واجب حماس تجاه أزمة الوقود..!!
عماد عفانة
"رئيس الوزراء إسماعيل هنية شخصيا يقوم بنقل الناس إلى أعمالهم بسيارته الخاصة" ليساهم في التغلب على أزمة الوقود" .
تخيلوا لو نفذ أخونا الكبير أبو العبد هذه الفكرة ، كم سيكون مردودها النفسي والمعنوي على أبناء شعبنا بل وعلى كل من يتابع الشأن الفلسطيني.
لقد ضرب أبو العبد منذ توليه رئاسة الوزراء المثل في التواضع وفي الالتحام بشعبه عبر إصراره على إمامة الناس في الصلوات عامة وفي قيام رمضان خاصة بصوته الحنون، وكم سيكون لذلك من أثر بالغ وتأثير كبير على جماهير شعبنا خاصة وعلى جماهير الأمة العربية على وجه العموم.
وفي أزمة الكهرباء والوقود لابد لرئيس وزرائنا من لمسة، ولابد له من لفتة تشعر الناس بمشاركته لهم الأزمة وبالعمل معهم يد بيد على التغلب عليها.
نعلم جميعا أن الأزمة سياسية بامتياز. كما نعلم أن أطرافا فلسطينية في قيادة السلطة لا يسعدها أن تعيش غزة بهناء وسلام دون إعادتها إلى حضن شرعيتهم المفقودة.
كما نعلم أن النظام السابق في مصر هو الذي يحكم وإن سقط مبارك، وأنهم مرتبطين باتفاقات والتزامات مع كيان العدو ومع أمريكا ومع غيرهم باتفاقات ضد مصلحة مصر وضد مصالح الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسها فلسطين القضية والشعب.
كما نعلم الجهود المضنية التي تبذلها خلية الأزمة في حكومة غزة لجهة التواصل مع جميع أطراف العالم وفي المقدمة منها النظام المصري وقواه الثورية ومجلس الشعب فيه ومع عدد من الدول العربية والإسلامية لحل هذه الأزمة عبر توفير الوقود مجانا لغزة من إيران وقطر والجزائر، وعبر توفير الكهرباء العربية لغزة من الربط الثماني، وعبر مد خطوط أنابيب للوقود والغاز لمحطة التوليد، إلخ من هذه المساعي التي تصطدم بالرفض المصري للتعاطي مع أغلبها.
إلا أن كل ذلك لا يعفي حماس من المسؤولية عن القيام بجهود ذاتية وداخلية لإحياء خلق التكافل، خلق التراحم، خلق الإنسان للإنسان، وذلك استجابة لقوله في حديث "الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ ، وَأَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ"، وقوله "من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له"
وواجب حماس تجاه أزمة الوقود تضاف إلى جهودها المبذولة على مختلف الصعد التي ذكرناها والتي لم نذكرها، التي نعرفها والتي نجهلها، لكن يطيب لنا أن نضيف بعض المقترحات لعلها تساهم في التغلب على هذه الأزمة التي ما هي إلا واحدة من جملة الأزمات التي يحاول الأعداء إغراق غزة بها لإفشال تجربة الحكم الأولى للإسلاميين في فلسطين.
ومن هذه المقترحات ما يلي:
1- أن يتولى رئيس الوزراء بنفسه ولو يوم واحد في الأسبوع نقل الناس إلى أعمالهم .
2- تكليف جميع الوزراء ونواب التشريعي والوكلاء ومن هم في منزلتهم بتخصيص يوم واحد في الأسبوع لتفريغ سياراتهم لنقل الناس إلى أماكن عملهم أو دراستهم، وحبذا لو كان الوزير أو النائب هو الذي يتولى نقل الناس بنفسه.
3- إطلاق يد المهربين لإدخال الوقود إلى غزة بكل الوسائل الممكنة دون فرض أي رسوم أو ضرائب عليها حتى انتهاء الأزمة.
4- تعزيز الرقابة على السوق السوداء لبيع الوقود للحيلولة دون التسبب بمزيد من المعاناة للمواطنين من جانب، ومن جانب آخر منع الاحتكار لهذه السلعة الحيوية.
5- تقليص ساعات تشغيل المولدات في الوزارات والمؤسسات الحكومية، لصالح توفير الوفود لكل من مرافق وزارة الصحة وأجهزة المشافي الصحية، ولصالح سيارات الشرطة التي تعمل على توفير الأمن وملاحقة المخالفين.
6- التقشف في استخدام السيارات الحكومية وعدم الاكتفاء بخفض صرف مخصصاتها من الوقود إلى النصف، على أن يتم متابعة تولي سائقيها نقل المواطنين أثناء مهماتها.
7- تخصيص مكان خاص لتعبئة السيارات الحكومية بالوقود وعدم لجوء السيارات الحكومية للتعبئة من المحطات العامة التي يصطف عليها مئات المواطنين دون أن يتمكنوا من شراء الوقود وذلك مراعاة لمشاعرهم واتقاءً لمزيد من النقمة وإيغار الصدور.
8- إلزام كافة السيارات التابعة لحماس والقسام بالالتزام بالدور عند تعبئة الوقود من المحطات العامة مراعاة لمشاعر الناس.
9- تخصيص وزارة المواصلات سيارات نقل عامة تابعة للوزارة في مختلف المرافق الحكومية لنقل المواطنين في أوقات الذروة، أي وقت ذهاب الناس أو الطلاب إلى أعمالهم أو عودتهم منها.
10- التعامل مع الأزمة كما تعاملت معها الحكومة أيام حرب الفرقان والعودة إلى صرف كوبونات الوقود للسائقين الأمر الذي سيشيع أجواء من العدالة في التوزيع كما سيقطع الطريق على بعض أصحاب المحطات الذين يهربون الوقود للسوق السوداء.
11- تخصيص بعض الوقود لصالح حافلات نقل الطلاب للحيلولة دون توقف المرافق التعليمية الحيوية في غزة.
12- تخصيص بعض الوقود للمخابز الرئيسة كي لا نقع في أزمة غذائية.
13- النظر في إمكانية استغلال مواتير الكهرباء الكبيرة المتوفرة للبلدية أو للوزارات لتغذية الأحياء المجاورة لها بالكهرباء.
14- التعامل مع الأزمة في حال تكرارها بإتباع الإجراءات التقشفية فور الشعور بالأزمة وعدم الانتظار حتى تصل إلى عنق الزجاجة.
والأفكار غيرها كثيرة ولا تنضب، المهم هو النية الصادقة والإرادة المضاءة والعزيمة القوية، بالتوكل على الحي الذي لا يموت والذي قال في محكم التنزيل" وفي السماء رزقكم وما توعدون" وليس عند أحد من خلقه
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية