وجع المعدة ساعة ولا وجع الذل كل ساعة..بقلم : خالد معالي

الأحد 09 أكتوبر 2011

وجع المعدة ساعة ولا وجع الذل كل ساعة

خالد معالي



تشكل حالة الإضراب عن الطعام من قبل الأسرى والأسيرات الفلسطينيات، وجعا وألما لكل حر وشريف، ليس في فلسطين وحسب؛ بل في العالم أجمع؛ كون المعاني الإنسانية السامية ورفض الظلم ونصرة المظلوم عوامل مشتركة بين الأمم والشعوب، وان تعددت ثقافاتها ولغاتها.

مخطئ من يظن أن الأسرى يقبلون على معركة الأمعاء الخاوية، وما يصاحبها من وجع المعدة والدوخه والغيبوبة قد تصل للاستشهاد بكل أريحية، وكأن الإضراب هو أمر عادي جدا.

الأسرى يخوضون هذه المعركة الشرسة بعد أن أجبرهم عليها احتلال لا يعرف الرحمة، ويضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة بالأسرى.

شعار الأسرى في إضرابهم "وجع ساعة ولا وجع كل ساعة". من لا يعرف ولم يذق طعم الأسر، وشدة وطأته، بحاجة لتذكيره وتوعيته، حيث لم يدع الاحتلال أي فلسطيني وإلا أذاقه ألوانا من الذل والحط من الكرامة وفقدان للحرية.

تتعدد أساليب وطرق نصرة الأسرى والأسيرات؛ من فعاليات شعبية وغيرها، إلا انه ينبغي أن ننصرهم في مستويات أخرى؛ مثل الطلب من الجهات الدولية الإنسانية والقانونية، توفير الحماية الدولية القانونية والإنسانية للأسرى داخل السجون.

ومن الطرق الأخرى الضغط على المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومؤسساتها لإعلان دولة الاحتلال خارجة عن القانون الدولي الإنساني، لسوء معاملتها للأسرى والأسيرات الذي يأكل الحديد من أجسادهم.

لنأخذ درسا من دولة الاحتلال في كيفية التعامل مع الأسر؛ حيث جعلت رؤساء دول يتحدثون عن معاناة الجندي الاسير "شاليط"، والذي أسر وهو يقتل ويقصف الأطفال والنساء في غزة؛ في الوقت الذي لم تفلح فيه جهود الفلسطينيين بالشكل الكافي والمطلوب، بنقل معاناة قرابة سبعة آلاف أسير فلسطيني للعالم الخارجي بينهم أطفال ونساء.

من الجميل أن تكون معركة الأمعاء الخاوية البوصلة لتحقيق المطالب المشروعة والعادلة للأسرى والأسيرات؛ والأجمل منه هو توحد الشارع الفلسطيني بمختلف قواه خلف معركة الاسرى، وهو ما يقود للقول: "وجع المعدة ولا وجع ذل الاحتلال".

معركة الأسرى مع سجانيهم تتشابه مع معركة الشعب الفلسطيني مع محتليه؛ لأنه وعبر التجربة وتاريخ الصراع؛ لم يعطي الاحتلال شيئا، ولم يرفع ظلما، إلا تحت الضغط والقوة، كونه لا يفهم لغة غيرها.

التضامن مع الأسرى والوقوف إلى جانبهم ليس منة من احد عليهم، فهو واجب وطني وديني وأخلاقي؛ كونهم يذودون عن شرف الأمة وكرامتها، في قلاعها الأخيرة، أمام أعتا واظلم آخر احتلال في العالم.ما أجمل اليوم الذي نرى فيه جهود القوى الفلسطينية على مختلف مشاربها الفكرية ووسائلها وطرقها المختلفة، قد توجت نصرتها للأسرى؛ بتوحدها في بوتقة التخلص من الاحتلال عبر برنامج وطني موحد، يجمع الكل الفلسطيني في مقاومة واعية ومؤثرة؛ تجعل الاحتلال يدفع ثمن احتلاله غاليا؛ مما يدفعه لاحقا للبحث عن كيفية وقف احتلاله والخروج من مأزقه، وليس تثبيته كما هو حاصل الآن؛ بالمزيد من الاستيطان وتهويد الضفة والقدس.

في ظل الصلف والجحود الأمريكي وتأييده لدولة الاحتلال، وتهديده باستخدام الفيتو؛ صار لزاما سرعة تحقيق وتطبيق المصالحة، حيث البعد عنها يسعد "نتنياهو" والقرب منها يغضبه ويقلقه.

تراكم الخبرات والوعي لدى الأسرى والأسيرات؛ هو ما جعلهم يصممون على انتزاع حقوقهم، تحت عنوان الكرامة والحياة الإنسانية، وهي نتيجة حاصلة سواء رضي السجان أم أبى. وانتزاع الشعب الفلسطيني حقه في العيش بكرامة وحرية كبقية شعوب الأرض هو نتيجة حاصلة بفعل تضحياته وإصراره، شاء "نتنياهو" أو أبى.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية