وآسفاه... بقلم : خالد معالي

الأحد 12 مايو 2013

وآسفاه...

خالد معالي

قضي للسنن الكونية أن تسير على منهجية علمية صحيحة في مختلف الأمور والأحداث والمراحل. هكذا أرادها الخالق عز وجل؛ كي يعمر الكون وتستمر الحياة؛ إلا انه وخلال تدفق النهر المنساب بسلاسة ورتابة مدهشة من السنن الكونية تعترضه عقبات من صخور وحجارة مختلفة الأشكال والأحجام، فينساب النهر العذب بشكل خلاق وبراق مخترقا إياها، غير آبه أو مبالٍ بوجودها، آسفا لحالها.

العقبات قد تكون عبارات وأفكارا وأحكاما مغلوطة ومقصودة حول مختلف الأشياء والأمور؛ فيأسف كل ذي عقل وبصيرة لها مرددا: وآسفاه ...

وآسفاه...عندما تصل الأمور إلى حد أن يضطر فلسطيني ما، وفي ذكرى نكبته، وفي ظل التقاعس العربي والإسلامي، وضغط واستفراد أعتى قوة بطش وإرهاب في العالم به؛ أن يفكر بمبادلة أرضه بأرضه، التي روت بدماء الشهداء.

وآسفاه... لكل من ينخرط - بجهل أو بعلم - في الحملة التي تستهدف العالم الإسلامي عبر تفرقته وتجزئته بسنة وشيعة؛ متساوقا مع أعداء الأمة من الغرب وأمريكا وبعض العربان وغيرهم، من باب فرق تسد؛ وكأن العالم الإسلامي لا يكفيه ما فيه من تشرذم ومصائب وعيوب وثغرات يدخل من خلالها كل من "هب ودب".

وآسفاه...عندما نرى أحزابا وقوى داخل دولة الاحتلال تتفق وتلتقي وتضع الخطوط العريضة لصالح كيانها على زيفه وباطله، وتمتنع أي قوة منها أن تمس الخطوط الحمر والثوابت عن رضا وقناعة؛ وعندنا يتم تجاوز كل الخطوط والثوابت، برغم أننا أصحاب حق، وهم محتلون مغتصبون.

وآسفاه...لحالنا عندما نرى دول أوروبا على عظمتها، تتجمع وتتكتل في دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المتصاعدة؛ ونحن على قلتنا وقلة عتادنا نتفرق وننقسم، ونفتش عن هفوات وعيوب بعضنا، ونشهر بها، وننفخها ونكبرها؛ وكأننا في غيبوبة وكابوس لعين لا ندري متى نستفيق منه.

وآسفاه...عندما يطل علينا رجل عبر الفضائيات ويحمل شهادة عليا وصفة رمزية مهمة، وأحيانا صفة نضالية؛ ويأخذ بقلب الحقائق بأسلوب منمق وجذاب، مستخدما كل أساليب المكر والدهاء، محرفا للكلم عن مواضعه، متناسيا أن الشمس لا تغطى بغربال، مستخفا بالمشاهد، وغير محترم لعقله؛ وكأن المتلقي يمكن له أن يمتلئ بمعلومات خاطئة دون أن يتفكر فيها، ومتناسيا أن حبل الكذب قصير.

وآسفاه,,,عندما يأخذ رجل أو مسئول بالحديث عن قضية ما مستعرضا كل الايجابيات ليدعم فكرته ورأيه، ولا يذكر شيئا عن السلبيات، ولا يزن الأمور بميزان العلم والمنطق، متصورا أن المستمع ساذج، ويمكن أن تنطلي عليه حيله.

وآسفاه...عندما يتحول دور قوى وفصائل – مجهرية- إلى دور المدافع عن الانحلال الأخلاقي تحت يافطة الحريات الشخصية، بدل أن تدافع عن العفة والفضيلة، فأمة أو شعب بلا أخلاق؛ هي امة لا تنتصر ولا تقوم لها قائمة.

وآسفاه...عدما نرى الأمم والشعوب تتقدم وتتسابق في ميادين العلم والمعرفة والحداثة، وترصد ميزانيات ضخمة للبحوث العلمية، والحضارة والمدنية، وقبول الآخر، والاختلاف في الرأي، ونحن نعيش أجواء داحس والغبراء.

وآسفاه...عندما يشبعنا رجل بالنصائح والقيم والأخلاق، وينظر، ويحكي كلاما جميلا، ويتظاهر بالسلوك الحسن، وعند أول اختبار من تنازع واصطدام المصالح مع المبادئ؛ يفشل ويسقط سقوطا مدويا، فعنده المصالح قبل المبادئ والأخلاق.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية