يقتلوننا ويحرقون مساجدنا
خالد معالي
بالأمس؛ قتل جنود الاحتلال الشاب جهاد من مخيم الدهيشة؛ واليوم أحرق المستوطنون مسجد قرية الجبعة؛ وغدا سيقتلون أيضا، ويحرقون، ويجرفون ويسرقون الأراضي، ويطردون من شاؤوا؛ على مرأى ومسمع من العالم؛ وكأنهم فوق ما تعارفت عليه البشرية من قوانين وشرائع دولية؛ تجرم وتحرم؛ احتلال شعب آخر.
كل يوم تصحو الضفة الغربية على عدة جرائم من قبل الاحتلال والمستوطنين؛ بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، فهو احتلال رخيص جدا بنظر "نتنياهو"؛ ما دام لا يوجد رد فعل يوازي ما يقوم به من جرائم تندى لها جبين الإنسانية.
ويبدو أن حمى الانتخابات بعد أيام داخل دولة الاحتلال؛ قد هوس وأفقد قادة الأحزاب الاسرائيلية صوابهم؛ فأخذوا يسارعون باللعب على الحلقة الأضعف لكسب أصوات الناخبين؛ وهي هنا الضفة الغربية؛ وإلا ماذا نفسر قتل واستشهاد الشاب جهاد، وبعد يوم حرق مسجد قرية الجبعة؛ عدا عن التجريف ومصادرة الأراضي في غالبية مناطق الضفة، وحجز أموال الشعب الفلسطيني الفقير؛ والقادم أعظم!
التطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال مع اقتراب موعد الانتخابات لا بد له من ثمن؛ ولا يوجد من يدفع الثمن غير الشعب الفلسطيني الذي هو بنظر "نتنياهو" ضعيف، فالمستوطنون يسرحون ويمرحون ويحرقوا ويصادروا ويجرفوا ويعتدوا كيفما شاؤوا دون حسيب أو رقيب؛ ولسان حالهم يقول: الله يديم الحال.
احتلال مريح، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ ومزايدة من قبل الأحزاب الاسرائيلية فيمن يؤذي الفلسطينيين أكثر لجني المزيد من الأصوات الانتخابية؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة. حرق المساجد يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة هذه، والمتواصلة، ولا يوجد ما يمنع هذه السياسة في المدى المنظور.
المستوطنون سعداء؛ وهم مرتاحون لردة الفعل على حرقهم المساجد؛ ولمواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين؛ فهم يطربون لسماع الاستنكار والشجب؛ ويعلمون مسبقا أن الاتفاقيات التي لا يحترمونها أصلا؛ تمنع المس بهم أو إيذائهم في حالة ضبطهم؛ بل تسليمهم لسلطات الاحتلال، ويخرجون منها كما يقول المثل :" مثل الشعرة من العجين".
رئيسة دولة الاحتلال غولدا مائير قالت بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969؛ إنها لم تستطع النوم ظنًّا منها أن العرب والمسلمين سيهبون ضد الاحتلال في اليوم التالي للحريق، لكن أعصابها ارتاحت عندما وجدت العرب لا يتقنون إلا الشجب والاستنكار، والذين لم يغيروها حتى اللحظة، وحالنا بقي كما هو دون تغيير.
الشعب الفلسطيني ومقدراته وحقوقه هي بنظر المستوطنين من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر؛ حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الأغيار" وجدوا لخدمة اليهود، والشعب الفلسطيني بنظرهم غير موجود على الكرة الأرضية.
كلما اقترب موعد الانتخابات سيصعد المستوطنون من اعتداءاتهم؛ يدعمهم "نتنياهو" في الخفاء، ويستنكر في العلن، والضعيف سيبقى ضعيفا ما دام يظن ذلك؛ ولكي يغادر مربع الضعف؛ عليه أن يشمر عن ذراعيه وينطلق.
لا يعني مما سبق أن الشعب الفلسطيني لا يملك أية أوراق قوة توجع الاحتلال؛ فهي كثيرة جدا إن أحسن قادة الشعب الفلسطيني تفعليها؛ فالقانون الدولي يجيز مقاومة المحتل بكل الوسائل حتى طرده.
الرد على جرائم الاحتلال؛ من قتل وحرق يكون؛ بأن نستعيد زمام المبادرة، ونصنع الأحداث ونتحكم بمجرياتها، ونغادر مربع العجز والهوان، إلى مربع القوة والسيطرة، وهذا لا يكون بالشجب والاستنكار ولطم الخدود وشق الجيوب؛ ولا يكون بـ(اذهب أنت وربك فقاتلا)، (وكفى الله المؤمنين شر القتال).
خالد معالي
بالأمس؛ قتل جنود الاحتلال الشاب جهاد من مخيم الدهيشة؛ واليوم أحرق المستوطنون مسجد قرية الجبعة؛ وغدا سيقتلون أيضا، ويحرقون، ويجرفون ويسرقون الأراضي، ويطردون من شاؤوا؛ على مرأى ومسمع من العالم؛ وكأنهم فوق ما تعارفت عليه البشرية من قوانين وشرائع دولية؛ تجرم وتحرم؛ احتلال شعب آخر.
كل يوم تصحو الضفة الغربية على عدة جرائم من قبل الاحتلال والمستوطنين؛ بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، فهو احتلال رخيص جدا بنظر "نتنياهو"؛ ما دام لا يوجد رد فعل يوازي ما يقوم به من جرائم تندى لها جبين الإنسانية.
ويبدو أن حمى الانتخابات بعد أيام داخل دولة الاحتلال؛ قد هوس وأفقد قادة الأحزاب الاسرائيلية صوابهم؛ فأخذوا يسارعون باللعب على الحلقة الأضعف لكسب أصوات الناخبين؛ وهي هنا الضفة الغربية؛ وإلا ماذا نفسر قتل واستشهاد الشاب جهاد، وبعد يوم حرق مسجد قرية الجبعة؛ عدا عن التجريف ومصادرة الأراضي في غالبية مناطق الضفة، وحجز أموال الشعب الفلسطيني الفقير؛ والقادم أعظم!
التطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال مع اقتراب موعد الانتخابات لا بد له من ثمن؛ ولا يوجد من يدفع الثمن غير الشعب الفلسطيني الذي هو بنظر "نتنياهو" ضعيف، فالمستوطنون يسرحون ويمرحون ويحرقوا ويصادروا ويجرفوا ويعتدوا كيفما شاؤوا دون حسيب أو رقيب؛ ولسان حالهم يقول: الله يديم الحال.
احتلال مريح، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ ومزايدة من قبل الأحزاب الاسرائيلية فيمن يؤذي الفلسطينيين أكثر لجني المزيد من الأصوات الانتخابية؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة. حرق المساجد يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة هذه، والمتواصلة، ولا يوجد ما يمنع هذه السياسة في المدى المنظور.
المستوطنون سعداء؛ وهم مرتاحون لردة الفعل على حرقهم المساجد؛ ولمواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين؛ فهم يطربون لسماع الاستنكار والشجب؛ ويعلمون مسبقا أن الاتفاقيات التي لا يحترمونها أصلا؛ تمنع المس بهم أو إيذائهم في حالة ضبطهم؛ بل تسليمهم لسلطات الاحتلال، ويخرجون منها كما يقول المثل :" مثل الشعرة من العجين".
رئيسة دولة الاحتلال غولدا مائير قالت بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969؛ إنها لم تستطع النوم ظنًّا منها أن العرب والمسلمين سيهبون ضد الاحتلال في اليوم التالي للحريق، لكن أعصابها ارتاحت عندما وجدت العرب لا يتقنون إلا الشجب والاستنكار، والذين لم يغيروها حتى اللحظة، وحالنا بقي كما هو دون تغيير.
الشعب الفلسطيني ومقدراته وحقوقه هي بنظر المستوطنين من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر؛ حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الأغيار" وجدوا لخدمة اليهود، والشعب الفلسطيني بنظرهم غير موجود على الكرة الأرضية.
كلما اقترب موعد الانتخابات سيصعد المستوطنون من اعتداءاتهم؛ يدعمهم "نتنياهو" في الخفاء، ويستنكر في العلن، والضعيف سيبقى ضعيفا ما دام يظن ذلك؛ ولكي يغادر مربع الضعف؛ عليه أن يشمر عن ذراعيه وينطلق.
لا يعني مما سبق أن الشعب الفلسطيني لا يملك أية أوراق قوة توجع الاحتلال؛ فهي كثيرة جدا إن أحسن قادة الشعب الفلسطيني تفعليها؛ فالقانون الدولي يجيز مقاومة المحتل بكل الوسائل حتى طرده.
الرد على جرائم الاحتلال؛ من قتل وحرق يكون؛ بأن نستعيد زمام المبادرة، ونصنع الأحداث ونتحكم بمجرياتها، ونغادر مربع العجز والهوان، إلى مربع القوة والسيطرة، وهذا لا يكون بالشجب والاستنكار ولطم الخدود وشق الجيوب؛ ولا يكون بـ(اذهب أنت وربك فقاتلا)، (وكفى الله المؤمنين شر القتال).
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية