عماد عفانة
في الحقيقة كان الأولى أن يتم طرح العنوان على النحو التالي : واجب الشعب الفلسطيني تجاه قضية الأسرى، أو واجب السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير كمظلة تحظى باعتراف دولي تجاه قضية الأسرى، أو واجب الأمة تجاه قضية الأسرى، وليس واجب المقاومة وحدها تجاه قضية الأسرى.
ولكن ما يدمي القلب أن الشعب الفلسطيني تتراكم عليه الهموم والمصائب والأزمات بدءا من مشكلة تهويد المقدسات وابتلاع الأراضي وتمدد الاستيطان وتغول الجدار وتهجير المقدسيين عدا عن الاغتيالات والتوغلات تتوجها الاعتقالات والانتهاكات بحق الأسرى.
عدا عن أن الشعب الفلسطيني تقوده وتنطق باسمه جهات منظمة كمنظمة التحرير التي تتوارى خلف السلطة الفلسطينية التي وللأسف لم تولِ قضية الأسرى في سجون الاحتلال ذلك الاهتمام الموصل للإفراج عنهم رغم مرور أكثر من 18 عاما على المفاوضات واللقاءات والاتفاقات العبثية.
وفوق ذلك وعوضا عن قيام السلطة الفلسطينية بالقيام بدور الوفاء للأسرى سواء الذين ما زالوا خلف القضبان عبر إسناد صمودهم وتأمين الدعم القانوني لقضاياهم في المحاكم الصهيونية والدولية، والتكفل بعوائلهم ..الخ.
وعوضا عن الوفاء لأولئك الأسرى المحررين الذين انتهت مدة محكومياتهم أو الذين تمكنت المقاومة بصمودها وجهادها من تأمين الإفراج عنهم عبر تكريمهم وتوفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لاندماجهم واستمرار عطائهم..الخ.
عوضا عن كل ذلك تقوم السلطة الفلسطينية بدور معاكس تماما وهو ما شهدت به الأحداث الأخيرة، ففي قضية الأسيرة المحررة هناء الشلبي التي تمكنت المقاومة من تأمين الإفراج عنها في صفقة التبادل والتي قام الاحتلال باعتقالها إداريا والتي خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام، وبدلا من تأمين السلطة الدعم القانوني لضمان الإفراج عنها يقوم نادي الأسير الفلسطيني التابع لحركة فتح التي تقود السلطة بمساومة الشلبي بالإفراج عنها مقابل إبعادها خارج الوطن، وعندما أصرت الشلبي على الرفض ضغط عليها محامي نادي الأسير الفتحاوي للقبول بإبعادها إلى قطاع غزة قلعة الأحرار .
وفي قضية الأسرى المحررين تقوم السلطة الفلسطينية بتبادل الأدوار مع الاحتلال في إعادة اعتقالهم ومصادرة حريتهم وتنغيص حياتهم والتنكر لتضحياتهم بل ومعاقبتهم على وطنيتهم وعلى نضالاتهم في مشهد سريالي سيبقى يمثل عارا في جبين السلطة وجبين حركة فتح التي تقودها.
لذلك وبناء على كل ما سبق لم يبقى لنا إلا أن نتوجه إلى فصائل المقاومة والممانعة الأخرى وعلى رأسها حركة حماس التي تحولت من حركة تقاد إلى حركة تقود الشارع بل والشعب الفلسطيني ومن خلفه أمتنا العربية نحو الحرية والانعتاق.
فحركة حماس التي باتت في موقع قيادة مشروع التحرر الوطني عوضا عن منظمة التحرير بفصائلها المختلفة التي تاهت في دهاليز السياسة والمكر الصهيوني بعد أن فقدت بوصلتها الوطنية، وبعد تخليها عن خيار التحرير وقبلت بالعدو جارا عزيزا وتنازلت له عن أكثر من ثلاثة أرباع الوطن في الوقت الذي لا تستطيع فيه بسط سيادتها على ما تبقى منه، حركة حماس في ظل ما سبق باتت أمل للشعب وأمل للأمة ترنوا إليها كل العيون.
لكن حركة حماس والحالة هذه باتت تتراكم عليها المسؤوليات والمهام الكبرى التي لن تستطيع النهوض بها وحدها ما لم تعمل على نظم جهود كل الخيرين والوطنيين المخلصين من كافة الأطياف والألوان.
فمن باب أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، فقد ترك لنا العدو عظة وعبرة من مسيرته في اغتصاب فلسطين من شعبنا ومن أمتنا.
فقد نظم العدو الصهيوني نفسه منذ القرن قبل الماضي المؤتمرات الصهيونية الشهيرة التي حددت هدفا وهو اغتصاب فلسطين، ووضعت له جدولا زمنيا من أجل لوصول إلى هذا الهدف، والأهم من ذلك أنها عملت على تنظيم جهود أغلب يهود العالم ومنظماتهم وتشكيلاتهم في سبيل تحقيق هذه الغاية.
وعليه هل بات علينا أن ننتظر من حركة حماس هذا التنظيم القوي والممتد أن يسقط هذه القوة على قضية الأسرى..!!
صحيح أن حركة حماس لم تأل جهدا في العمل من أجل قضية الأسرى وإسناد صمودهم والتواصل معهم والوقوف مع عوائلهم.
ومن خلال تأمل هذه الجهود يمكننا القول أن حركة حماس وضعت قضية الأسرى على سلم أولوياتها وبذلت في سبيل تحرير الأسرى تضحيات كبيرة، ونفذت من أجلها عمليات فدائية جبارة ومشهودة سالت فيها دماء كثيرة وارتقى شهداء عظماء حتى بلغ عدد عمليات الاختطاف التي نفذتها كتائب القسام للإفراج عن الأسرى نحو 11 عملية.
وكان أبرز هذه العمليات عملية اختطاف جلعاد شاليط التي قام العدو الصهيوني على إثرها بفرض الحصار المستمر منذ نحو 6 سنوات شن خلالها حربا طاحنة ضد قطاع غزة دون أن يتمكن من الظفر به.
وقد توجت هذه العملية بصفقة وفاء الأحرار التي تعتبر الأولى من نوعها في التاريخ الفلسطيني التي تتم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تمكنت المقاومة من خلالها تامين الإفراج عن نحو 1050 أسيرا وأسيرة من ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية من الفلسطينيين ومن العرب من سكان غزة والضفة والقدس والجولان وال48.
صحيح أنه لا يوجد عمل تجاه قضية الأسرى أفضل من العمل على تحريرهم من الأسر بكل الوسائل المشروعة وهو الأمر الذي تميزت به حركة حماس بل وتفوقت.
فبتحديد الغايات من الوقوف مع قضية الأسرى يمكن تحديد الوسائل المناسبة لذلك، ويمكن حصر الغايات بالتالي:
1- تأمين الإفراج عنهم.
2- إسناد صمودهم خلف القضبان قانونيا وماديا وإنسانيا في الداخل والخارج.
3- الوقوف مع عوائلهم ورعايتها.
4- تحشيد الشعب والأمة خلف قضيتهم العادلة.
5- فضح ممارسات الاحتلال وتعريته والضغط عليه حتى يستجيب لمطالب الإفراج عنهم.
وفيما يتعلق بالغاية الأولى و هو تأمين الإفراج عنهم فلم تقصر حركة حماس كما أسلفنا سابقا من خلال عمليات الاختطاف بهدف التبادل..
أما فيما يتعلق بالغايات الأخرى، فقد عملت حماس على إفراد عدد من المؤسسات المتخصصة لمتابعة قضية الأسرى على مختلف المستويات:
1- القانونية:
- من خلال تخصيص قانونيين للدفاع عن الأسرى أمام محاكم الاحتلال أنى كانت وتغطية تكاليفهم ودفع الكفالات التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم.
2- المادية:
- من خلال تخصيص ميزانيات لتغطية "كانتينا" الأسرى التي يعتاشون منها خلف القضبان.
- ومن خلال التكفل بعوائلهم بتخصيص رواتب ثابتة لهم توفر لعوائلهم الحد الأدنى من العيش الكريم.
3- الاجتماعية:
- من خلال الوقوف مع عوائلهم وتوفير الرعاية لها والعمل على حل مشاكلها قدر الإمكان في الأفراح والأتراح وفي تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات، ومن خلال توفير العمل المناسب لهم.
4- الإنسانية:
- من خلال تحشيد شعبنا الفلسطيني خلف قضيتهم في المناسبات المختلفة مثل يوم الأسير الفلسطيني، ومثل الوقوف مع معارك الإضرابات التي يخوضها الأسرى ضد السجان، ومثل إثارة المؤسسات الحقوقية والقانونية لرفع دعاوى ضد جرائم الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
5- الإعلامية:
- من خلال التعريف بقضيتهم أمام مختلف المحافل المحلية والدولية، وشرح معاناتهم خصوصا الأسرى المعزولين والأطفال والنساء والمرضى..الخ.
لكن..ورغم كل هذا الاهتمام بهذه القضية الوطنية الأولى المتقدمة في الحقيقة على باقي القضايا ومنها قضية القدس والمقدسات، فالإنسان هو أقدس المقدسات على هذه الأرض، فان شعبنا وحركاته وفصائله المختلفة ستبقى مقصرة ما لم تؤمن الإفراج عنهم جميعا.
وكي لا تبقى جهودنا الكثيرة والمتنوعة مبعثرة، وكي لا تبقى الجهود والإمكانات البشرية والمادية مشتتة، وكي لا نبقى نعدد لافتات التصدي لهذه القضية الحقة فنظل ضعفاء، نطلق هذا النداء للتوحد في كيان في لوبي في تجمع في شبكة في تنسيقية في مفوضية أو سموها ما شئتم، المهم أن نعمل كفلسطينيين بشكل عام وأن تعمل حركة حماس بشكل خاص على تنظيم وتجميع جهود مؤسساتها التي تهتم بقضية الأسرى تحت لافتة واحدة تنسق الجهود وتوزع المهمات وتركز الإمكانات وتسخر الطاقات لتوثيق المعلومة وتثبيت الحقيقة والظهور بصوت واحد قوي مجلل ومعبر بحق عن قضية الأسرى ومعاناتهم على مختلف المستويات.
على أن يتم تخصيص كل مؤسسة من هذه المؤسسات في حمل ملف معين لتبدع فيه، والملفات كثيرة، فعلى سبيل المثال:
- ملف الأسرى المعزولين.
- ملف الأسرى الأطفال.
- ملف الأسيرات.
- ملف الأسرى نواب التشريعي
- ملف الأسرى المرضى.
- ملف الأسرى العرب.
- ملف المحاكمات والدعاوى القضائية أمام المحاكم الصهيونية.
- ملف الدعاوى القضائية أمام المحافل الدولية.
- ملف التعريف الإعلامي بالقضية أمام المحافل الإعلامية الخارجية سواء كان عربي أو غربي وأوروبي.
- ملف إثارة القضية على المستويات السياسية في مختلف المحافل العربية والغربية.
وهكذا نرى أن الملفات كثيرة وتحتاج إلى تخصص كي يتحقق الإبداع في قضية أحوج ما نكون فيها إلى الإبداع، فكما أبدع المجاهدون بدمائهم وعرقهم وجهدهم في تنفيذ عمليات الاختطاف التي أمنت الإفراج عن الأسرى، على مؤسساتنا المعنية أن تبدع في حمل هذه القضية، لكن على أن تنطق بلسان واحد وأن تعبر عنهم لافتة جامعة واحدة وأن نظهر أمام عدونا قبل صديقنا بمظهر موحد قوي وواثق وقادر على الإبداع بل والانجاز على سبيل المثال:
- إصدار ملحق صحيفة أسبوعي مطبوع والكتروني باسم صوت الأسير الفلسطيني بعدد من اللغات الحية تصدر وتوزع مجانيا في الأراضي المحتلة وتنشر الكترونيا في مختلف الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية.
- افتتاح موقع الكتروني متخصص باسم صوت الأسير الفلسطيني وإنشاء صفحات على مختلف برامج التواصل الالكتروني لتكون بحق الصوت المعبر عن الأسرى وعن قضيتهم العادلة وعلى مختلف المستويات.
- افتتاح إذاعة متخصصة بذات الاسم ذات قدرات وإمكانات لتوصيل رسائل الأسرى ومعاناتهم للعالم وإيصال رسائل العالم إليهم.
- إنشاء وحدة إنتاج إعلامي بكافة اللغات الحية مهمتها تجسيد معاناة الأسرى وأبعادها القانونية والإنسانية عبر مختلف الفنون وإيصالها إلى شتى أنحاء العالم، ولتمثل هذه الوسائل الإعلامية مجتمعة مرجعا معلوماتيا لكافة المهتمين حقوقيا وقانونيا وإنسانيا وإعلاميا..الخ.
- إثراء المناهج الدراسية المدرسية والجامعية بقاعدة بيانات وطنية عن هذه القضية وعن رموزها وتضحياتهم وشهدائها وإضراباتهم ..الخ.
- افتتاح فروع للشبكة أو التجمع المقترح للمؤسسات المختصة بقضية الأسرى خارج فلسطين لتنفيذ عدد من المهمات على سبيل المثال:
§ إحياء فعاليات التضامن مع الأسرى في مختلف بلدان العالم فضلا عن إحياء البعد القانوني للقضية أمام مختلف المحافل المختصة في العالم، وذلك من خلال استغلال أجواء الربيع العربي في البلدان المختلفة عبر نشر الوعي بهذه القضية وبنسج علاقات تفاعل وتواصل مع مختلفات الفعاليات الحية والمؤسسات المعنية في تلك البلدان .
§ العمل على توظيف نفوذ جالياتنا المختلفة بقدراتها المختلفة في شتى أنحاء العالم أولا لفضح الاحتلال وممارساته والعمل على تعزيز عزلته الدولية، وثانيا لتجريمه من خلال رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية.
وتنظيم وقفات واعتصامات أمام السفارات العربية والغربية للفت الانتباه لقضية الأسرى.
§ التواصل المباشر والغير مباشر مع مختلف البرلمانات كمؤسسات دول ومع كافة برلمانيي العالم كصانعي قرار في بلدانهم وتزويدهم بكافة البيانات والمعلومات الكفيلة بتكوين رأي عام مساند لهذه القضية العادلة.
§ تنظيم محاضرات واعتصامات يشارك فيها ذوي الأسرى أنفسهم والأسرى المحررون كونهم الأقدر على توصيل الرسالة بأبعادها الإنسانية للغرب.
§ شراء صفحات إعلانية في أكثر الصحف الغربية شعبية وكذلك مساحات إعلانية في أكثر القنوات الفضائية مشاهدة للترويج والتحشيد لقضية الأسرى.
§ اعتماد الأسرى المحررين المبعدين كسفراء لهذه القضية يطوفون العالم للتعريف بها وتحشيد الأمة خلف إسنادها.
§ تنظيم محاكمات صورية لقادة الاحتلال وانتهاكاته العنصرية للقانون الدولي الإنساني بمشاركة كبار الحقوقيين وممثلي حقوق الإنسان لتجسيد معاناة الأسرى وأسرهم والمجتمع بأسره من خلفهم وعرضها من خلال كبريات المسارح ودور العرض في شتى أنحاء العالم.
§ تجنيد الدعم المادي لاسناد صمود الأسرى ودعم حملة التعريف بقضيتهم والتصدي للانتهاكات والمحاكمات الصهيونية من خلال كبريات الشركات ورؤوس الأموال في عالمنا العربي الغني بالثروات.
وفي الختام ونحن على أعتاب يوم الأسير الفلسطيني فان الأفكار الإبداعية للوقوف مع أسرانا الأبطال خلف القضبان مهما كانت هذه الأفكار وهذه الأعمال كبيرة وراقية فإنها لن ترقى إلى درجة إبداع المجاهدين المقاومين في الميدان في تنفيذ عمليات اختطاف جنود العدو بهدف انجاز عمليات تبادل تكون كفيلة بتحريرهم جميعا كرماء أعزاء
في الحقيقة كان الأولى أن يتم طرح العنوان على النحو التالي : واجب الشعب الفلسطيني تجاه قضية الأسرى، أو واجب السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير كمظلة تحظى باعتراف دولي تجاه قضية الأسرى، أو واجب الأمة تجاه قضية الأسرى، وليس واجب المقاومة وحدها تجاه قضية الأسرى.
ولكن ما يدمي القلب أن الشعب الفلسطيني تتراكم عليه الهموم والمصائب والأزمات بدءا من مشكلة تهويد المقدسات وابتلاع الأراضي وتمدد الاستيطان وتغول الجدار وتهجير المقدسيين عدا عن الاغتيالات والتوغلات تتوجها الاعتقالات والانتهاكات بحق الأسرى.
عدا عن أن الشعب الفلسطيني تقوده وتنطق باسمه جهات منظمة كمنظمة التحرير التي تتوارى خلف السلطة الفلسطينية التي وللأسف لم تولِ قضية الأسرى في سجون الاحتلال ذلك الاهتمام الموصل للإفراج عنهم رغم مرور أكثر من 18 عاما على المفاوضات واللقاءات والاتفاقات العبثية.
وفوق ذلك وعوضا عن قيام السلطة الفلسطينية بالقيام بدور الوفاء للأسرى سواء الذين ما زالوا خلف القضبان عبر إسناد صمودهم وتأمين الدعم القانوني لقضاياهم في المحاكم الصهيونية والدولية، والتكفل بعوائلهم ..الخ.
وعوضا عن الوفاء لأولئك الأسرى المحررين الذين انتهت مدة محكومياتهم أو الذين تمكنت المقاومة بصمودها وجهادها من تأمين الإفراج عنهم عبر تكريمهم وتوفير البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لاندماجهم واستمرار عطائهم..الخ.
عوضا عن كل ذلك تقوم السلطة الفلسطينية بدور معاكس تماما وهو ما شهدت به الأحداث الأخيرة، ففي قضية الأسيرة المحررة هناء الشلبي التي تمكنت المقاومة من تأمين الإفراج عنها في صفقة التبادل والتي قام الاحتلال باعتقالها إداريا والتي خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام، وبدلا من تأمين السلطة الدعم القانوني لضمان الإفراج عنها يقوم نادي الأسير الفلسطيني التابع لحركة فتح التي تقود السلطة بمساومة الشلبي بالإفراج عنها مقابل إبعادها خارج الوطن، وعندما أصرت الشلبي على الرفض ضغط عليها محامي نادي الأسير الفتحاوي للقبول بإبعادها إلى قطاع غزة قلعة الأحرار .
وفي قضية الأسرى المحررين تقوم السلطة الفلسطينية بتبادل الأدوار مع الاحتلال في إعادة اعتقالهم ومصادرة حريتهم وتنغيص حياتهم والتنكر لتضحياتهم بل ومعاقبتهم على وطنيتهم وعلى نضالاتهم في مشهد سريالي سيبقى يمثل عارا في جبين السلطة وجبين حركة فتح التي تقودها.
لذلك وبناء على كل ما سبق لم يبقى لنا إلا أن نتوجه إلى فصائل المقاومة والممانعة الأخرى وعلى رأسها حركة حماس التي تحولت من حركة تقاد إلى حركة تقود الشارع بل والشعب الفلسطيني ومن خلفه أمتنا العربية نحو الحرية والانعتاق.
فحركة حماس التي باتت في موقع قيادة مشروع التحرر الوطني عوضا عن منظمة التحرير بفصائلها المختلفة التي تاهت في دهاليز السياسة والمكر الصهيوني بعد أن فقدت بوصلتها الوطنية، وبعد تخليها عن خيار التحرير وقبلت بالعدو جارا عزيزا وتنازلت له عن أكثر من ثلاثة أرباع الوطن في الوقت الذي لا تستطيع فيه بسط سيادتها على ما تبقى منه، حركة حماس في ظل ما سبق باتت أمل للشعب وأمل للأمة ترنوا إليها كل العيون.
لكن حركة حماس والحالة هذه باتت تتراكم عليها المسؤوليات والمهام الكبرى التي لن تستطيع النهوض بها وحدها ما لم تعمل على نظم جهود كل الخيرين والوطنيين المخلصين من كافة الأطياف والألوان.
فمن باب أن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، فقد ترك لنا العدو عظة وعبرة من مسيرته في اغتصاب فلسطين من شعبنا ومن أمتنا.
فقد نظم العدو الصهيوني نفسه منذ القرن قبل الماضي المؤتمرات الصهيونية الشهيرة التي حددت هدفا وهو اغتصاب فلسطين، ووضعت له جدولا زمنيا من أجل لوصول إلى هذا الهدف، والأهم من ذلك أنها عملت على تنظيم جهود أغلب يهود العالم ومنظماتهم وتشكيلاتهم في سبيل تحقيق هذه الغاية.
وعليه هل بات علينا أن ننتظر من حركة حماس هذا التنظيم القوي والممتد أن يسقط هذه القوة على قضية الأسرى..!!
صحيح أن حركة حماس لم تأل جهدا في العمل من أجل قضية الأسرى وإسناد صمودهم والتواصل معهم والوقوف مع عوائلهم.
ومن خلال تأمل هذه الجهود يمكننا القول أن حركة حماس وضعت قضية الأسرى على سلم أولوياتها وبذلت في سبيل تحرير الأسرى تضحيات كبيرة، ونفذت من أجلها عمليات فدائية جبارة ومشهودة سالت فيها دماء كثيرة وارتقى شهداء عظماء حتى بلغ عدد عمليات الاختطاف التي نفذتها كتائب القسام للإفراج عن الأسرى نحو 11 عملية.
وكان أبرز هذه العمليات عملية اختطاف جلعاد شاليط التي قام العدو الصهيوني على إثرها بفرض الحصار المستمر منذ نحو 6 سنوات شن خلالها حربا طاحنة ضد قطاع غزة دون أن يتمكن من الظفر به.
وقد توجت هذه العملية بصفقة وفاء الأحرار التي تعتبر الأولى من نوعها في التاريخ الفلسطيني التي تتم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تمكنت المقاومة من خلالها تامين الإفراج عن نحو 1050 أسيرا وأسيرة من ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية من الفلسطينيين ومن العرب من سكان غزة والضفة والقدس والجولان وال48.
صحيح أنه لا يوجد عمل تجاه قضية الأسرى أفضل من العمل على تحريرهم من الأسر بكل الوسائل المشروعة وهو الأمر الذي تميزت به حركة حماس بل وتفوقت.
فبتحديد الغايات من الوقوف مع قضية الأسرى يمكن تحديد الوسائل المناسبة لذلك، ويمكن حصر الغايات بالتالي:
1- تأمين الإفراج عنهم.
2- إسناد صمودهم خلف القضبان قانونيا وماديا وإنسانيا في الداخل والخارج.
3- الوقوف مع عوائلهم ورعايتها.
4- تحشيد الشعب والأمة خلف قضيتهم العادلة.
5- فضح ممارسات الاحتلال وتعريته والضغط عليه حتى يستجيب لمطالب الإفراج عنهم.
وفيما يتعلق بالغاية الأولى و هو تأمين الإفراج عنهم فلم تقصر حركة حماس كما أسلفنا سابقا من خلال عمليات الاختطاف بهدف التبادل..
أما فيما يتعلق بالغايات الأخرى، فقد عملت حماس على إفراد عدد من المؤسسات المتخصصة لمتابعة قضية الأسرى على مختلف المستويات:
1- القانونية:
- من خلال تخصيص قانونيين للدفاع عن الأسرى أمام محاكم الاحتلال أنى كانت وتغطية تكاليفهم ودفع الكفالات التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم.
2- المادية:
- من خلال تخصيص ميزانيات لتغطية "كانتينا" الأسرى التي يعتاشون منها خلف القضبان.
- ومن خلال التكفل بعوائلهم بتخصيص رواتب ثابتة لهم توفر لعوائلهم الحد الأدنى من العيش الكريم.
3- الاجتماعية:
- من خلال الوقوف مع عوائلهم وتوفير الرعاية لها والعمل على حل مشاكلها قدر الإمكان في الأفراح والأتراح وفي تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات، ومن خلال توفير العمل المناسب لهم.
4- الإنسانية:
- من خلال تحشيد شعبنا الفلسطيني خلف قضيتهم في المناسبات المختلفة مثل يوم الأسير الفلسطيني، ومثل الوقوف مع معارك الإضرابات التي يخوضها الأسرى ضد السجان، ومثل إثارة المؤسسات الحقوقية والقانونية لرفع دعاوى ضد جرائم الاحتلال أمام المحاكم الدولية.
5- الإعلامية:
- من خلال التعريف بقضيتهم أمام مختلف المحافل المحلية والدولية، وشرح معاناتهم خصوصا الأسرى المعزولين والأطفال والنساء والمرضى..الخ.
لكن..ورغم كل هذا الاهتمام بهذه القضية الوطنية الأولى المتقدمة في الحقيقة على باقي القضايا ومنها قضية القدس والمقدسات، فالإنسان هو أقدس المقدسات على هذه الأرض، فان شعبنا وحركاته وفصائله المختلفة ستبقى مقصرة ما لم تؤمن الإفراج عنهم جميعا.
وكي لا تبقى جهودنا الكثيرة والمتنوعة مبعثرة، وكي لا تبقى الجهود والإمكانات البشرية والمادية مشتتة، وكي لا نبقى نعدد لافتات التصدي لهذه القضية الحقة فنظل ضعفاء، نطلق هذا النداء للتوحد في كيان في لوبي في تجمع في شبكة في تنسيقية في مفوضية أو سموها ما شئتم، المهم أن نعمل كفلسطينيين بشكل عام وأن تعمل حركة حماس بشكل خاص على تنظيم وتجميع جهود مؤسساتها التي تهتم بقضية الأسرى تحت لافتة واحدة تنسق الجهود وتوزع المهمات وتركز الإمكانات وتسخر الطاقات لتوثيق المعلومة وتثبيت الحقيقة والظهور بصوت واحد قوي مجلل ومعبر بحق عن قضية الأسرى ومعاناتهم على مختلف المستويات.
على أن يتم تخصيص كل مؤسسة من هذه المؤسسات في حمل ملف معين لتبدع فيه، والملفات كثيرة، فعلى سبيل المثال:
- ملف الأسرى المعزولين.
- ملف الأسرى الأطفال.
- ملف الأسيرات.
- ملف الأسرى نواب التشريعي
- ملف الأسرى المرضى.
- ملف الأسرى العرب.
- ملف المحاكمات والدعاوى القضائية أمام المحاكم الصهيونية.
- ملف الدعاوى القضائية أمام المحافل الدولية.
- ملف التعريف الإعلامي بالقضية أمام المحافل الإعلامية الخارجية سواء كان عربي أو غربي وأوروبي.
- ملف إثارة القضية على المستويات السياسية في مختلف المحافل العربية والغربية.
وهكذا نرى أن الملفات كثيرة وتحتاج إلى تخصص كي يتحقق الإبداع في قضية أحوج ما نكون فيها إلى الإبداع، فكما أبدع المجاهدون بدمائهم وعرقهم وجهدهم في تنفيذ عمليات الاختطاف التي أمنت الإفراج عن الأسرى، على مؤسساتنا المعنية أن تبدع في حمل هذه القضية، لكن على أن تنطق بلسان واحد وأن تعبر عنهم لافتة جامعة واحدة وأن نظهر أمام عدونا قبل صديقنا بمظهر موحد قوي وواثق وقادر على الإبداع بل والانجاز على سبيل المثال:
- إصدار ملحق صحيفة أسبوعي مطبوع والكتروني باسم صوت الأسير الفلسطيني بعدد من اللغات الحية تصدر وتوزع مجانيا في الأراضي المحتلة وتنشر الكترونيا في مختلف الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية.
- افتتاح موقع الكتروني متخصص باسم صوت الأسير الفلسطيني وإنشاء صفحات على مختلف برامج التواصل الالكتروني لتكون بحق الصوت المعبر عن الأسرى وعن قضيتهم العادلة وعلى مختلف المستويات.
- افتتاح إذاعة متخصصة بذات الاسم ذات قدرات وإمكانات لتوصيل رسائل الأسرى ومعاناتهم للعالم وإيصال رسائل العالم إليهم.
- إنشاء وحدة إنتاج إعلامي بكافة اللغات الحية مهمتها تجسيد معاناة الأسرى وأبعادها القانونية والإنسانية عبر مختلف الفنون وإيصالها إلى شتى أنحاء العالم، ولتمثل هذه الوسائل الإعلامية مجتمعة مرجعا معلوماتيا لكافة المهتمين حقوقيا وقانونيا وإنسانيا وإعلاميا..الخ.
- إثراء المناهج الدراسية المدرسية والجامعية بقاعدة بيانات وطنية عن هذه القضية وعن رموزها وتضحياتهم وشهدائها وإضراباتهم ..الخ.
- افتتاح فروع للشبكة أو التجمع المقترح للمؤسسات المختصة بقضية الأسرى خارج فلسطين لتنفيذ عدد من المهمات على سبيل المثال:
§ إحياء فعاليات التضامن مع الأسرى في مختلف بلدان العالم فضلا عن إحياء البعد القانوني للقضية أمام مختلف المحافل المختصة في العالم، وذلك من خلال استغلال أجواء الربيع العربي في البلدان المختلفة عبر نشر الوعي بهذه القضية وبنسج علاقات تفاعل وتواصل مع مختلفات الفعاليات الحية والمؤسسات المعنية في تلك البلدان .
§ العمل على توظيف نفوذ جالياتنا المختلفة بقدراتها المختلفة في شتى أنحاء العالم أولا لفضح الاحتلال وممارساته والعمل على تعزيز عزلته الدولية، وثانيا لتجريمه من خلال رفع دعاوى أمام المحاكم الدولية.
وتنظيم وقفات واعتصامات أمام السفارات العربية والغربية للفت الانتباه لقضية الأسرى.
§ التواصل المباشر والغير مباشر مع مختلف البرلمانات كمؤسسات دول ومع كافة برلمانيي العالم كصانعي قرار في بلدانهم وتزويدهم بكافة البيانات والمعلومات الكفيلة بتكوين رأي عام مساند لهذه القضية العادلة.
§ تنظيم محاضرات واعتصامات يشارك فيها ذوي الأسرى أنفسهم والأسرى المحررون كونهم الأقدر على توصيل الرسالة بأبعادها الإنسانية للغرب.
§ شراء صفحات إعلانية في أكثر الصحف الغربية شعبية وكذلك مساحات إعلانية في أكثر القنوات الفضائية مشاهدة للترويج والتحشيد لقضية الأسرى.
§ اعتماد الأسرى المحررين المبعدين كسفراء لهذه القضية يطوفون العالم للتعريف بها وتحشيد الأمة خلف إسنادها.
§ تنظيم محاكمات صورية لقادة الاحتلال وانتهاكاته العنصرية للقانون الدولي الإنساني بمشاركة كبار الحقوقيين وممثلي حقوق الإنسان لتجسيد معاناة الأسرى وأسرهم والمجتمع بأسره من خلفهم وعرضها من خلال كبريات المسارح ودور العرض في شتى أنحاء العالم.
§ تجنيد الدعم المادي لاسناد صمود الأسرى ودعم حملة التعريف بقضيتهم والتصدي للانتهاكات والمحاكمات الصهيونية من خلال كبريات الشركات ورؤوس الأموال في عالمنا العربي الغني بالثروات.
وفي الختام ونحن على أعتاب يوم الأسير الفلسطيني فان الأفكار الإبداعية للوقوف مع أسرانا الأبطال خلف القضبان مهما كانت هذه الأفكار وهذه الأعمال كبيرة وراقية فإنها لن ترقى إلى درجة إبداع المجاهدين المقاومين في الميدان في تنفيذ عمليات اختطاف جنود العدو بهدف انجاز عمليات تبادل تكون كفيلة بتحريرهم جميعا كرماء أعزاء
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية