الأطفال ضحايا حادث جبع شهداء عند الله؛ كونهم لاقوا حتفهم نتيجة لتقطيع أوصال الضفة الغربية والقدس المحتلة. فاجعة مصرع الأطفال هزت أكثر القلوب قساوة وصلابة وأبكتها، فهم أطفال حرموا الحياة بعد أن حرمهم الاحتلال من اللعب كبقية أطفال العالم.
برغم شدة وقساوة الحادث الذي فجع قلب كل إنسان؛ إلا أنه لم يحرك عواطف أفراد عاديين في دولة الاحتلال؛ بل ذهب بعضهم إلى التعبير عن فرحته بمقتل أطفال بعمر الزهور، وأخذوا يتبادلون التهاني عبر تدويناتهم المختلفة على الشبكة العنكبوتية، ويقولون: "نقص (المخربون) عشرة".
في العدوان على غزة قبل ثلاث سنوات قتلت طائرات الاحتلال قرابة 400 طفل، ولم يحرك ذلك شعرة واحدة في جسد قيادات دولة الاحتلال؛ بل راحوا يقولون: "إن ذلك كان ضروريا لردع (الإرهاب). ولم يقدم أي منهم حتى الآن أمام محكمة جرائم الحرب الدولية.
تنشئة الفرد في دولة الاحتلال تقوم على أنه من شعب الله المختار، وأن الشعوب الأخرى، نساء وأطفالا ورجالا، أقل منهم شأنا وقيمة، ومجرد خدم لهم ،وينظرون للآخرين ولأطفالهم نظرة ازدراء واستعلاء.
منظومة القيم والأخلاق في دولة الاحتلال ضعيفة وهشة وتكاد تكون معدومة وغير موجودة. بالمقابل فإن المنظومة الأخلاقية لدى الشعب الفلسطيني عالية جدا، وإن كنا نأمل أن تكون اكبر بذلك بكثير؛ والدليل على ذلك عدم قيام القوى الفلسطينية على مدار فترة مقاومة الاحتلال باستهداف الأطفال والنساء، وإن حدث ذلك يكون بالخطأ ودون قصد.
في الوقت الذي يلعب أطفال دولة الاحتلال بكل أنواع الألعاب واللهو، ويعيشون طفولتهم بحرية، ويتم تغذيتهم منذ صغرهم بالكراهية والحقد على العرب والفلسطينيين؛ لا يجد الأطفال الفلسطينيون ما يلعبون به، ويضطرون إلى التنقل مسافات طويلة للوصول إلى أماكن اللعب واللهو، وقد يخطفهم الموت قبل وصولهم إلى ألعابهم ولهوهم، كما حصل مع أطفال "نور الهدى".
قد تخرج أصوات من دولة الاحتلال تزعم أن الفرحة بمصرع الأطفال لا تمثل الجميع؛ وان هذا ليس نهجا وممارسة ومجرد حالة نشاز؛ ولكن نذكر أن الفرحة نتيجة، ولها ما سبقها من تعذيب الأطفال الفلسطينيين وإذلالهم وتعريتهم على الحواجز، وخطفهم من أحضان أمهاتهم وسط البرد القارس، وهو ما وثقته منظمات حقوقية دولية.
تعبئة الفرد، مهما كان دينه ولونه وموطنه، بأفكار خاطئة ومتطرفة يتسبب بالمزيد من تدهور الأمور وتعقيدها، ويحتاج لعقول وأفكار خلاقه لتصويب ما خرج عن الصواب؛ وهنا فان مفكري وقادة دولة الاحتلال بحاجة إلى إعادة صياغة لأفكارهم من جديد، فيما يتلاقى مع معاني الإنسانية الرحيمة وليس مع شريعة الغاب.
الإنسان السوي يتألم ويحزن عندما يرى الآخرين يتعذبون لأي سبب كان؛ فالأصل أن يحيا الإنسان ويعيش بكل طمأنينة وهدوء، فكيف عندما يرى أطفالا يحترقون؟! من يفرح لمقتل أطفال، مهما كانوا، يكن للأسف قد تجرد من إنسانيته.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية