هيثم أبو القمصان ... بذكراك الرابعة... سنبقي على العهد

السبت 12 يناير 2013

الشهيد المجاهد هيثم عدنان أبو القمصان

هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي

المكتب الإعلامي - خاص

بوركت الطهارة،و بوركت الشهادة، و بورك اليوم الذي يصطفي الله فيه الشهداء, وبورك الأيادي التي تقبض سلاحها تضغط على الزناد , لتذود عن الوطن والدين , وحياض المسلمين.

وبوركت الدماء التي تنزف وتقول هل من مزيد , وبورك الجسد الذي لا يتوانى عن تلقي الضربة تلو الضربة ولا ييأس ولا يضجر , وتبقى العيون شاخصة نحو جنة الرحمن , ففي زماننا من تنزف دمائه حتى أخر قطرة يصبح عظيماً في زمن قال فيه المنهزمون نعم، فأمسوا صغاراً صغاراً، لا قِبَلَ لهم بعزم وصدق الشامخين الأبرار، وليدفنهم ثرى وطنٍٍ خضَّبه دم الشهداء .

بوركت اللحظة التي تقدم فيها الشهداء بكل ما يملكون من عشق لهذا الدين ليدافعوا عن حلمهم وحلم كل الفقراء .. ها هو درب الشهداء الذين يحملون البندقية الطاهرة .. لتكتب التاريخ الحقيقي انتصاراً ومجداً للجهاد والإسلام .. وهي تكتب على الجانب الآخر أشلاء ممزقة وصرخات بني صهيون سكن صدورهم وعيونهم رصاص المجاهدين.

الميلاد والنشأة

هيثم عدنان محمد أبو القمصان , أو أسد المقاومة في منطقة التوام شمال القطاع , تلك المنطقة التي أرعبت بني صهيون في حرب الفرقان فكانت هناك أشرس مواجهات واشتباكات بين المجاهدين والقوات الغازية , فكانت فلسطين على موعد مع ميلاد مجاهد من مجاهدي الأمة والوطن الأفذاذ, فكان اليوم 3/11/1990م , على موعد مع العريس الذي زف قبل أوانه , ليكتب بدمه الطاهرة قصة الوطن المسلوب.

ترعرع هيثم في عائلة مناضلة ومجاهدة, كتبت تاريخها وحياتها وعقدتها , بتاريخ القضية الفلسطينية ونضال أبناءها, فكانت لا تفتأ أن تقدم شهيدا حتى تزف الفارس الأخر بعده,دون كلل أو ملل وتقول , يا حبذا الجنة ولقاءها, طيبة ولذيذ شرابها. وفي مسجد ( ربي بن كعب ) بمنطقة التوام , نشأ الفتى الشجاع , هيثم عدنان أبو القمصان , يحفظ كتاب الله , ويتدراسه مع إخوانه, ويذكر الله بكرة وعشيا,ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة عبد الرحمن بن عوف والإعدادية بمدرسة أسامة بن زيد , والثانوية العامة في مدرسة عثمان بن عفان .

رحلة جهاده ومقاومته


انضم شهيدنا إلى صفوف مجاهدى الناصر صلاح الدين في عام 2006م حيث عمل شهيدنا في وحدة القنص التابعة لجناحنا العسكري بمنطقة التوام وكان من خيرة أبنائنا ومجاهدينا حيثما كان هناك اجتياح لمنطقته تشاهده في الصفوف الأولى ودائما في المقدمة .

ولقد شارك شهيدنا البطل في التصدي للاجتياح الصهيوني المشهود لمنطقة التوام بتاريخ 6/7/2006م حيث كان يقاتل بشراسة رغم صغر سنه .

شارك شهيدنا بعملية إطلاق نار على دورية صهيونية راجلة بمنطقة جحر الديك وسط القطاع بالاشتراك مع وحدات نبيل مسعود عام 2008م .

شارك شهيدنا المجاهد هيثم أبو القمصان مرتين بإطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية شمال القطاع .

كان يرافق أخوانه في المرابطة على الثغور وزراعة العبوات الناسفة لمواجهة القوات الصهيونية التي تتوغل باستمرار في منطقته لم يعرف شهيدنا الملل ولا الكلل فكان دائما في مقدمة المجاهدين من جميع التنظيمات ( رباط ورصد وأمن ومثابرة وجرأة ).

قبل استشهاده بيومين وأثناء حرب الفرقان وشراسة القتال والمواجهة نجا شهيدنا من الاغتيال مرتين في منطقة السلاطين وبحمد الله خرج من الأولى والثانية أكثر إصرارا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة .

حاصل على 6 دورات عسكرية دورتان تنشيطية ودورة في أكاديمية صلاح شحادة والرابعة دورة قنص والخامسة دورة بوارق والسادسة دورة دروع .

هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي

مراسل المكتب الإعلامي يقول ونحن جالسين في بيت الشهيد وحولي ما يقارب الثمانية من أصدقاء الشهيد وأبناء مجموعته وقائده وشقيقه ووالده ووالدته وفجأة تحدث مجاهد من مجموعته قائلا لن انسي في يوم من الأيام مقولة حبيبي هيثم حين كان دائما يردد هذا سبيلي إن صدقت محبتي فاحمل سلاحي فقسما لن نترك سلاحك يا شهيدنا وسنستمر على ذات الطريقة التي اخترناها معا وسويا وهى طريق الحق والقوة والحرية طريق الثابتين المجاهدين الأطهار .

في عيون أهله ورفاقه


يقول والديه " أبو محمد وأم محمد " لمراسلنا:" هيثم كان هادئ جدا وطيب القلب ومطيع وحنون على إخوانه وأخواته شاب لا يوصف ,جميع الصفات الطيبة موجودة فيه , مبتسم دائما , ضحوك باستمرار , لا يعرف الغضب ولا يغضب أحدا , ربنا يرحمه ويلحقنا به .

وتضيف والدته : رحم الله هيثم واسكنه الفردوس الأعلى وافتخر به شديد الفخر فنحن على درب الشهداء ماضون كيف لا ونحن عائلة الشهداء , كيف لا وأشقائي الثلاثة شهداء وابن احدهم فمنهم شقيقي المؤسس " إسماعيل أبو القمصان " وثانيهم شقيقي يوسف أبو القمصان القائد في كتائب القسام وثالثهم شقيقي فائق أبو القمصان " أبو ثائر " قائد لواء الشمال بكتائب الناصر ورابعهم ابن شقيقي فايز فائق أبو القمصان , نعم نفتخر لأننا نقدم الشهيد تلو الشهيد ولن نحيد بإذن الله .

أميره " أبو البراء " : تغمرنا البهجة , والفخر والشموخ باستشهاد فارسنا هيثم , الذي ترجل عن صهوة جواده , وهو مقبلا على الله , ويده على الزناد , ولم تسقط منه البندقية إلا باستشهاده , فلقد عرفناه أسدا مقداما شجاعا, استطاع أن يأسر القلوب بابتسامته الساحرة لإخوانه وأقربائه ,فقد كان صواما قواما ,محبا للجهاد والمقاومة ,لا يقطع رحمه , ويحب الناس, وكانت الصلاة في المسجد عنوانه الأول وخاصة صلاة الفجر , فكنا في أي لحظة نتوقع رحيله, حتى أذن الله له بالرحيل".

ويقول رفاقه وأبناء مجموعته :" إن صديقنا الشهيد هيثم أبو القمصان كان على أخلاق عالية , فكان هو البسام دوما فينا, فكانت له رؤيته الثاقبة , وجرأته في جلساتنا وعملنا العسكري, وإذا ما ذهبنا لعملية ما أو رباط , كان هو الأسد المقدام فينا ,يتقدمنا في كل شيء, لقد استطاع أن يزرع فينا الجرأة وعشق المقاومة وعشق الأرض التي أنجبتنا لنخرج كي نحميها وندافع عنها, وكان دوما يوصينا أن نتقى الله تعالى في جميع أعمالنا, وان نحب كافة أبناء شعبنا دون تمييز مع محافظتنا على أعراض الناس , ونصرة المظلوم".

صديق الشهداء


يقول شقيقه احمد : كان اخى هيثم يحب الجهاد والشهادة ودائما يحدثنا عن الشهداء ما من ليلة تمر إلا وذكر الشهداء على لسانه فكان ممن سبقوه من أصدقائه الشهداء الشهيد المجاهد القسامي سائد الدبور والشهيدان المجاهدان الشهيد المجاهد فايز فائق أبو القمصان ومروان عمار وكان أيضا يحدثنا عن العمل العسكري الجماعى والمشترك في الميدان فكان محبوبا عن الجميع فتارة تجد له صديق من القسام وأخر من سرايا القدس وهكذا حتى اختلطت دمائه بدماء القساميين الشهيدين إياد المقوسي وحمدي حمادة واستشهدوا في نفس المكان والزمان وبصاروخين من طائرات العدو .

الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان


يقول والد الشهيد هيثم : إن ابني هيثم هو الشهيد السادس عشر من عائلة أبو القمصان ونحن نفتخر بتلك العائلة المجاهدة ونحمد الله أن يجعلنا من عائلات الشهداء ونحمده تعالى أن أكرمنا بشرف الشهادة والشهداء هم " القائد المؤسس إسماعيل أبو القمصان , القيادي في كتائب القسام يوسف أبو القمصان , وقائد شمال القطاع فائق أبو القمصان وابنه فايز فائق أبو القمصان . الشهيد علي عليان أبو القمصان , الشهيد إبراهيم محمود أبو القمصان وشقيقه حسام , الشهيد احمد درويش أبو القمصان , الشهيد محمد فخري أبو القمصان , الشهيد محمد كامل أبو القمصان , احمد محمد أبو القمصان , الشهيد احمد عبد الله أبو القمصان , الشهيد خالد مصطفي أبو القمصان , الشهيد محمد فارس أبو القمصان .

اللحظات الأخيرة

يقول أبو يزن صديق الشهيد: هيثم قام بعمل شريط خاص به وهو يتدرب وهو يقوم بعرض عسكري في إحدى بيارات شمال القطاع حيث كتب على الشريط " الشهيد هيثم أبو القمصان " .

ويقول صديقه أبو ياسر: قبل يومين من استشهاده وفي ضل الحرب على قطاع غزة أرسل لي رسالة عبر الجوال " أوصاني بها أن أقوم بتسديد ديونه " وأرسل لبعض الأصدقاء رسائل يوصيهم بالصبر والثبات والمسامحة .

وتضيف والدته : فجر يوم استشهاده كان في البيت رغم انه كان غائبا عن البيت قبلها لعدة أيام كنت حينها مطمئنة , استيقظ من النوم الساعة الرابعة فجرا , توضأ وخرج من البيت وعاد شهيدا .

كرامات الشهيد

صديقه أبو يزن قال لمراسلنا : حين ذهبنا لأخذه من المستشفي ودفنه كانت رائحته رائحة طيبة زكية وكان يضع كف يده اليمنى على كف يده اليسري وكأنه يصلي .

شهيدا مبتسما في الجنة

أبو يزن : ثاني يوم من استشهاد صديقي المجاهد هيثم جائنى في المنام يضحك ومبتسم وفرحا ونظر اتجاهي وذهب .

أبو ياسر : جائنى الشهيد هيثم في المنام بعد يومين من استشهاده وأيضا كان مبتسما وفرحا ثم ذهب .

والده " أبو محمد " : بعد استشهاد ابني هيثم جائنى في المنام وطلب منى شقيقه ليذهب عنده _ فقلت له لا وذهب .

شقيقه احمد : جائنى اخى هيثم ذات ليلة في المنام فقلت له ( هيثم ألست أنت ميت فرد علي وقال لا أنا حي فلم أمت ولف ودار حولي وقال ها أنا أمامك أنا لست ميت أنا حي ارزق أنا شهيد وحدثني كيف استشهد بالضبط وسألني عن صدقيه " عماد " الذي أصيب معه حين استشهاده وقال لي هل هو بخير وذهب .

استشهاده

كان شهيدنا هيثم عدنان أبو القمصان على موعد مع الشهادة , حيث خرج شهيدنا فجر يوم الأربعاء 14/1/2009م لصد العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف قطاع غزة بأكمله فلم يرحموا طفل ولا شيخ ولا عجوز ولا امرأة ولا شاب ولا مدني ولا عسكري فالجميع كان مستهدفا حتى الشجر والحجر والطير والحيوانات واستباحت دبابات العدو منطقة التوام من جميع الجهات فما كان من شهيدنا إلا أن ظل صامدا مرابطا مدافعا عن منطقته وبتنسيق وتكتيك بين مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد عز الدين القسام دكوا حصون العدو واطلقو قذائف الهاون وفجروا العبوات واشتبكوا اشتباكات عنيفة جدا في هذه المنطقة الصامدة فبعد أن قام مجاهد من كتائب القسام بالانقضاض على ثمانية جنود من الوحدات الخاصة غرب منطقة التوام وقتلتهم جميعا وانسحب من المكان جن جنون العدو وطائراته ودباباته فبدأ القصف العنيف فلا تعلم ولا تشاهد من أين يأتي الصاروخ أو القذيفة أو رصاص القناص الصهيوني وبعد جهاد ومقاومة باسلة أطلقت طائرات العدو صاروخين على أربعة مجاهدين من مجاهدي الناصر صلاح الدين وكتائب القسام فاستشهد على الفور شهيدنا المجاهد "هيثم أبو القمصان" وأخويه القساميين "إياد المقوسي وحمدي حمادة" وأصيب المجاهد الرابع من مجاهدينا .....

فهنيئاً لك الشهادة _ يا هيثم _ وإلى لقاء قريب بإذن الله ...
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية