هي نكسة أم وكسة؟!
د. أيمن أبو ناهية
د. أيمن أبو ناهية
إن مبدأ السطو على ارض الغير وطرد أصحابها وتوطين أولئك القادمين من الشتات هي فكرة لها أساسها الأيديولوجي وبعدها الاستراتيجي والذي يتجسد في مفهوم الاستيطان. وما أن اندلعت حرب حزيران 1967م والتي كانت نتائجها احتلال ما تبقى من ارض فلسطين التاريخية - الضفة الغربية وقطاع غزة حتى سارعت (إسرائيل) في وضع الخطط بهدف إقامة العديد من المستوطنات التي يقيم فيها نصف مليون يهودي بينهم 200 ألف يقيمون في مناطق عرفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي كجزء من القدس الموسعة وضمتها إلى سيطرتها.
ومنذ إعلان قيام دولة (إسرائيل) وحتى عام 1967، تمكنت دولة الاحتلال من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوافد المهاجرين اليهود بتشجيع من حكومات الاحتلال المتتالية في العلن قبل الخفاء. ولا ننسى أن هناك عدد غير قليل من الضباط في الجيش يقطنون المستوطنات بل لطالما أكدت الصحف العبرية أن هؤلاء يتعاونون بشكل كبير مع المستوطنين.
فقد نجح الصهاينة على مدار الأربعة قرون السابقة من تطبيق فلسفة الاستيطان عمليا على واقع فلسطين التاريخية واستطاعوا بالتوسع الاستيطاني السرطاني والفاشي المتفشي والنازي الغازي أن يقيموا دولتهم الزعرة المزعورة على أراضي وأملاك الفلسطينيين. فتحت عنوان"الخطأ والسذاجة والتلون" كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 14/7/1972 "إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي وتسييجها".
تماماً فالاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم، وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة على المنطقة العربية، لما تلعبه فلسطين من أهمية إستراتيجية في هذه البقعة من العالم.
لقد بدأت فكرة الاستيطان في فلسطين، تلوح في الأفق، بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، حيث بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد ترويج فكرة تقضي بأن اليهود ليسوا جزءاً من النسيج الحضاري الغربي، لهم ما لهم من الحقوق وعليهم ما عليـهم من الواجـبات، وإنما هم شعب الله المختار، وطنهم المقدس فلسطين، يجب أن يعودوا إليه، وكانت أولى الدعوات لتحقيق هذه الفكرة ما قام به التاجر الدنماركي أوليغـربـولي عام 1695 ،الذي أعد خطة لتوطين اليهود في فلسطين، وقام بتسليمها إلى ملوك أوروبا في ذلك الوقت، وفي عام 1799 كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا.
لقد تكللت جهود الصهيونية المستميتة ومن ورائها القوى الاستعمارية بالنجاح عندما تم الإعلان عن قيام دولة (إسرائيل) عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت دولة الاحتلال من طرد معظم السكان الفلسطينيين بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر الدموية وتدمير القرى والمدن الفلسطينية بأكملها، وأصبح الفلسطينيون يعيشون مشردين لاجئين في البلاد العربية المجاورة في مخيمات بائسة، وما زالوا إلى الآن رغم صدور العديد من القرارات الدولية تقضي بضرورة عودتهم إلى أراضيهم، وفي المقابل فتحت أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها ليتدفق الكثير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وبذلك تكون فرصة جديدة سنحت لدولة الاحتلال لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين، والتي بدأت –كما ذكرت- في القرن التاسع عشر، ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، كما نعتقد أنها المرحلة الأخيرة لأن لدولة الاحتلال أصبحت تحكم سيطرتها على كامل أراضي فلسطين التاريخية.
أن تمسك دولة الاحتلال بالاستيطان على هذه الوتيرة والعجلة المستمرة يشير إلى عدم نضجها لعملية التسوية، فهي تدعي أنها دولة علمانية، لكنها تناقض هذا الأمر بتقديسها الرموز الدينية والتاريخ اليهودي المزور وهي تدعي أنها دولة ديمقراطية وهي في الحقيقة دولة عنصرية بامتياز لأنها تعطي منزلة مميزة لليهود وتسيطر على شعب آخر بالقوة وهي تقول أنها دولة لمواطنيها، من العرب واليهود، لكنها ليهود العالم رغم ما أثبه واقع التمييز العنصري والعرقي واللون بين اليهود أنفسهم في (إسرائيل).
إذن ما هو الحل لهذه الورطة والوكسة؟! إذا كان الاستيطان الغول الذي ينهب ويسلب أرضنا بوتيرة متسارعة ومسعورة ببناء 850 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية رسالة من نتنياهو لعباس بعدم وجود نية حقيقة تجاه إنهاء الاستيطان وهذا ما كرره مرارا ضمن لاءاته المعروفة بعدم وقف الاستيطان أو التراجع عنه ويرفض مقايضة واستبدال الأراضي أو التنازل عن أي مستوطنة أو بؤرة استيطانية ولا يقبل شروطا ولا استجداء ولا حتى استضافة مستوطنين في الدولة الفلسطينية التي تتعارض قطعا مع المشروع الاستيطاني.
وكما يقول المؤرخ الإسرائيلي يوسي أميتاي أن الهدف من إقامة المستوطنات كان أساسا وما يزال سياسيا بحتا، هو الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية، ويبني كلامه هذا على استعداده لتبني مقولتين كثيرا ما يستخدما المستوطنون: إحداهما انه "لا يجوز تشريد أي إنسان من بيته"، أملا مني في أنهم سيوافقون على انسحاب هذا المبدأ أيضا على العائلات الفلسطينية التي تم تشريدها من القدس. والمقولة الأخرى انه "لا مانع من أن توجد أقلية يهودية تقطن في الدولة الفلسطينية، مثلما توجد أقلية عربية فلسطينية تقيم في (إسرائيل)"، أو الجلاء الطوعي إلى داخل الحدود السيادية (لإسرائيل)، وهنا يرى أن هذا الشيء لا يمكن أن يتحقق لان هذه المقولة تتعارض مع الهدف الأساسي سابق الذكر.
ومنذ إعلان قيام دولة (إسرائيل) وحتى عام 1967، تمكنت دولة الاحتلال من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتوافد المهاجرين اليهود بتشجيع من حكومات الاحتلال المتتالية في العلن قبل الخفاء. ولا ننسى أن هناك عدد غير قليل من الضباط في الجيش يقطنون المستوطنات بل لطالما أكدت الصحف العبرية أن هؤلاء يتعاونون بشكل كبير مع المستوطنين.
فقد نجح الصهاينة على مدار الأربعة قرون السابقة من تطبيق فلسفة الاستيطان عمليا على واقع فلسطين التاريخية واستطاعوا بالتوسع الاستيطاني السرطاني والفاشي المتفشي والنازي الغازي أن يقيموا دولتهم الزعرة المزعورة على أراضي وأملاك الفلسطينيين. فتحت عنوان"الخطأ والسذاجة والتلون" كتب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بتاريخ 14/7/1972 "إن الحقيقة هي لا صهيونية بدون استيطان، ولا دولة يهودية بدون إخلاء العرب ومصادرة أراضي وتسييجها".
تماماً فالاستيطان الإسرائيلي هو التطبيق العملي للفكر الاستراتيجي الصهيوني الذي انتهج فلسفة أساسها الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، بعد طرد سكانها الفلسطينيين بشتى الوسائل بحجج ودعاوي دينية وتاريخية باطلة، وترويج مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وجلب أعداداً، كبيرة من شتات اليهود من مختلف أنحاء العالم، وإحلالهم بدلاً من العرب الفلسطينيين، بهدف إقامة دولة على المنطقة العربية، لما تلعبه فلسطين من أهمية إستراتيجية في هذه البقعة من العالم.
لقد بدأت فكرة الاستيطان في فلسطين، تلوح في الأفق، بعد ظهور حركة الإصلاح الديني على يد مارتن لوثر في أوروبا، حيث بدأ أصحاب المذهب البروتستانتي الجديد ترويج فكرة تقضي بأن اليهود ليسوا جزءاً من النسيج الحضاري الغربي، لهم ما لهم من الحقوق وعليهم ما عليـهم من الواجـبات، وإنما هم شعب الله المختار، وطنهم المقدس فلسطين، يجب أن يعودوا إليه، وكانت أولى الدعوات لتحقيق هذه الفكرة ما قام به التاجر الدنماركي أوليغـربـولي عام 1695 ،الذي أعد خطة لتوطين اليهود في فلسطين، وقام بتسليمها إلى ملوك أوروبا في ذلك الوقت، وفي عام 1799 كان الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول زعيم دولة يقترح إنشاء دولة يهودية في فلسطين أثناء حملته الشهيرة على مصر وسوريا.
لقد تكللت جهود الصهيونية المستميتة ومن ورائها القوى الاستعمارية بالنجاح عندما تم الإعلان عن قيام دولة (إسرائيل) عام 1948 على 77% من مساحة فلسطين التاريخية، وتمكنت دولة الاحتلال من طرد معظم السكان الفلسطينيين بعد أن ارتكبت العديد من المذابح والمجازر الدموية وتدمير القرى والمدن الفلسطينية بأكملها، وأصبح الفلسطينيون يعيشون مشردين لاجئين في البلاد العربية المجاورة في مخيمات بائسة، وما زالوا إلى الآن رغم صدور العديد من القرارات الدولية تقضي بضرورة عودتهم إلى أراضيهم، وفي المقابل فتحت أبواب الهجرة اليهودية على مصراعيها ليتدفق الكثير من اليهود من مختلف أنحاء العالم، واستمر هذا الوضع حتى حرب الخامس من حزيران عام 1967، والتي كانت من أهم نتائجها استكمال سيطرة دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية بعد احتلالها للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وبذلك تكون فرصة جديدة سنحت لدولة الاحتلال لمتابعة مخططات الصهيونية لتهويد فلسطين، والتي بدأت –كما ذكرت- في القرن التاسع عشر، ومازالت قائمة إلى يومنا هذا، كما نعتقد أنها المرحلة الأخيرة لأن لدولة الاحتلال أصبحت تحكم سيطرتها على كامل أراضي فلسطين التاريخية.
أن تمسك دولة الاحتلال بالاستيطان على هذه الوتيرة والعجلة المستمرة يشير إلى عدم نضجها لعملية التسوية، فهي تدعي أنها دولة علمانية، لكنها تناقض هذا الأمر بتقديسها الرموز الدينية والتاريخ اليهودي المزور وهي تدعي أنها دولة ديمقراطية وهي في الحقيقة دولة عنصرية بامتياز لأنها تعطي منزلة مميزة لليهود وتسيطر على شعب آخر بالقوة وهي تقول أنها دولة لمواطنيها، من العرب واليهود، لكنها ليهود العالم رغم ما أثبه واقع التمييز العنصري والعرقي واللون بين اليهود أنفسهم في (إسرائيل).
إذن ما هو الحل لهذه الورطة والوكسة؟! إذا كان الاستيطان الغول الذي ينهب ويسلب أرضنا بوتيرة متسارعة ومسعورة ببناء 850 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية رسالة من نتنياهو لعباس بعدم وجود نية حقيقة تجاه إنهاء الاستيطان وهذا ما كرره مرارا ضمن لاءاته المعروفة بعدم وقف الاستيطان أو التراجع عنه ويرفض مقايضة واستبدال الأراضي أو التنازل عن أي مستوطنة أو بؤرة استيطانية ولا يقبل شروطا ولا استجداء ولا حتى استضافة مستوطنين في الدولة الفلسطينية التي تتعارض قطعا مع المشروع الاستيطاني.
وكما يقول المؤرخ الإسرائيلي يوسي أميتاي أن الهدف من إقامة المستوطنات كان أساسا وما يزال سياسيا بحتا، هو الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية، ويبني كلامه هذا على استعداده لتبني مقولتين كثيرا ما يستخدما المستوطنون: إحداهما انه "لا يجوز تشريد أي إنسان من بيته"، أملا مني في أنهم سيوافقون على انسحاب هذا المبدأ أيضا على العائلات الفلسطينية التي تم تشريدها من القدس. والمقولة الأخرى انه "لا مانع من أن توجد أقلية يهودية تقطن في الدولة الفلسطينية، مثلما توجد أقلية عربية فلسطينية تقيم في (إسرائيل)"، أو الجلاء الطوعي إلى داخل الحدود السيادية (لإسرائيل)، وهنا يرى أن هذا الشيء لا يمكن أن يتحقق لان هذه المقولة تتعارض مع الهدف الأساسي سابق الذكر.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية