وفي كليهما خير.. إما نصر أو شهادة
مصطفى الصواف
في الثامن من كانون أول ( ديسمبر) لعام سبعة وثمانين من القرن الماضي شهدت الأراضي الفلسطينية الانتفاضة الأولى في أعقاب حادثة باص العمال المتعمد من صهيوني حاقد اُستشهد فيه أربعة من العمال وجرح العشرات، هذه الحادثة كانت فتيل الصاعق الذي فجر انتفاضة شعب أراد الكرامة والحرية والانعتاق.
لم تكن حادثة الباص السبب الحقيقي لهذه الانتفاضة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بل سجلت لأول مرة كلمة لم يعرفها قاموس اللغة لها رديف في المصطلح السياسي وباتت تكتب بلغات العالم بالانتفاضة لتفردها في حجمها وشكلها وأثرها، هذه الحادثة هي الصاعق ولكن كانت هناك قضايا وأمور بلغت حدودا لا تطاق من قبل قوات الاحتلال وخاصة في قطاع غزة تراكمت بشكل متسارع حتى بلغت مبلغا لم يعد يحتمل في انتظار حدث ما يفجر برميل البارود في وجه المحتل.
لقد عايشنا تلك الأيام التي سبقت الانتفاضة من إهدار لكرامة المواطن في شوارع غزة من قبل عصابات الاحتلال كان فيها اعتداء على الكبار وإرهاب للصغار واهانة للشباب والتحرش بالنساء والاعتداء عليهن، كان الجندي يوقف المواطن والمواطن الآخر ويطلب من كل واحد منهما صفع الآخر على وجه، أو أن يبصق عليه ومن يرفض فعل ذلك يتعرض للضرب المبرح على أيدي الجنود، وتحمل الناس الضرب لرفضهم الاستجابة لهذه الطلبات الشاذة ، بل بلغ بهم الحد أن يطلبوا من الرجل كبير السن أن يرقص في الشارع وأمام المارة ويأبى الكبار الاستجابة وعندها يتعرضون للركل بالأرجل أو الصفع على الوجه أو الاهانة بألفاظ نابية، والباعة في الشوارع كانوا يتعرضون للأذى فتكب عرباتهم بما فيها من خُضرة أو بضائع وتداس بأقدام الجنود ويعتدى على أصحابها.
كل ذلك اوجد حالة من الغليان في الشارع الغزي وما أن جاء حادث المقطورة حتى خرج الناس بلا وعي إلى الشوارع للتعبير عن جام غضبهم وواجهوا قوات الاحتلال بصدور عارية وبأيد لا تحمل إلا الحجر أو تشعل إطار سيارة كاوتشوك وبات الناس من ليلتهم في حالة غليان لم يشهدها القطاع واستمر المشهد في اليوم التالي وأزداد ضراوة وعنفوانا عندما ارتقى الشهداء وأصيب الجريح واعتقل الشباب فكان أول الشهداء حاتم أبو سيسي من مخيم جباليا والذي استشهد في التاسع من الشهر أي في اليوم الثاني من اندلاع الانتفاضة وتوالى بعده سقوط الشهداء ومع كل يوم تزداد المواجهات عنفوانا وينضم إليها الشباب أفواجا حتى خرج القطاع عن بكرة أبيه في مواجهة المحتل، منهم من كسر الحجارة لتكون في قبضة الشباب ومنهم من أخذ يراقب الشوارع ومنهم من أشعل الإطارات ومنهم من صنع مسامير( رجل الغراب ) الثلاثية والتي لو سقطت على أي مسمار منها يمكن أن تصيب سيارات الاحتلال في إطاراتها وتصبح هدفا للشبان، ومنهم من صنع المتاريس لعرقلة قوات الاحتلال، وسائل متعددة وبأيد فلسطينية.
الحديث عن الانتفاضة الأولى يجعلنا نتأمل الواقع المعاش والذي بات اقرب إلى ما كانت عليه الأجواء في الانتفاضة الأولى وإن كان بوجه مختلف، ولعل ابرز ما يجري اليوم هو مخططات الاحتلال التهويدية في القدس وفي النقب ( برافر ) ومنطقة الجليل، وما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة والحصار وفشل مشاريع التصفية للقضية وثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه رغم ما يجري على أيدي بعض أفراده من تنازلات وتعاون امني مع المحتل ، إلا أن إرهاصات الانتفاضة الثالثة على الأبواب، فكما كانت الانتفاضة الأولى ستكون الثالثة بحاجة إلى الصاعق الذي يفجرها.
القدس قد تكون المفجر للانتفاضة الثالثة يساندها مخططات العدو في النقب وتهجير سكانه ومصادرة أراضيهم واقتلاع بيوتهم وكذلك مخطط تهويد منطقة الجليل ومصادرة الأراضي لتفريق المواطنين أو شق الطرق وإقامة المشاريع الهادفة للاستيلاء على ارضي المواطنين أو تكثيف الاستيطان اليهودي فيها.
على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم لهذه الانتفاضة والتي لن تقتصر على غزة أو الضفة بل ستشمل كل فلسطين لأن العدو يضرب عرض الحائط بكل القيم ويسرع في تنفيذ مخططه الهادف إلى الاستيلاء على كل الأرض وتهويدها من اجل إقامة دولته اليهودية ، هي أيام تطول أو تقصر وسنفجر برميل البارود، فلنعد أنفسنا للمرحلة القادمة ويكون يقيننا إما نصر أو شهادة وفي كليهما خير والنصر حليفنا إن شاء الله تعالى.
مصطفى الصواف
في الثامن من كانون أول ( ديسمبر) لعام سبعة وثمانين من القرن الماضي شهدت الأراضي الفلسطينية الانتفاضة الأولى في أعقاب حادثة باص العمال المتعمد من صهيوني حاقد اُستشهد فيه أربعة من العمال وجرح العشرات، هذه الحادثة كانت فتيل الصاعق الذي فجر انتفاضة شعب أراد الكرامة والحرية والانعتاق.
لم تكن حادثة الباص السبب الحقيقي لهذه الانتفاضة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بل سجلت لأول مرة كلمة لم يعرفها قاموس اللغة لها رديف في المصطلح السياسي وباتت تكتب بلغات العالم بالانتفاضة لتفردها في حجمها وشكلها وأثرها، هذه الحادثة هي الصاعق ولكن كانت هناك قضايا وأمور بلغت حدودا لا تطاق من قبل قوات الاحتلال وخاصة في قطاع غزة تراكمت بشكل متسارع حتى بلغت مبلغا لم يعد يحتمل في انتظار حدث ما يفجر برميل البارود في وجه المحتل.
لقد عايشنا تلك الأيام التي سبقت الانتفاضة من إهدار لكرامة المواطن في شوارع غزة من قبل عصابات الاحتلال كان فيها اعتداء على الكبار وإرهاب للصغار واهانة للشباب والتحرش بالنساء والاعتداء عليهن، كان الجندي يوقف المواطن والمواطن الآخر ويطلب من كل واحد منهما صفع الآخر على وجه، أو أن يبصق عليه ومن يرفض فعل ذلك يتعرض للضرب المبرح على أيدي الجنود، وتحمل الناس الضرب لرفضهم الاستجابة لهذه الطلبات الشاذة ، بل بلغ بهم الحد أن يطلبوا من الرجل كبير السن أن يرقص في الشارع وأمام المارة ويأبى الكبار الاستجابة وعندها يتعرضون للركل بالأرجل أو الصفع على الوجه أو الاهانة بألفاظ نابية، والباعة في الشوارع كانوا يتعرضون للأذى فتكب عرباتهم بما فيها من خُضرة أو بضائع وتداس بأقدام الجنود ويعتدى على أصحابها.
كل ذلك اوجد حالة من الغليان في الشارع الغزي وما أن جاء حادث المقطورة حتى خرج الناس بلا وعي إلى الشوارع للتعبير عن جام غضبهم وواجهوا قوات الاحتلال بصدور عارية وبأيد لا تحمل إلا الحجر أو تشعل إطار سيارة كاوتشوك وبات الناس من ليلتهم في حالة غليان لم يشهدها القطاع واستمر المشهد في اليوم التالي وأزداد ضراوة وعنفوانا عندما ارتقى الشهداء وأصيب الجريح واعتقل الشباب فكان أول الشهداء حاتم أبو سيسي من مخيم جباليا والذي استشهد في التاسع من الشهر أي في اليوم الثاني من اندلاع الانتفاضة وتوالى بعده سقوط الشهداء ومع كل يوم تزداد المواجهات عنفوانا وينضم إليها الشباب أفواجا حتى خرج القطاع عن بكرة أبيه في مواجهة المحتل، منهم من كسر الحجارة لتكون في قبضة الشباب ومنهم من أخذ يراقب الشوارع ومنهم من أشعل الإطارات ومنهم من صنع مسامير( رجل الغراب ) الثلاثية والتي لو سقطت على أي مسمار منها يمكن أن تصيب سيارات الاحتلال في إطاراتها وتصبح هدفا للشبان، ومنهم من صنع المتاريس لعرقلة قوات الاحتلال، وسائل متعددة وبأيد فلسطينية.
الحديث عن الانتفاضة الأولى يجعلنا نتأمل الواقع المعاش والذي بات اقرب إلى ما كانت عليه الأجواء في الانتفاضة الأولى وإن كان بوجه مختلف، ولعل ابرز ما يجري اليوم هو مخططات الاحتلال التهويدية في القدس وفي النقب ( برافر ) ومنطقة الجليل، وما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة والحصار وفشل مشاريع التصفية للقضية وثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه رغم ما يجري على أيدي بعض أفراده من تنازلات وتعاون امني مع المحتل ، إلا أن إرهاصات الانتفاضة الثالثة على الأبواب، فكما كانت الانتفاضة الأولى ستكون الثالثة بحاجة إلى الصاعق الذي يفجرها.
القدس قد تكون المفجر للانتفاضة الثالثة يساندها مخططات العدو في النقب وتهجير سكانه ومصادرة أراضيهم واقتلاع بيوتهم وكذلك مخطط تهويد منطقة الجليل ومصادرة الأراضي لتفريق المواطنين أو شق الطرق وإقامة المشاريع الهادفة للاستيلاء على ارضي المواطنين أو تكثيف الاستيطان اليهودي فيها.
على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم لهذه الانتفاضة والتي لن تقتصر على غزة أو الضفة بل ستشمل كل فلسطين لأن العدو يضرب عرض الحائط بكل القيم ويسرع في تنفيذ مخططه الهادف إلى الاستيلاء على كل الأرض وتهويدها من اجل إقامة دولته اليهودية ، هي أيام تطول أو تقصر وسنفجر برميل البارود، فلنعد أنفسنا للمرحلة القادمة ويكون يقيننا إما نصر أو شهادة وفي كليهما خير والنصر حليفنا إن شاء الله تعالى.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية