وجه بشوش بالضحك مرشوش

هنية /// وجه بشوش بالضحك مرشوش ... بقلم : وسام عفيفة

الجمعة 16 أبريل 2010

وجه بشوش بالضحك مرشوش
بقلم : وسام عفيفة 


رغم الاختلاف الفلسطيني في السياسة و الحكم والفصائلية, إلا أن بعض القواسم المشتركة قد تجمع شريحة واسعة من المواطنين بمختلف توجهاتهم.


احد أشكال التوافق التي نالت درجة من المحبة ,كانت من نصيب "أبو وجه بشوش بالضحك مرشوش".


فقد تعودنا خلال عقود ماضية من الثقافة السلطوية العربية أن يكون الرئيس أو رئيس الوزراء او حتى المسئول, في أعلى درجات البغض داخل القلوب,تنقلب إلى تملق ورهبة فوق أقنعة الوجوه... علاقة حاكم بمكانة فرعونية ومحكوم بدرجة عبودية.


عندما يظهر من غزة رئيس وزراء يغير الصورة النمطية فانه يستحق غضب وقلق وحسد الرؤساء والزعماء والعرب.


أبو العبد هنية جمع تحت عباءته قلوب وعقول فلسطينية وعربية وحتى عالمية, ينطبق عليها المثل: "من حلاوة لسانه وريقه صار الكل صديقه".


في ظل الحصار والبؤس في غزة يكفيه أن يمر على ديوان عائلة, سوق شعبي, أو حتى بيت عزاء ليرسم البسمة على الوجوه التي أعياها الانتظار وتعبت من النظر إلى الجدران والأسوار المحيطة بالقطاع, لكن حالهم يقول له: "زي الجنيه الذهب ينسي الهم والتعب"


في ظل المناكفات السياسية وحرب الشائعات التي تشنها غرفة العمليات في رام الله و"تل أبيب" تبدو شخصية هنية عصية على التشويه ,ترد أسهم ماكنات الدعاية السوداء لتصيب مطلقيها.


رغم أنهم استهزأوا بنظرية الصبر والصمود التي أطلقها بداية الحصار بدعوته لأكل الزيت والزعتر, إلا أنهم تفاجئوا بحالة الالتفاف الشعبي حول أبو العبد, برغم التحفظات السياسية أو بعض الانتقادات لحكومته أو حتى أزمات المال, حتى صارت "بصلة الحبيب عند المحب خروف".


في حديث العجائز تلمس محبة نحو هذا الرجل بالسليقة أو الفطرة..ولو سألتها:" لماذا يا ستي تحبيه؟


تجيب: "لان هذا الرجل فيه حاجه لله"


ولو ناكفت عجوز ستينية وقلت لها: "من يوم حكومته صرنا نشتهي الكهرباء والماء, " ترد ببساطه :"يا محلى الجمعة لو على فانوس وشمعة".


شريحة واسعة من المثقفين وقادة الرأي يعبرون أيضا عن إعجابهم برئيس الوزراء,فقد رفع من شأنهم عندما تواضع لهم..قد لا تلتقي قناعاتهم معه, وقد تختلف التوجهات,لكن يكفيهم أن يجدوا احتراما وأذانا تصغي لهم باهتمام .. وعلى رأي المثل :"لاقيني ولا تغديني"


قال احد الأساتذة: إن أسوأ أنواع الزعماء هم أولئك الذين يضعون أنفسهم فوق الآخرين , أو لم يصدّقوا أنفسهم أنهم سيصبحون يوما ما زعماء أو قادة او رؤساء في بلدانهم.


أبو العبد قدم نظرية جديدة ... أفضل أنواع الزعماء هم أولئك الذين يضعون أنفسهم وسط الآخرين, ويرون أنفسهم اكبر من زعماء أو قادة أو رؤساء في بلدانهم, لأنهم يحوزون على اكبر قدر من الشعبية الطبيعية, التي لا تحددها نتائج استطلاعات رأي موجهة أو صناديق انتخابات مزيفة.


قد يبدو في الحديث مديحا ,لكنها ظاهرة تستحق الوقوف والتثبيت في منتدى تاريخ الشعب الفلسطيني, قد لا تعجب الظاهرة البعض.. وعلى أية حال... "اللي عاجبه عاجبه واللي مش عاجبه ينتف حواجبه"
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية