وطن على وتر .. فأي وطن يقصدون ؟؟
بقلم: د.عصام شاور
يقال إن مسلسلا فلسطينيا يعرض يوميا في شهر رمضان المبارك على فضائية " فلسطين " ، وأنا بصراحة لم أشاهد المسلسل من خلال فضائية فلسطين وإنما شاهدت بعض اللقطات من خلال مواقع الانترنت حتى أقف على تلك الضجة الإعلامية التي روجت للمسلسل تحت مسميات مختلفة ، وبحق فإن اللقطات القليلة التي شاهدتها تكفي للحكم على فشل المسلسل وفشل القائمين عليه لأسباب كثيرة ولكن ما يهمني في الأمر هو الوطن وليس المسلسل .
الوطن في مسلسلهم هو غزة والضفة فقط لا غير بانتظار التعديلات المنتظرة من تبادل أراض وتعديل حدود , وحينها أعتقد أن وطنهم لن يجاوز وترا في الوطن الحقيقي الذي يعيش في قلبنا ونعيش في قلبه بعد أن ينحصر من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب وبعد أن ينتزع منه القلب وهو قدسنا الشريف ، ففي وطنهم _أبطال المسلسل _ لا توجد يافا ولا حيفا ولا توجد عكة أو الرملة وقد يظفرون بحي من أحياء القدس .
لا أريد الطعن في المسلسل أو أبطاله بسبب تقليدهم الساذج لبعض الأعمال الفنية اللبنانية التي لا تتناسب مع عقيدتنا وقيمنا ولا مع تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا ، لا أريد الطعن لتلك الأسباب ولكنني لا أريد تغيير مفهوم الوطن عند أطفالنا وأجيالنا القادمة ولهذا فإنني احتج بشدة على " مسخ " الوطن في مسلسل فلسطيني يأخذ من وقت البعض منا ويضيع آخرون الوقت من أجل رفعه والنفخ فيه عله يحقق شهرة ورواجا أكثر فأكثر .
فلسطين وطننا من البحر إلى النهر ، قضيتنا الوحيدة هي تحريره من أيدي الصهاينة ولا مبرر لتقزيم القضية من خلال ذلك المسلسل أو من خلال الممارسات الواقعية إلى قضية انفصال بين غزة والضفة أو خصومة بين حركتي فتح وحماس ، فقضيتنا اكبر من الانقسام الطارئ وأكبر من الفصائل الفلسطينية مجتمعة ، فلا ضرر لو رفهنا على أنفسنا أو أضحكنا بعضنا البعض وانتقدنا بعضنا البعض ولكن ليس على حساب الوطن والقضية ، وأتمنى أن ينتجوا مسلسلا آخر يطابقون فيه الوطن على الوطن ، من البحر إلى النهر ، ورمضان كريم .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية