة ضبط نفق يتاجر أو يعمل في أشياء غير شرعية؟
- نغلق هذه الأنفاق فوراً، ونحن بالمناسبة أغلقنا بعد حادث رفح عددا من الأنفاق التي لم تعد ضرورية لحركة نقل المواد الغذائية والبناء والأدوية والكساء خاصة الواقعة شرق المعبر وحتى الجانب الإسرائيلي، خاصة أن هذه الأنفاق ليست خاضعة لرقابة أمنية فلسطينية بقدر ما هي خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، أما الأنفاق المستخدمة غرب المعبر فتسيطر عليها الحكومة وأي ممنوعات تضبط يتم التعامل معها.
* في الفترة الأخيرة تعالت الصيحات من الجانب الفلسطيني بضرورة إنشاء منطقة تجارة حرة بين القطاع ومصر عوضاً عن الأنفاق، فهل طرح هذا المشروع على الرئيس المصري؟
- بالفعل طرحنا المشروع تفصيلياً على مدير المخابرات المصرية السابق اللواء مراد موافي في زيارات سابقة، كما وضعنا الرئيس مرسى في صورة هذا الموضوع، وأنا حالياً أسمع تصريحات أخوة مسئولين ووزراء يبدو من خلالها أن هذا المشروع مطروح بقوة على طاولة النقاش المصري لعدة أسباب، أولاً توفير دعم لقطاع غزة، وثانياً لإنهاء ظاهرة الأنفاق، وثالثاً حماية الأمن القومي المصري، ورابعاً يعد مصدراً من مصادر التنمية، خاصة لسكان رفح وسيناء الذين يعانون من بطالة ونحن نشجع ذلك وعلى استعداد لتحمل النفقات والمستحقات المطلوبة.
* هل هذا المشروع قدم فقط كفكرة أم وفق دراسة من قبلكم؟
- نحن بالفعل تقدمنا بمشروع مكتوب كامل أعدته وزارة الاقتصاد الفلسطينية وقدمنا إياه لجهاز المخابرات المصرية والقيادات المصرية.
الأنفاق» ظروف استثنائية لجأنا إليها نتيجة الحصار وإذا فتحت المعابر لن يكون لنا مبرر لاستخدامها
* البعض أعلن تخوفه من إمكانية أن تكون هذه المنطقة الحرة بداية لتخلى القطاع وانفصاله عن الضفة الغربية فكيف ترى هذا التخوف؟
- هذه التخوفات كانت يثيرها النظام المصري السابق لإبقائه على حصار قطاع غزة ولا يسمح بتخفيف المعاناة عن أهله حتى لا يلقى القطاع في الحجر المصري، وأنها سوف تقتطع من الأرض الفلسطينية، نحن نريد أن نثبت أن غزة وشعبها جزء لا يتجزأ من شعب فلسطين، غزة ليست كيانا منفصلا عن الأراضي الفلسطينية وقلنا إنه لا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية دون غزة، كما أن الشعب الفلسطيني بطبعه يكره التهجير والاستيطان في أى مكان غير فلسطين والحديث عن اقتطاع غزة وشعبها ليس له أساس من الصحة، وأكبر مثال على ذلك في الحرب الأخيرة على القطاع، وستجدين كل العالقين خارج غزة جميعهم عادوا إليه وكان عددهم يقدر بحوالي 6 آلاف و500 فلسطيني أثناء الحرب ولم يخرج من غزة أي مواطن فلسطيني وبالتالي فإن ذلك يعد تكذيباً لأى أحد يزعم بوجود مواطنين فلسطينيين يريدون البقاء فيرفح أو سيناء، مصر للمصريين وغزة للفلسطينيين، لكن فيأى مكان في العالم في الدول المجاورة هناك معابر ومنافذ ومناطق حرة لتبادل المصالح والتبادل التجاري وهذا موجود بين مصر وليبيا ومصر والسودان وكذلك مصر وفلسطين.
* إذن بم تفسر تصريحات سلام فياض بمطالبة الجانب المصري بسرعة غلق الأنفاق حفاظاً على أمنها؟
- سلام فياض والسلطة لا يريدون رفع الحصار عن غزة فهم يريدونها تحت الحصار وهذا للأسف الشديد برهنت عليه كل السنوات السابقة عندما تواطأوا في الحرب على غزة، حيث قدمت عناصر أمنية تابعة لحركة فتح في غزة معلومات للعدو عبر الأجهزة الأمنية فيرام الله، والإسرائيليون شكلوا من خلال هذه المعلومات بنكاً أمنياً فيضرب القطاع، والدليل على أن فتح ما زالت متورطة في موضوع حصار القطاع ما أكدته لنا مصادر أوروبية خلال زيارتها لنا في القطاع أن أوروبا وصلت إلى قناعة بضرورة رفع الحصار عن غزة وأن هذه جريمة إنسانية، إلا أن فياض كان يطلب من قيادات أوروبية بألا يتعجلوا فيرفع الحصار عن القطاع وكان يقول لهم انتظروا قليلاً فإن غزة سوف تنهار وإن حكومتها سوف تسقط لذلك فإن تصريحات فياض بمناشدة الحكومة المصرية غلق الأنفاق حفاظاً عن أمنها قادمة من هذا الباب، وكأنه حريص على أمن مصر أكثر من حرصنا نحن عليه.
* أين وصل ملف المصالحة الفلسطينية؟
- ملف المصالحة في الثلاجة.
* والأسباب؟
- الأمريكان طلبوا من أبو مازن 3 أشياء هي، لا مصالحة مع حماس، ولا ذهاب إلى الأمم المتحدة لأخذ عضوية الدولة، وعودة المفاوضات مع إسرائيل، وإلا سيمنعون عنه الأموال ومن ملك قوته يملك قراره، وأبو مازن لا يملك ماله فهو يملك مالاً أمريكياً غربياً لذلك فهو ينفذ إرادة الخارج في موضوع المصالحة إلى جانب وجود عامل فلسطيني داخلي وهو وجود قوة داخل السلطة الفلسطينية، خاصة الأجهزة الأمنية لا تريد مصالحة مع حركة حماس، تريد أن تحافظ على مصالحها، لأن المصالحة تعنى مشاركة حماس لها في القرار والسلطة والرقابة والمحاسبة.
* أين الجانب المصري من موضوع المصالحة؟
- مصر بذلت جهدا في موضوع المصالحة في الفترة السابقة ونحن وقعنا ورقة مصر، لكن مصر لم تمارس الضغط على الأطراف لتنفيذ هذه الورقة وأملنا في العهد الجديد وأن تكون هناك أفعال أكثر حيوية والوقوف على حقيقة أسباب تعطيل هذه المصالحة، ومَن الطرف الذى يعرقلها حتى يمكن ضخ دماء جديدة لموضوع المصالحة الفلسطينية.
* في عهد النظام السابق كان اللواء عمر سليمان مسئولاً عن ملف القضية الفلسطينية فهل هذا الرجل أضاف أم عطل هذا الملف؟
- نحن مع مصر نتعامل على أن هؤلاء رجال دولة وأنهم رجال مرشحون من قبل الدولة لمتابعة الملف الفلسطيني فعلاقتنا تقوم على احترام متبادل ونقاش حر ونحن كفلسطينيين كان لنا معه علاقات رسمية بصفته الوزير المكلف من قبل الدولة لمتابعة الملف ونحن تعاملنا معه بأريحية واستقبلناه في القطاع أكثر من مرة وهو استقبلنا في القاهرة ونسأل الله أن يغفر لنا وله.
* خلال لقائك الأخير الدكتور محمد مرسى في القاهرة ما المطالب التي عرضتها عليه وهل وافق عليها أم لا؟
- تكلمنا في3 ملفات أولها الملف السياسي، واستعرضنا تطور الوضع والقضية الفلسطينية على مستوى غزة والضفة وما تتعرض له من تهديدات إسرائيلية وأين موقع القضية الفلسطينية فيظل ثورات الربيع العربي مستثمرين هذه الثورات التي كانت من أهم مطالبها بعد إسقاط الأنظمة، تحرير فلسطين، ثم تدخلنا في الإطار السياسي لملف المصالحة الفلسطينية وكيف يمكن أن نعيد الحياة لملف المصالحة ربما برؤية مختلفة لنظام مصري جديد، أما الملف الثاني فكان عن قضية الحصار والأنفاق والكهرباء وكانت هناك قرارات أبلغنا بها وهى فتح معبر رفح لمدة 12 ساعة، والسماح بمرور 1500 مواطن يومياً، كل فلسطيني يدخل إلى مصر يمنح إقامة 72 ساعة أي بمعنى رفض الترحيل من رفح إلى المطار والعكس، وتكلمنا عن موضوع الكهرباء وكان هناك قرار بتمرير 450 ألف لتر يوميا من الوقود القطري تصل إلى غزة عن طريق مصر لتشغيل محطات الكهرباء إضافة إلى رفع كفاءة الجهد المصري فيخط الكهرباء القادم من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية من 22 ميجا وات إلى 30 ميجا وات وإمكانية إنشاء محول في محطة الوحش بمنطقة الشيخ زويد، إضافة إلى ربط غزة بالخط الثماني العربي فيما يتعلق بالكهرباء وتسيير خط غاز مصري إلى قطاع غزة، أما الجانب الثالث فكان الجانب الأمني وأكدنا أننا لدينا جاهزية واستعداد للتعاون الأمني من أجل حماية الأمن الفلسطيني المصري المشترك وبالفعل نحن وجدنا رئيساً مؤمنا بربه وأمته المصرية ومؤمناً بقضية فلسطين باعتبارها قضية تحرير لكل الأمة، رئيساً مؤمناً بتراث وتاريخ وثقافة هذه الأمة، يعرف ماذا يريد ودور مصر المفقود كيف يمكن أن يعاد كدولة قائدة رائدة في المنطقة العربية والإسلامية، وجدنا رئيساً ودوداً لمسنا فيه تواضعاً جماً، رئيسا يعبر عن الشعب المصري الأصيل وعن ثورته.
* هل هذه الوعود كان لها إطار زمني؟
- القرارات كان من المفترض أن تنفذ فوراً، لكن أحداث سيناء عرقلت تطبيقها نتيجة الانتشار الأمني، واليوم أبلغنا بفتح المعبر على مدار الأسبوع وسوف نتابع مع الجانب المصري تنفيذ هذه الوعود، أما الوقود القطري فحتى لحظة إجراء الحوار لم يصلنا نتيجة الإجراءات الأمنية الموجودة في سيناء والحكومة وعدتنا بالتنفيذ مباشرة.
* إسماعيل هنية في2006 كان يجلس على الرصيف أمام معبر رفح بعدما مُنع من دخول الأراضي المصرية، وفي2012 دخل مصر واستقبل فيقصر الرئاسة بل وألقى خطبة في المسجد الأزهر الشريف، كيف ترى هذا التناقض؟
- الكلمة هي مصر الجديدة، كل الجمهورية أصبحت مصر الجديدة بعد الثورة في سياستها ونظامها الرئاسي وتحديد علاقاتها مع الجوار، مصر القديمة جلسنا فيها على الرصيف، مصر الجديدة اعتلينا فيها منبر الأزهر، مصر القديمة لم يستقبلنا أي رئيس، مصر الجديدة استقبلنا الرئيس فيقصر الاتحادية وأنا أتكلم عن مصر القديمة باعتبارها النظام السابق وليس شعب مصر فالشعب المصري، هو شعب عظيم الذى قدم 100 ألف شهيد من أبنائه من أجل القضية الفلسطينية خلال حروب مصر مع إسرائيل، فالشعب المصري لم يتورط في حصار غزة وإغلاق المعبر وإعطاء غطاء للحرب على إسرائيل، الشعب المصري كان يبكى دما أثناء الحرب على غزة لكن حينما آن الأوان وانطلقت الثورة المصرية أعتقد أن جزءا من الغضب الكامن في النفس المصرية كان له علاقة بما يحدث في فلسطين وكيف كان النظام متواطئاً ولم يحرك ساكناً تجاه الشعب الفلسطيني، لذلك نحن أملنا كبير فيمصر اليوم، أملنا كان دائماً كبيرا فيمصر، أما اليوم فهو أكبر ونحن نستشعر بوجود خير قادم على فلسطين وعلى الشعوب العربية لأن كامب ديفيد كانت تحييد دولة ونكبة أمة، تحيّد دولة مصر بإخراجها من الصراع ونكبة أمة لأنها أصبحت بلا قيادة، فتغول العدو عليها فقصف المفاعل النووي العراقي، واجتاح لبنان، وطرد كل منظمات الثورة الفلسطينية، ودخلت أمريكا على خط المنطقة واحتلت العراق، والعراق تقاتل دولة عربية، والسودان تنقسم إلى دولتين، كل هذا جاء بعد اتفاقية كامب ديفيد، أما اليوم فمصر كشعب وقيادة يمكن أن تبدأ بترتيب أوراق المنطقة وإعادة الاعتبار ووضع القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات الأمة، نقول انتظروا فإن الخير قادم من مصر.
* من وجهة نظرك لماذا كان يتعمد النظام السابق التضييق والحصار على قطاع غزة؟
- أولا لأنهم وجدوا حكومة في غزة لا تتماشى والسياسة الاستراتيجية فيمصر والقائمة على التسوية والمفاوضات والعمل مع الإسرائيليين وثانياً كانوا يعتقدون أن حكومتنا هي امتداد للإخوان المسلمين وبالتالي فهناك عداء تجاه الحكومة الإسلامية ولا يريد لها نجاح تجربتها حتى لا تتأثر بها المنطقة، ثالثاً لا أعرف هل كان هناك عداء تجاه فلسطين وللمرة الثانية أقولها إن هذا الأمر كان متعلقا بالنظام وليس الشعب، وعندما كنت في مؤتمر فيقطر وقف أحد الشباب المصري وقال نحن كنا 10 آلاف شهيد كنا مسجلين من أجل حماية الثورة وميدان التحرير استشهد منا حوالى الألف وبقى 9 آلاف وهؤلاء وغيرهم على استعداد للتضحية بدمائهم من أجل تحرير فلسطين وقال يا أبا العبد أنتم في فلسطين يكفيكم ما قدمتوه، قدمتم دماء كثيرة والدور علينا كمصريين.. فهذا هو الشعب المصري.
عن الوطن المصرية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية