يحرقون أطفالنا ومساجدنا وبيوتنا ... بقلم : خالد معالي

الثلاثاء 25 نوفمبر 2014

يحرقون أطفالنا ومساجدنا وبيوتنا



خالد معالي


بعد جريمة حرق الطفل محمد أبو خضير، وحرق المساجد في الضفة الغربية والقدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 48، والتي كان آخرها حرق مسجد قرية المغير بتاريخ 1211 ؛ خرج علينا إرهاب وبلطجة المستوطنين فجر أمس، بحرق منزل عبد الكريم حمايل من قرية أبو فلاح قضاء رام الله؛ في استهتار بأرواح وأملاك الفلسطينيين.

لولا لطف الله لأحرق المستوطنون المرأة الفلسطينية وبناتها الثلاث اللواتي تواجدن في المنزل لحظة هجوم المستوطنين عليه؛ وهو ما يشير إلى أن إرهاب المستوطنين لن يتوقف ضد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم في الضفة الغربية.

المستوطنون مرتاحون لردة الفعل على حرقهم للأطفال والمنازل والمساجد؛ ولمواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين؛ فهم يطربون لسماع الاستنكار والشجب؛ ويعلمون مسبقا أن الاتفاقيات التي لا يحترمونها أصلا؛ تمنع المس بهم أو بإيذائهم في حالة ضبطهم؛ بل تسليمهم لسلطات الاحتلال، ويخرجون منها كما يقول المثل :" مثل الشعرة من العجين".

تشير جريمة حرق المنزل إلى أننا مقبلون على توتير أكبر، وصراع أشمل، مع المستوطنين الذين "لا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة"؛ وهو ما يستدعي الحذر والجاهزية التامة لصد اعتداءاتهم المتكررة .

المستوطنون سيواصلون اعتداءاتهم في المدى المنظور؛ فشهود عيان أكدوا أن عملية الحرق جرت من قبل قطعان المستوطنين الذين استغلوا قرب المنزل من الطرق الالتفافية التي يسلكونها ومن ثم سرعة هروبهم من موقع الجريمة؛ مستغلين الأوضاع الراهنة التعيسة ومعرفتهم المسبقة أنه لن يتم المسّ بهم .

حرق المنزل من قبل المستوطنين ليس عبارة عن ردة فعل عابرة وغير مخطط لها؛ بل هي حرب ممنهجة وسياسة متواصلة، يغذيها التطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال؛ أمثال "ليبرمان" و"بينت" وغيرهم من دعاة التطرف والإرهاب وطرد الفلسطينيين من أرضهم ومصادرة أراضيهم.

لا جدال أن هناك عوامل مساعدة لمواصلة حرق المساجد والمنازل من قبل المستوطنين، خاصة حرية الحركة والتنقل بين المستوطنات، وسرعة الدخول والخروج من قرى بعينها في مناطق محددة في الضفة، واحتضان حكومة "نتنياهو" المتطرفة للمستوطنين، وتركهم ليصولوا ويجولوا دون حسيب ولا رقيب.

المرحلة الحالية بما تحمل من استيطان، وأرخص احتلال مريح عرفه التاريخ، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة، وحرق المساجد والمنازل؛ وحتى حرق الأطفال كما حصل مع الطفل الشهيد أبو خضير، وهو يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة للفلسطينيين لحملهم على ترك وطنهم.

لوثة دينية تضرب المستوطنين؛ يتواصل معها حرق المساجد، والمنازل ومصادرة الأراضي ؛ والفتاوى الدينية جاهزة من قبل حاخاماتهم تدعوهم للاستمرار والمواصلة، فالشعب الفلسطيني بنظرهم من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الأغيار" وُجدوا لخدمة اليهود.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية